الملخص التنفيذي:
رغم أن حزب البعث تمكن منذ استلامه السلطة في آذار/مارس ١٩٦٣ من أن يخضع ويبعد جميع الخصوم السياسيين من طريقه، عبر الاحتواء السياسي كما في تجربة الجبهة الوطنية التقدمية، أو عبر الاعتقال والملاحقة والسجون كما فعل بمعارضيه الذين رفضوا الانضمام إلى هذه الجبهة، إلا أن صراعه من الإخوان المسلمين، اتخذ شكلاً يكاد يشبه صراع وجود، إذ انتقل وبالتدريج من مستواه السياسي في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي إلى مستواه الصفري في ثمانيات القرن الماضي وما بعدها.
هذا الصراع، عدا عن كونه صراعاً صفرياً، فقد أرخى بظله على كامل الخريطة السياسية السورية، بحيث غيّر معادلتها كلياً، ليس على صعيد طبيعة السلطة والمعارضة فحسب، بل أيضاً على صعيد المجتمع السوري والتنمية السياسية السورية التي تراجعت وتدمرت بفعل هذا الصراع، الأمر الذي يجعل من دراسة هذا الصراع لمعرفة جذوره وأسبابه أمراً مشروعاً؛ وله مسبّباته المعرفية التي سيتركز عليها بحثنا هذا، للإضاءة على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للصراعات القائمة وكيفية تجليها، خاصة أن تجليات هذا الصراع عادت وظهرت مرة أخرى في الانتفاضة السورية، ورغم أنّ هذا الصراع لم يكن صراعاً مباشراً بين الإخوان والنظام كما في ثمانينات القرن الماضي، إلا أنه في جزء كبير منه كان نتاج له.
هذا كله نتناوله من خلال المحاور التالية:
- الصرع بين البعث والإخوان كان ومازال صفرياً
- جذور هذا الصراع وأسبابه
- الجذور الإيديولوجية المتعارضة التي شكلت ولادة البعث والإخوان!
- الصراع على المجتمع وطبقاته بين الإخوان والبعث
- الموقف من الدولة ما بين الإخوان والبعث
- المعارك الدستورية بين الطرفين تاريخياً
- الفرق بين صراع 1950 وصراع 1970 حول الدستور؟
- الصراعات الأخرى بين الطرفين بعد وصول البعث إلى السلطة
- الخاتمة