تسعى كل من روسيا وأمريكا إلى كسب سوق السلاح العالمية بالدرجة الأولى، لكنهما تتسابقان بالدرجة الاولى على كسب السبق في الصناعات الحربية الذكية، بما يتيح للأقوى منهما السيطرة على الأرض أولاً.
ترى دراسات صادرة عن مؤسسات بحث عربية، أن روسيا وأمريكا تخوضان اليوم حربًا باردة قوامها سوق الصناعات الحربية ومختبراتها التي ستحكم في النهاية من سيسيطر على العالم.
ويتحدث المسؤولون الأمريكيون والروس في الوقت الحالي عن بعضهم البعض، ويلقون ادّعاءات حول من هو المسؤول الأول عن جعل العالم مكانًا أكثر خطورة. وفي الوقت نفسه، يعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “بالرد وفقًا لذلك” على تدشين واشنطن لأنظمة إطلاق جديدة، فيما تعهّد مسؤولو الدفاع الأمريكيون بتطوير واختبار ونشر صواريخ كروز بعيدة المدى وصواريخ باليستية كرد فعل على انتهاك موسكو لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.
كما سيرد الكرملين على أية زيادة في قدرات الصواريخ الأمريكية بزيادة مماثلة، وإذكاء لهيب المنافسة في نفس نوع السباق الذي ثبت لنا أنه شديد الخطورة في الماضي، وفي أحدث تصريحات حول ملف التسلح بين الدولتين، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو منفتحة على الحوار مع واشنطن حول الاختراعات والتصاميم الجديدة الواعدة، بما في ذلك الأسلحة فرط الصوتية.
وأضاف لافروف، مساء الثلاثاء في مقابلة عبر الإنترنت مع وسائل إعلام روسية وأجنبية: “نحن منفتحون للحديث عن التصاميم الواعدة الجديدة، بما في ذلك الأسلحة فرط الصوتية، وهنا أوكد بشكل خاص على الأخذ بالاعتبار ومراعاة جميع الجوانب دون استثناء، وجميع العوامل التي تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي”، كما أعلن وزير الخارجية عن نيته إجراء اتصال هاتفي في المستقبل القريب، مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقال الوزير الروسي: اتصل بي بومبيو قبل أسبوعين. أريد أن أتحدث معه مرة أخرى خلال الأيام القادمة عبر الهاتف. لقد تم التطرق إلى موضوع استئناف المفاوضات بشأن موضوع مراقبة التسلح، والاستقرار الاستراتيجي بشكل عام. ونحن نرحب بنشاط بهذا الاهتمام من شركائنا الأمريكيين، لأننا نسعى منذ فترة طويلة لتشجيعهم ودفعهم إلى الانخراط بنشاط أكبر في بحث هذه المشاكل”.
ويقول مراقبون روس: “إن ما يحدث اليوم بين روسيا والولايات المتحدة يمكن اعتباره سباق تسلّح جديد، ولكن ليس كسابقه في حقبة الحرب الباردة لا في المضمون ولا بالأدوات، ولكنه نموذج جديد يشابه (شكلاً) النموذج الذي ظهر آواخر هذا العهد عندما أطلق الرئيس ريغان مبادرة الدفاع الإستراتيجي في العام 1983، والمعروفة بـ”حرب النجوم”، فمنذ تسلم الرئيس ترامب السلطة بداية العام 2017 وإطلاق إدارته لإستراتيجية الأمن القومي، والتي حدد بها صراحة ركيزة السلام من خلال القوة والتي تترجم من خلال تحديث القوة العسكرية والردع الصاروخي وتحديث الحرب السيبرانية والفضاء”.
“بعد أقل من ثلاثة أشهر على إصدار الولايات المتحدة لإستراتيجية الأمن القومي (كانون أول 2017) وأقل من شهر على إصدارها وثيقة المراجعة النووية (شباط 2018)، قام الرئيس بوتين ومن على منبر الجمعية الفيدرالية الروسية (1/3/2018) بإعلان روسيا عدّة خطوات عسكرية واقتصادية من شأنها وقف سباق تسلّح جديد عبر إعلانها امتلاك أسلحة “نوعية” “صادمة” للولايات المتحدة وحلفائها تجعل من الولايات المتحدة نفسها في موقف ردّ الفعل، ومنها:
- منظومات كينجال فرط الصوتية، ومنظومات سارمات العابرة للقارات.
- منظومات أفنغارد فرط الصوتية “الحائمة”
- الصواريخ المجنحة التي تعمل بدفع نووي ومسارات غير بالستية بما يجهض الدرع الصاروخي الأميركي.
- أسلحة الليزر من نموذج “بيريسيفت” التي تعمل بمبادئ فيزياء جديدة.
- إعتماد (300) نموذج جديد للأسلحة بينها (102) صواريخ بالستية للغواصات و(80) بالستي عادي.
- الطوربيدات النووية.
- جهاز مراقبة وتدمير الأقمار الصناعية في الفضاء وهو جهاز ليزر جديد (لم تعلن روسيا إرساله للفضاء بعد)”.
بالنسبة لما يمكن استنتاجه من الحاصل بين روسيا والولايات المتحدة، أن سباقاً للتسلح قد ظهر يقول الدكتور صالح:
هو سباق تسلح “نوعي” وليس كمي.
سباق تسلح حول السيطرة على الفضاء وإمتلاك تقنيات سلاح الفضاء.
سباق تسلح نووي ولكنه لم يبلغ عتبة تبني إستراتيجية التدمير المؤكد المتبادل (MAD)