أصدر الدكتور “محمد ماهر قباقيبي” رئيس جامعة دمشق، قراراً حدد بموجبه نوع اللباس المسموح للطلاب والطالبات داخل الحرم الجامعي، ويقضي القرار بمنع أن يرتدي الطلاب أي لباس “غير لائق” داخل الحرم الجامعي.
ووفق المعايير الجديدة التي طرحتها جامعة دمشق على طلابها يمنع ارتداء “النقاب، والجلابيات، والشورت”، الأمر الذي شكل أزمة لدى بعض الطلبة وخاصة طلبة كلية الشريعة الإسلامية، وطلبة في فروع أخرى بسبب العادادت والتقاليد المجتمعية التي تحتم أحياناً نوعاً معيناً من اللباس.
ويرى البعض أن الأمر هو انعكاس لواقع الفقر الذي تعيشه دمشق بالتزامن مع صعود التفاوت الطبقي بين أثرياء الحرب، الأمر الذي تريد منه الطبقة السياسية إحداث تغيير في الثقافة المجتمعية، لصالح الانحلال الأخلاقي الذي بات يروج له بعض عناصر المجتمع المدني التابعين لسلطة الأسد مباشرةً.
ورأى عدد من طالبات الجامعة أن في الأمر تعدياً على الحرية الشخصية، وقالت إحدى الطالبات التي فضلت عدم الكشف عن هويتها بسبب الناحية الأمنية:” الأمر يمس بشكل مباشر الحرية الدينية والحرية الشخصية، لكننا بالطبع لن نجرؤ على المعارضة في ظل الأوضاع الأمنية المخيفة التي تمر بها البلد الآن”، وأشارت الطالبة التي تدرس في كلية الآداب أنها ستمتثل للقوانيين الجديدة، في حين أخبرتنا أن القرار من الممكن أن يؤثر على المستقبل الدراسي لبعض زميلاتها.
في حين اعتبرت “سها” وهي طالبة هندسة مدنية أن الأمر تعد واضح على الحريات الشخصية، إذ قالت إنه حوى عبارات لا تليق بطالب جامعي “من المفترض أنه يدرس في جامعة عريقة ومحترمة مثل جامعة دمشق” وتابعت سها حديثها: ” أنا لا أرتدي النقاب ولا الجلابية ولا أياً من تلك الملابس التي أشار إليها القانون، لكن طريقة صياغة القرار استفزتني، وإدارة الجامعة تعرف تماماً أن هذا اللباس يشكل جزءاً كبيراً من التراث والعادات الثقافية السورية وينبغي احترامها”.
لا يريد الطلاب الحديث أو الاعتراض، فالجميع يعرف ما تعني كلمة اعتراض في مملكة الأسد، حيث تسود شريعة الغاب، والاختفاء هو أسهل عبارة في أيام دمشق الكالحات اليوم.
لكن جامعة دمشق نشرت توضيحاً حول القرار، أكدت فيه أن القرار المتعلق باللباس داخل الحرم الجامعي، جاء بعد ضبط عدد من الحالات ومنها انتحال الشخصية.
وقال المستشار الإعلامي للجامعة “محمد العمر”: “إن هناك حالات دفعت الجامعة لاتخاذ ذلك القرار وخاصة في ما يتعلق بالنقاب”.
وأضاف “العمر”: كيف يمكن لأستاذ جامعي، لديه جوانب عملية في المادة أن يمتحن طالبا أمامه ولا يعرف هويته، أو ما إذا كان ذكرا أو أنثى في حال ارتداء النقاب؟، ونسي “العمر” أنه يمكن تمييز الطالب من الطالبة من خلال الصوت، الذي لا يمكن للنقاب أن يخفيه، كما يقول الطلبة.
مستبعداً التدخل بالحياة الشخصية للطلبة، لكنه علّق على عبارة “لا يليق” بأنه كان من الأجدر عدم ذكرها.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.