هددت تركيا بتنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع النظام في مدينة حلب، شمال سوريا، في حال انتهاك الأخيرة لوقف إطلاق النار في مدينة إدلب المجاورة، ومحاولتها التقدم أكثر في مناطق خفض التصعيد المتفق عليها بين الجانب التركي والروسي، بموجب اتفاق أستانة.
وبحسب مصادر إعلامية تركية، فإن التهديدات التركية، جاءت خلال اجتماعات بين المسؤولين الأتراك والروس لمناقشة تطورات في مدينة إدلب، مشيرةً إلى أن سيناريو مهاجمة قوات المعارضة والجيش التركي لمدينة حلب، وارد جداً، مضيفةً: “تركيا لم تتمكن من تحقيق أهدافها بشكل كامل في منطقة خفض التصعيد، ولكنها بوقف إطلاق النار تجاوزت خطر نشوب صراع كبير”.
إلى جانب ذلك، كشفت صحيفة خبر ترك، أن الاجتماعات تركزت حول انتهاكات النظام السوري والميليشيات الإيرانية لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في موسكو، إضافة إلى تسيير الدوريات المشتركة على طريق إم 4، مؤكدةً أن الوفد التركي شرح للوفد الروسي خلال المفاوضات التي جرت في أنقرة، حساسية تركيا بخصوص مركز مدينة إدلب، وأن المدينة تعتبر خط أحمر بالنسبة لتركيا.
كما أوضحت الصحيفة، أن الاجتماعات بين الأتراك والروس، تزامنت مع توسيع الجيش التركي لتحصيناته في المواقع التي ينتشر فيها، خاصةً مع مواصلة ميليشيات إيران وقوات النظام السوري، بانتهاك الهدنة ووقف إطلاق النار، واصفةً اتفاق وقف إطلاق النار بـ “المرحلي”.
وتأتي تسريبات الصحيفة بعد قرابة الأيام العشرة من اجتماع الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” في العاصمة الروسية، موسكو، لمناقشة التوتر الحاصل في مدينة إدلب، بعد أسابيع من المواجهات العسكرية المباشرة بين الجيش التركي وقوات النظام السوري، والتي أسفرت عن مقتل المئات من الطرفين، إلى جانب نزوح مئات الآلاف من المدنيين باتجاه الحدود التركية هرباً من العمليات العسكرية والمعارك.
وكان الاجتماع بين الرئيسين التركي والروسي قد انتهى بالوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، وعدم السماح لقوات النظام السوري بالتمدد أكثر داخل مناطق خفض التصعيد، وتسيير الدوريات المشتركة بين روسيا وتركيا على الطريق الدولية إم 4، الاستراتيجية، بعد أن كانت أنقرة تطالب بانسحاب قوات النظام من المناطق التي كانت قد سيطرت عليها داخل مناطق خفض التصعيد، والعودة إلى ما وراء مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي.
في حين اعتبرت وزارة الدفاع الروسية، أن المفاوضات العسكرية مع تركيا حول الوضع في إدلب السورية كانت بناءة، مشددة على أن نتائجها ستسمح بتطبيق كل الاتفاقات بين الطرفين حول هذه المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان يوم السبت: “جرت المفاوضات في أنقرة مع الشركاء الأتراك في أجواء بناءة. وستسمح نتائجها بتطبيق كل الاتفاقات الخاصة بمنطقة إدلب لخفض التصعيد والتي تم التوصل إليها بين الرئيسين الروسي والتركي يوم 5 مارس في موسكو”.