يستمر انحسار تنظيم الإخوان المسلمين في الوطن العربي وأوروبا، بعد موجة التحولات التي شهدتها المنطقة عقب الربيع العربي، وعلى الرغم من أن التنظيم يسعى لنقل نشاطه إلى دول أخرى في آسيا وأفريقيا، إلا أن المعطيات تشير إلى انخفاض خطر التنظيم عما كان عليه خلال الأعوام السابقة، حيث بات التنظيم يعاني أيضاً من أزمات وانشقاقات داخلية أدت إلى انحسارها عن دائرة الضوء في المنطقة العربية وخاصة في مصر التي تعتبر معقل التنظيم الرئيسي وبلد المنشأ، ويبدو أن الحركة تحتاج إلى الكثير من السنوات لتعيد ما خسرته في المنطقة العربية وأوروبا.
وتزايدت يقظة الدول الأوروبية لخطورة الجماعة على المجتمعات الأوروبية وخاصة المهاجرين من أصول مسلمة، وبناء عليه أصبحت نشاطات الجماعة وتحويلاتها المالية تحت مراقبة الاستخبارات في العديد من الدول الأوروبية، أما في تركيا فيخشى قادة الجماعة الذين يعيشون في المنفى هناك، من التخلي عنهم أو استخدامهم كأوراق يمكن المساومة عليها في سبيل تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية والدول العربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
تسلط هذه الدراسة الضوء على آخر التطورات التي شهدتها حركة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية وأوروبا، وتراجع قوتها السياسية والاقتصادية، وتبحث الدراسة في مستقبل الجماعة عالمياً وقدرتها على الاستمرار.
التدهور بدأ من مصر
في السنوات الأخيرة، تعاملت جماعة الإخوان المسلمين في مصر مع العديد من الأزمات المتلاحقة، خاصةً في مواجهة ضغوط كبيرة من الحكومة المصرية. ومع ذلك، واجهت المنظمة تحديات داخلية متزايدة أيضا، مما أدى إلى تضخيم صراعات المجموعة مع استمرارها في وضع نفسها كمجموعة سياسية معارضة.
ومن المؤكد أن الدولة المصرية مارست ضغوطا كبيرة على جماعة الإخوان المسلمين. وبعد انتهاء عهد حسني مبارك، وخاصة في أعقاب عزل محمد مرسي من منصبه عام 2013، بحثت الدولة عن بدائل في التعامل مع جماعة الإخوان، وتنتهج الآن سياسة مكافحة الجماعة من خلال تصنيفها منظمة إرهابية. وتقول الدولة إن الجماعة تشكل تهديدا للدولة وكانت مصدرا للتطرف والوعي الاجتماعي المشوه لأكثر من 90 عاما.
وتعثرت المجموعة أيضا بسبب الانقسامات الداخلية بعد عام 2013، حيث انزلقت جماعة الإخوان المسلمين إلى أزمة تنظيمية بسبب تداعيات الإطاحة بها من السلطة. وصلت الانقسامات اللاحقة في القيادة التنظيمية إلى ذروتها في عام 2021، عندما انقسمت المجموعة إلى تيارين رئيسيين ومجموعات أصغر مختلفة. ومع انتقال قيادتها إلى الخارج، أصبحت المشاكل المتعلقة ببنيتها الداخلية أكثر وضوحا.
ففي أكتوبر من العام 2021 أصدر إبراهيم منير، نائب المرشد والقائم بعمله، قراراً بإيقاف عضوية ست قيادات بارزة من الجماعة، ممن شغلوا مناصب تنفيذية في إدارة شؤونها بالخارج والتنسيق مع فرعها المصري، منذ الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، في صيف عام 2013. وأدى الصراع الإخواني-الإخواني، إلى تفاقم حالة التشظي والانقسام الهيكلي الذي تُعانيه الجماعة، منذ سنوات، وبروز جبهات وتنظيمات جديدة، دون أن تتمكن أي من الجبهات المتنافسة من حسم الصراع لمصلحتها بشكل كامل.
