مرصد مينا – هيئة التحرير
اعتبر الممثل الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” أن الخلاف القائم بين بشار الأسد وابن خاله رجل الأعمال رامي مخلوف يكشف ما وصفه بـ”الغسيل الوسخ لأسوأ الأنظمة في القرن الواحد والعشرين”.
جيفري قال، خلال مؤتمر صحفي عقده عبر الهاتف، مساء أمس الخميس، إن “قضية الخلاف مع مخلوف بشكل خاص مهمة جداً، لأنني رأيت أن هناك جهداً من قبل الحكومة السورية للرد على الضغط الروسي عبر دعوة النظام لتنظيف منزله والبدء بشخص مثل مخلوف. ورأينا كذلك أخباراً وشائعات تقول إن الروس يدعمون هذا الشخص وقلقون حيال ما يقوم به الأسد”.
وأضاف “جيفري”: “يمكن تفسير هذا الخلاف بطريقتين: الأولى بالقشة التي قصمت ظهر البعير ولا أعتقد ذلك. أتمنى ذلك ولكن ليس الأمر كذلك، والثانية أنه مؤشر إضافي كسقوط العملة السورية والصعوبات التي تواجهها الحكومة لإدخال شحنات النفط إلى سوريا، وكذلك الصعوبات في تأمين الخبز ومواد أخرى للمحلات التجارية، حيث أن النظام يخضع لضغط كبير. وربما هذا هو السبب الذي يجعل الروس مهتمين بشكل أكبر بالحديث معنا من جديد حول إمكانية التوصل إلى تسوية”.
وبرز الخلاف بشكل واضح بعد أن بثّ مخلوف تسجيلين مصورين، داعياً الأسد لحل مشاكله، وتحدث مخلوف عن مشكلة الضرائب المترتبة على شركته الخلوية “سيرياتيل”، مدعياً أنه قام بتسديدها، الامر ردت عليه وزارة الاتصالات التابعة للنظام بالتأكيد على أن الشركات الخلوية مطالبة بموافاة هيئة الاتصالات بالجواب النهائي بموعد أقصاه 5/5/2020 لقبولها التّفاوض حول آلية تسديد مبلغ 233.8 مليار ليرة سورية كفروقات لبدل التّرخيص الابتدائي، وبالرغم من انتهاء تلك المهلة إلا أن شيئاً لم يتغير. كما ذكر مخلوف أيضاً أن الأجهزة الأمنية تمارس عليه ضغوطاً “غير مقبولة” للتخلي عن شركاته، وصلت إلى حد اعتقال موظفين ومدراء يعملون لديه.
وبالنسبة للانتقادات الروسية للأسد، علّق “جيفري” قائلا: “لسنا متأكدين من أن الانتقاد الروسي العلني ومن قبل أشخاص قريبين من الرئيس الروسي بوتين عكس إرسال إشارات لنا أو للأسد نفسه أو لمساعدة روسيا على بيع سوريا لبعض الدول، مثل دول أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط، لإعطاء سوريا اعترافاً دبلوماسياً وقبولاً دولياً لتأمين عشرات المليارات من الدولارات لإعادة الإعمار. ما زلنا نسعى لمعرفة خلفية هذا الانتقاد”.
وتصاعدت مؤخراً حدة الانتقادات الموجهة من وسائل الإعلام الروسي للأسد، حيث كشف “المجلس الروسي للشؤون الخارجية”، المقرب من الكرملين، والذي يديره وزير الخارجية الأسبق “إيغور إيفانوف”، أول أمس، أن موسكو أصبحت أكثر جدية بشأن إجراء تغييرات في سوريا، وأن حماية الأسد أصبحت عبئاً عليها، متوقعاً حدوث اتفاق روسي- إيراني- تركي للإطاحة به. كما انتقد المجلس، الشهر الماضي، النظام السوري باعتباره يفتقر إلى “نهج بعيد النظر ومرن” لإنهاء الصراع. بينما أصدرت “وكالة الأنباء الفيدرالية”، التي يمتلكها يفغيني بريغوجين المعروف باسم “طباخ بوتين” عدة تقارير وصفت الأسد بـ”الضعيف”، وتحدثت عن الفساد المستشري في إدارته، واستغلال نظامه المساعدات الروسية لأغراض الشخصية.
من جانب آخر، أكد “جيفري” أن بلاده ترى أن الوجود الروسي في سوريا أمرٌ غير جيد بالنسبة للمنطقة أو روسيا ذاتها، إلا أن انسحابها من هناك ليس هدفاً بالنسبة للولايات المتحدة، موضحاً أن الأخيرة تسعى إلى عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل النزاع، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب كل القوات المسلحة التي دخلت إلى سوريا، لاسيما القوات الإيرانية والميليشيات التي تنضوي تحت قيادتها، هو ما يمثّل أهمية كبيرة بالنسبة لواشنطن، حسب تعبيره.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت، الثلاثاء، بأن إيران بدأت بخفض قواتها وإخلاء قواعدها العسكرية في سوريا، “لأوّل مرّة منذ دخولها إليها” في أعقاب اندلاع الثورة عام 2011، وذلك بعد تعرض العديد من مواقعها لغارات إسرائيلية في إطار “حملة طرد إيران من سوريا”، التي أعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي “نفتالي بينيت” مؤخراً، والتي أعربت الولايات المتحدة عن تأييدها لها.