هيئة التحرير
من جديد يعود اسم “سعد الحريري” كمرشح جديد لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، لكن هذه المرة عبر رئيس مجلس النواب، رئيس حركة أمل، “نبيه بري”، بحسب ما تؤكده مصادر خاصة لمرصد مينا، مشيرةً إلى أن “بري” منذ استقالة الحكومة يدفع بشكلٍ مكثف باتجاه تكليف “الحريري”.
وتأتي تصريحات المصادر الخاصة، بالتزامن مع صدور حكم المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس وزراء الحكومة الأسبق، “رفيق الحريري”، والذي أدان أحد عناصر حزب لله، “سليم عياش”، بالقضية وبرأ ثلاث عناصر أخرين كانوا متهمين بالقضية.
التكليف وسر زيارة ماكرون
دفع “بري” باتجاه تكليف “الحريري”، يؤكد المحلل السياسي، “أحمد عيتاني” أنه دفع بدعم من حزب الله والتيار الوطني الحر، الساعي لإحداث تعديل في الساحة السياسية اللبنانية قبل زيارة الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، إلى العاصمة اللبنانية، المقررة في الأول من أيلول القادم، مشيراً إلى أن الفريق الحاكم يهدف لتحقيق تقدم في ملف تشكيل الحكومة على الأقل من ناحية التوصل إلى تحديد هوية رئيس الحكومة قبيل وصول “ماكرون”.
وكان الرئيس الفرنسي قد زار بيروت عقب انفجار المرفأ، مؤكداً خلال الزيارة على طرحه تسوية للأزمة السياسية في لبنان، وأنه سيعود مطلع الشهر القادم لمتابعة تطوراتها، وأن مستقبل لبنان بعد 4 آب ليس كما قبله.
إلى جانب ذلك، يعتبر “عيتاني” أن سعي فريق 8 آذار لدعم “الحريري” بمثابة محاولة متاجرة سياسية، موضحاً: “الفريق الحاكم يدرك تماماً أن تولي الحريري لرئاسة الحكومة سيكسر حالة العزلة الدولية المفروضة عليه كما أنه سيخفف الضغط الدولي، خاصةً بعد صدور قرار المحكمة الدولية بإدانة عنصر من حزب الله في القضية”.
من جانبه، يصف الخبير في الشؤون اللبنانية، “إدوارد بوصعب” محاولات بري ومن خلفه التيار الحاكم، بجر “الحريري” إلى الأزمات التي يعاني منها فريق حزب الله، خاصةً بعد تصاعد الضغط الشعبي على النظام السياسي جراء انفجار المرفأ، مشيراً إلى أن المطلوب من “الحريري” حالياً عدم قبول رئاسة الحكومة في ظل الظروف الراهنة وقبل إجراء انتخابات نيابية مبكرة، خاصةً وأن قبوله بترؤس الحكومة سيكون خط أوكسجين جديد لحزب الله وحلفائه.
المهمة الصعبة والسقوف المنخفضة
مسألة إقناع “الحريري” في تولي رئاسة الحكومة، بحسب ما يؤكده الباحث في الشؤون اللبنانية “فادي قزي”، ستكون مهمة صعبة جداً، خاصةً في ظل عدم استعداد حزب الله لتقديم تنازلات كبيرة في سبيل إتمام الاتفاق مع “الحريري”، لافتاً إلى أن سقف مطالب الأخير ستكون مرتفعة جداً، لا سيما في ما يتعلق بتسليم “عياش” وسلاح حزب الله والانتخابات النيابية والمعابر غير الشرعية مع سوريا.
وكان حزب الله قد أعلن في وقتٍ سابق، رفضه التام لأي حياد في السياسة اللبنانية، معتبراً أنه خطوة لمصلحة إسرائيل، كما رفض إغلاق الحدود مع سوريا ونزع سلاحه، إلى جانب تأكيده بأن مسألة تسليم أي متهمين بمقتل “رفيق الحريري”، هي مسألة غير معروضة للنقاش بالنسبة له.
أما عن الدلالات، التي تحملها محاولات إعادة رئيس تيار المستقبل لرئاسة الحكومة، فيشير “قزي” إلى أنها مؤشر على أن حزب الله بات مستعد لتقديم تنازلات محدودة لفريق المعارضة ، ما يعكس أنه مدرك لحرج الموقف وأن الأمور تتجه نحو المزيد من التصعيد، لافتاً إلى أن الحزب من خلال الدفع باتجاه “الحريري” يحاول تجنب أزمة داخلية قد تصل إلى مناطق سيطرته، تحديداً مع اتساع دائرة الاحتجاجات والمطالبات بنزع سلاح الحزب.
ويؤكد “قزي” أن قيادة الحزب وصلت إلى قناعة بعجزها عن خوض أي معركة سياسية أو حتى عسكرية، خاصةً في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها إيران، التي تعتبر الداعم الأكبر للحزب، لافتاً إلى وجود مخاوف حقيقية لدى حزب الله من تكرار سيناريو العراق في لبنان، ووصول شخصيات أكثر تشدد تجاه سلاحه، على شاكلة رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”.