واتسمت الصراعات القيادية داخل الإخوان، بتعقدها ففي حين حاججت قيادات الجماعة التاريخية بأنها حسمت الخلاف مع المجموعة الشبابية المعروفة بجبهة المكتب العام “تيار التغيير”، والتي تشكلت في إثر الشقاق على شرعية إدارة الجماعة واستراتيجياتها في عامي 2015 و2016، وصارت موحدة تحت قيادة القائم بأعمال المرشد، آنذاك، (محمود عزت)، عادت الخلافات أواخر عام 2020، لتتجدد هذه المرة داخل إطار معسكر القيادات التاريخية نفسه والذي أمسك فعلياً بمقاليد النفوذ والسيطرة واستطاع التحكم في الجماعة، طوال العقود الماضية.
وانقسم معسكر القيادات التاريخية للجماعة، إلى فريقين هما: (جبهة القائم بأعمال مرشد الإخوان إبراهيم منير المقيم في لندن، وجبهة أمين الجماعة السابق محمود حسين المقيم في إسطنبول)، ويدعي كل فريق من الفريقين أنه يحظى بالشرعية التنظيمية منفرداً، متهماً الفريق الآخر بالخروج على تقاليد الحركة الراسخة، وارتكاب مخالفات لائحية تتنافى مع اللائحة العامة لجماعة الإخوان، الصادرة عام 2009.
تراجع قوة الجماعة في اليمن
على الصعيد اليمني، تمكن الإخوان المسلمين خلال الفترة الماضية من الظهور كقوة سياسية مسيطرة على الحكومة بعد ثورة اليمن عام 2011، إلا أن الأمور لم تعد تصب في صالح الجماعة، حيث بات أغلب قياداتها في المنفى.
وبدأت مشاركة الإخوان في السلطة إلى فترة التسعينيات، حيث سمح اتفاق بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح والزعيم القبلي القوي عبد الله بن حسين الأحمر للأخير بالمشاركة في تأسيس حزب الإصلاح بدعم سعودي لتحقيق التوازن بين الاشتراكيين في اليمن الموحد حديثا، وفقا لسيرة الأحمر.
ويمر الإصلاح يمر بواحدة من أدنى المراحل في تاريخه، ويعاني من الضعف والتشرذم وضعف القيادة. ومع استمرار المفاوضات لإنهاء الحرب، تجد حليفتها الرئيسية، المملكة العربية السعودية، تجري محادثات مع عدوها الأكبر، الحوثيين، تاركة حزب الإصلاح خلفها. وإلى ذلك فإن الكثير من أعضاء الحزب اليوم يعيشون في المنفى. ويعيش العديد من قادة حزب الإصلاح في تركيا بينما تقترب حرب اليمن من عامها العاشر.
كان لمنفى الحزب في تركيا تأثير مزدوج على حظوظه، إذ أصبح ضعيفاً في اليمن بينما أصبح مديناً لتركيا الدولة التي استقبلت كوادره وسمحت باستمرار وجوده. ويتبع الحزب اليوم بإخلاص لأبرز الشخصيات في الحركة الإسلامية التركية خاصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تستضيف تركيا في عهد أردوغان قادة حزب الإصلاح وكذلك بعض خصومهم السياسيين والعسكريين اليمنيين.
لكن أعضاء حزب الإصلاح في تركيا باتوا ممزقين بين الالتزام بنظام أردوغان وديناميكيات البلاد، والمخاوف الناجمة عن عبث الحزب في المنفى وخطر الانزلاق إلى مرحلة عدم الأهمية.
وترجع جذور هذه المخاوف إلى أسلوب عمل أردوغان، الذي اعتمد إلى حد كبير على الاحتضان الانتهازي للحركات الإسلامية من أجل النفوذ، والتخلص منها عندما تصبح عائقا. منذ عام 2015، دعمت تركيا أو عارضت الدورين السعودي والإماراتي في حرب اليمن، وفقًا للطبيعة المتغيرة لعلاقاتها المضطربة مع كل منهما. بعد الخلاف مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشأن مقاطعة قطر في عام 2017 دعا أردوغان إلى إنهاء حروب اليمن. وعندما عاد إلى علاقات جيدة مع الملك السعودي سلمان، أدان دور إيران هناك.
