أكدت مصادر حقوقية سورية معارضة، أن قوات النظام استعادت السيطرة على 32 منطقة في ضواحي مدينة حلب، وذلك عقب انسحاب كامل فصائل المعارضة المسلحة من مواقعهم فيها، بعد أسابيع من الاشتباكات والعمليات العسكرية التي شنها النظام بدعم من الطيران الروسي.
وأشارت المصادر إلى أن النظام ومن خلال تقدمه الجديد في ضواحي محافظة حلب، يكون قد نجح في تأمين المدينة بشكل تام، على اعتبار أنها المرة الأولى التي تتمكن فيها قوات النظام، من السيطرة على كامل الحزام المحيط في حلب المدينة منذ اندلاع الثورة السورية قبل 9 سنوات، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين الجانبين في مناطق من أرياف المحافظة، الغربية.
مصادر في المعارضة السورية، أشارت إلى الانسحاب الكامل للفصائل من حلب المدينة، يأتي قبيل ساعات فقط من اجتماع تركي روسي لبحث ملف الشمال السوري، كما نوهت ذات المصادر إلى ذلك الانسحاب وإخلاء المدن والبلدات في حلب يأتي تنفيذاً لاتفاق سوتشي، المعمول به بين روسيا وتركيا في آخر معاقل المعارضة في البلاد.
إلى جانب ذلك، أشارت المصادر إلى أن قوات النظام استطاعت فرض سيطرتها على عشرات المواقع في ريف مدينة إدلب المحاذية لحلب، شمال غرب البلاد، خلال الحملة العسكرية ذاتها، مشيرةً إلى وقوع خسائر فادحة في الأرواح بين طرفي القتال، والتي وصلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى 591 قتيلاً لقوات النظام، بينهم 18 من المليشيات الأجنبية الموالية لإيران و4 عناصر من حزب الله، في حين بلغت خسائر المعارضة السورية 659 قتيلاً، بالإضافة إلى 14 جنديا تركياً.
تزامناً أرجعت مصادر عسكرية تابعة للمعارضة، انسحاب مقاتلي الأخيرة عن مواقعهم في ضواحي مدينة حلب، بنجاح قوات النظام بتطويق المنطقة وسيطرتها على تلة شويحنة وقرية بابيص، وقطع الطريق على المنطقة، مضيفةً: “تقدم قوات النظام، أدى إلى ضغط عسكري كبير على فصائل المعارضة، من جهة جبهة الشيخ عقيل، الأمر الذي اضطر الفصائل للانسحاب من عدة قرى وبلدات”.
وكانت قوات الأسد قد أحكمت سيطرتها على الأحياء الشرقية لحلب، في عام 2016، إلا أن عدة أحياء على رأسها جمعية الزهراء بقيت في يد فصائل المعارضة بحسب الوسائل الإعلامي المعارضة، إلى جانب مناطق الراشدين والليرمون، لتستعيدها قوات الأسد في عمليتها العسكرية الحالية.
ومع تقدم قوات الأسد المتسارع على الأرض في الشمال السوري، يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، دون وضوح الهدف الذي يسعى إليه من وراء ذلك.
وكانت وسائل إعلامية موالية للنظام السوري، قد أعلنت سيطرت الأخير الكاملة على غرب مدينة حلب، بما فيها من قرى وبلدات وضواحي، في نكسة جديدة تضرب قوات المعارضة المسلحة، بعد سيطرت قوات النظام على معظم مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي واكبر المدن فيها.