يعمل النظام السياسي في أنقرة جاهداً لاستعادة علاقاته مع الدول العربية. وفي ظل الديناميكيات الإقليمية الجديدة، من غير المرجح أن تدفع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر القضية إلى درجة حرمان جماعة الإخوان المسلمين وأتباعها من أحد آخر ملاذاتهم الآمنة، وبدلا من ذلك، تفضل تركيا ودول الخليج أيضاً، أن يحتفظ حزب الإصلاح وغيره من الإسلاميين بوجودهم في إسطنبول، حيث هناك فرصة أفضل للقدرة على ترويضهم عندما يحين وقت الشدة مقارنة بما لو كانوا في عاصمة غربية على سبيل المثال.
وفي كلتا الحالتين، يبدو أن التمويل القطري الإقليمي للقنوات التلفزيونية آخذ في التقلص. وبعد تخفيف التوترات مع السعوديين، طلب القطريون من قناة بلقيس، التي تم تمويلها في البداية من الدوحة، تخفيف حدة تغطيتها. وفي عام 2023، قامت القناة بتسريح عشرين موظفًا استعدادًا لتقليص حجم البث إلى فترة بث واحدة بدلاً من 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.
الحظوظ في المغرب العربي وليبيا
في تونس فشل الإخوان أيضاً كما هو الحال في مصر، ولم تتمكن الجماعة من تقديم بدائل اقتصادية ذات مصداقية، وذلك باستخدام الوصفات القديمة التي تتمثل في تجنيد أتباعها بشكل جماعي في الإدارات. والأخطر من ذلك هو أنه بينما كان الناس يتوقعون من المسلمين المتدينين الذين يصلون إلى السلطة أن يظهروا النزاهة والصدق، فقد اكتشفوا أن الزعماء لم يكونوا عديمي الحساسية تجاه الثروة المادية.
وأثبتت التجربة أن التوجه إلى صناديق الاقتراع كان خيارا تكتيكيا للجماعة، فهي لم تؤيد الديمقراطية يوماً بشكل فعلي، وعند وصولها إلى السلطة برزت الازدواجية بين الدعاية والممارسة، ذلك أن ممارسات التنظيم أظهرت أن هدفهم على المدى الطويل لم يتغير، وهو إعادة أسلمة المجتمعات التي ليست مسلمة بما فيه الكفاية بحسب معتقدهم، لأنها تقلد الغرب الذي يقدس الدولة.
ويواجه زعيم حركة النهضة الإخواني راشد الغنوشي، حكماً ابتدائياً بالسجن ثلاث سنوات مع فرض غرامة مالية، وذلك في القضية المتعلقة بقبول حزبه تبرعات مالية من جهة أجنبية. وكانت محكمة تونسية قد قضت بسجن الغنوشي وصهره رفيق عبدالسلام بوشلاكة وزير الخارجية الأسبق، بالسجن 3 سنوات مع النفاذ العاجل بعد إدانته بحصول الحركة على تمويل أجنبي.
وفي العام 2023 حظرت السلطات التونسية الاجتماعات في جميع مكاتب حزب النهضة، كما أغلقت الشرطة مقر جبهة الخلاص وهو ائتلاف معارض يمثل الواجهة السياسية للحركة الإسلامية. ويواجه الغنوشي الذي يقبع في السجن منذ أبريل 2023 العديد من القضايا من بينها ما يرتبط بالإرهاب والتآمر على أمن الدولة، فيما أصدر القضاء التونسي بحقه 3 بطاقات إيداع بالسجن.
أوروبا لم تعد آمنة لنشاط الجماعة
تتجه أوروبا نحو فرض المزيد من القيود على حركة جماعة الإخوان المسلمين، ويطلق السياسيون العديد من التحذيرات حول تحركات الجماعة وطبيعتها السرية، وكان وزير الداخلية الفرنسية جيرالد دارمانين في 10 مايو 2024، قد صرح بأن جماعة الإخوان المسلمين هي “منظمة شريرة”، مضيفاً أن الجماعة لا تشن جهادا عنيفا، ولكنها تنشر “أساليب أكثر لطفًا…لإدخال جميع شرائح المجتمع تدريجيا إلى المصفوفة الإسلامية”.
ومن الواضح أن تصريحات دارمانين جاءت بموافقة الرئيس إيمانويل ماكرون. وقد فوض الرئيس وزارة الداخلية بإعداد تقرير حول التهديد الذي يشكله الإخوان المسلمون. وذكرت الوزارة في بيان أعلنت فيه هذه المهمة؛ “الانفصالية الإسلامية هي مشروع سياسي ديني نظري… يهدف إلى بناء مجتمع مضاد. وتلعب جماعة الإخوان المسلمين دورا رئيسيا في نشر مثل هذا النظام الفكري.
ويعتزم دارمانين أن يكون التقرير بمثابة “جرس تنبيه” لأساليب جماعة الإخوان المسلمين. وقال دارمانين: “إنهم يهاجمون جميع مجالات المجتمع ويشكلون شبكة في مجالات: الرياضة والتعليم والطب والعدالة والمنظمات الطلابية والنقابية والمنظمات غير الحكومية والسياسة والجمعيات والثقافة”. “إنهم يعطون تعليمات التصويت، ويدعمون الشركات المجتمعية، ويستخدمون الخطاب المناهض لفرنسا، ويطلقون الالتماسات، ويحيطون بالممثلين المنتخبين المحليين، ويوقعون شراكات اقتصادية مع العلامات التجارية الكبرى”.
لكن الإنجاز الأكثر نجاحاً الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين بحسب وزير الداخلية، كان إدخال كلمة جديدة إلى الغرب: الإسلاموفوبيا، وأوضح، إنه عندما بدأ التلاميذ في الوصول إلى المدرسة في سبتمبر الماضي وهم يرتدون الزي الإسلامي، كان ذلك بمثابة تحدي صارخ لقوانين العلمانية في فرنسا. ولكن تم تحريفها من قبل البعض لجعل الأمر يبدو وكأن المسلمين يقعون ضحية.
ولاقت تصريحات دارمانين ترحيبا من المختصين في مجال جماعة الإخوان المسلمين. ومن أبرز هؤلاء فلورنس بيرجود بلاكلر، التي كانت تدرس الحركة منذ ثلاثة عقود، ونتيجة لذلك تحتاج إلى حماية الشرطة. وفي كتابها الصادر عام 2023 عن جماعة الإخوان المسلمين، كتبت أن “هدفهم ليس تكييف الإسلام مع أوروبا، بل تكييف أوروبا مع الإسلام”.
وحظرت النمسا جماعة الإخوان المسلمين في عام 2021، لكن لم تحذ حذوها أي دولة أوروبية أخرى. وقال دارمانين إنه لن يكون هناك حظر في فرنسا لأن “هذا مستحيل بكل بساطة”. ويرجع ذلك إلى الطبيعة السرية لجماعة الإخوان المسلمين وافتقارها إلى تسلسل هرمي محدد. وشدد الوزير الفرنسي على أن المطلوب هو “الصحوة الأوروبية”، وقال بأنه سعيد برؤيتها تحدث في ألمانيا والسويد.
وإضافة إلى ما سبق، فقدت جماعة الإخوان المسلمين خلال السنوات القليلة الماضية عدد من قادتها المؤثرين، ومن أهمهم يوسف القرضاوي الذي توفي عام 2022، والمصري إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد الأعلى للجماعة الذي كان يقيم في لندن، وكان القرضاوي نشطاً للغاية في جماعة الإخوان المسلمين، وقد كرّس حياته لتعزيز الإسلام السياسي عبر خطاباته الدينية والسياسية التي كانت تبثها قناة الجزيرة القطرية وكان له تأثير كبير على حشد التأييد للجماعة وخاصة في فترة الربيع العربي، وهذا ما أثر على القوة الدعائية للجماعة وأدى إلى تراجع تواجد قياداتها من الواجهة.
هل ما زال الإخوان يشكلون خطراً؟
لتقييم القوة العالمية لهذه الجماعة قامت دراسة حديثة بتحليل مؤشر القوة السياسية والأمنية لهذه المنظمة، إضافة إلى قوتها الاقتصادية والإعلامية والمجتمعية. ووفقًا لباحثين من مؤسسة “تريندز” للأبحاث والاستشارات في أبوظبي، وجامعة مونتريال، ومنصة “بلورييل” الأكاديمية التي تُعنى بالإسلام، فإن تأثير جماعة الإخوان المسلمين، الذي كان يبلغ 64 بالمئة في سنة 2021، انخفض إلى 49.3 بالمئة في سنة 2022 وإلى 48 بالمئة في سنة 2023.
ولكن على الرغم من ذلك، ما زالت جماعة الإخوان، تحتفظ بفروع لها في عدة دول حول العالم، مما يعكس مدى انتشار تأثيرها وتواجدها الإقليمي. ففي الأردن تحافظ جماعة الإخوان بوجود قوي ومؤثر، حيث أن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان، يعتبر من أكبر الأحزاب السياسية المعارضة. وفي غزة تتواجد الجماعة بشكل بارز من خلال حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة وتعتبر منبثقة عن فكر الإخوان المسلمين.
كما تتمتع الجماعة بوجود تنظيمي وسياسي ملموس من خلال الحركة الدستورية الإسلامية، التي تشارك في الحياة السياسية والبرلمانية في الكويت. وفي ليبيا، تعتبر الجماعة مؤثرة من خلال حزب العدالة والبناء، والذي يشكل جزءاً من الحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس. وتراجعت حركة الإخوان المسلمين في ليبيا كجزء من التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد، فبعد الثورة الليبية، أصبحت جماعة الإخوان المسلمين نشطة سياسياً من خلال حزب العدالة والبناء. إلا أنها باتت تواجه تحديات كبيرة نتيجة للصراع المستمر بين الفصائل المختلفة والدعم المتباين من القوى الإقليمية.
فالدعم الذي تتلقاه حكومة الوفاق الوطني في طرابلس من تركيا وقطر، والتي تقف إلى جانب الإخوان، يتعارض مع الدعم الذي تقدمه السعودية والإمارات ومصر وروسيا للحكومة في شرق البلاد. ومن التحديات التي واجهتها حركة الإخوان في ليبيا أيضاً هو الفشل في الحفاظ على وحدة صفوفها وقاعدتها الشعبية وسط الصراعات المسلحة والسياسية التي تعصف بالبلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن قوات شرق ليبيا، تمكنت من تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، مما أدى إلى تراجع نفوذ الإخوان في بعض المناطق.
أما في الجزائر، فتتواجد الجماعة من خلال حركة مجتمع السلم، التي تشارك في العملية السياسية. بعد الربيع العربي، شهدت الحركات الإسلامية في الجزائر بعض النمو في التأثير السياسي، ولكن، مثل الكثير من الدول الأخرى في المنطقة، كان هناك نوع من الصراع بين الأحزاب الإسلامية والأحزاب العلمانية المدعومة من دول أخرى. في الجزائر، كانت هناك مقاومة من قبل الحكومة ضد نفوذ الإخوان، مما أدى إلى تقييد نشاطهم.
الاستنتاجات:
ـ يتسم مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعدة جوانب تتعلق بالتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها. حاليا، تُعتبر الإدارة الحالية في مصر بقيادة الرئيس السيسي الجماعة تهديدا كبيرا، وقد شددت الإجراءات ضدها.
ـ في ظل هذه الظروف، تواجه الجماعة تحديات كبيرة فيما يتعلق بإعادة تنظيم هيكلها القيادي واستقطاب أعضاء جدد وتعزيز قدرتها على الحشد الجماهيري.
ـ لا تزال الجماعة تحتفظ بفروع في العديد من الدول الأخرى، مثل الأردن، فلسطين (غزة)، الكويت، اليمن، ليبيا، الجزائر، المغرب، والسودان.
ـ تحاول الجماعة البحث عن ملاذات آمنة، مثل دول البلقان وأفغانستان، إلا أن هذه الأماكن رغم قدرتها على توفير الحماية ونشر الأفكار المتطرفة، إلا أنه لا تعوض التنظيم عن التواجد في العواصم المهمة، مثل أوروبا وتركيا، أو الدول العربية، التي تطمح الجماعة كهدف نهائي إلى الاستيلاء على مقاليد السلطة فيها.
المصادر:
- موقع (ميديل است مونيتور) في 12 مايو 2023
- موقع (العربية) 17 مايو 2024
- (Mitsui & Co. Global Strategic Studies Institute) يونيو 2021
- مجلة (New Lines Magazine) في 23 مايو 2024
- صحيفة (لوموند) في 28 أبريل 2024
- موقع مجلة (The Spectator) في 10 مايو 2024