- حزب الله أحد الميليشيات الطائفية التي تدعمها إيران
- تجهيز الحزب عسكرياً
- تمويل حزب الله من إيران
- هيكلية الحزب وآلية اتخاذ القرار
- دور الحزب في دعم النظام، ومراحل تدخله في سوريا
- المناطق التي ينتشر فيها حزب الله في سوريا
- علاقته مع الميليشيات الطائفية (المحلية والأجنبية)
- الميليشيات المحلية التي عمل الحزب على تأسيسها وتدريبها
- الميليشيات الأجنبية التي عمل الحزب على تأسيسها وتدريبها
يُبقي المنظور الديني الشيعي السلبي للدولة العلاقة مضطربة بين المواطن الشيعي ودولته، إذ يرتكز الفقه السياسي الشيعي على نظريتين في تفسير العلاقة بالسلطة السياسية والدولة، الأولى “الانتظار” التي تقف موقفاً حدّياً من أشكال الحكم كلها، وتعتبرها مغتصبة لسلطة الإمام الثاني عشر، وهي ما زالت تُدرس في الحوزات؛ ففي الجانب المعمق من البحوث الفقهية الذي يدرس للمختصين في الشريعة (ما يسمى بالفقه الاستدلالي) تبحث العلاقة مع الدولة ضمن باب خاص يسمى “عمل السلطان” أو “الولاية من قبل الجائر”. ويقدم هذا الباب العلاقة مع الدولة على أنها حالة من حالات الاضطرار التي تحكمها التعليمات الخاصة بأوضاع الاضطرار، لا بوصفها علاقة طبيعية أو ضرورية بين مواطن في بلد وحكومته. والثانية “ولاية الفقيه” التي جاءت لاستدراك الفراغ الذي ترتب على الانتظار، ومنحت الفقيه حقّ تولي زمام السلطة حتى عودة الإمام الغائب، ويعتبر النظام الإيراني التجسيد العملي لها(1).
عقب نجاح الثورة الإيرانية 1979م اندفع الشيعة في المجتمعات العربية وراء النموذج الإيراني وتنفيذه بحذافيره واستنساخ أفكاره واستراتيجياته، وفي المقابل شجع النظام الإيراني الجديد تلك الحركات ودعمها مادياً وبشرياً بمختلف الوسائل ونسق معها لمد نفوذه في المنطقة، وفتح فروعاً لها، عملا بأحد مبادئه القاضي بتصدير الثورة, فقوّى حزب الله وتبناه في لبنان, ودعم نظام الأسد بسبب العداء المذهبي بين الطرفين كليهما والنظام العراقي “صدام حسين”, واستغل الأقليات الشيعية الموجودة في عدد من دول العالم من أجل التدخل فيها, وأنشأ حسينيات ودور ثقافة وجامعات ودورات علمية للترويج لمذهبها, كخطوة أولى لفرض نفسها مرجعاً ومحركاً.
التفكّك السوريّ الواسع في المؤسسة العسكرية للنظام الناتج عن مواجهته للثورة الشعبيّة، ولجوء “بشار الأسد” إلى طلب حماية النظام الإيرانيّ، أدى إلى اعتماد الأخير على “بروباغندا الحشد الطائفي” المكثفة، وما صنعه من “دول صغرى” بمؤسّساتها التعاضديّة الخاصّة، وبمؤسّساتها العسكريّة الطائفيّة على نموذج حزب الله اللبناني وحشد نسبة كبيرة من الشيعة الإثني عشرية” إلى جانبها(2)، فدفع بحزب الله اللبناني منذ الأشهر الأولى للثورة إلى التدخل بحجة حماية “المراقد المقدسة” دفاعاً عن نظام الأسد, ولكبح تمدد الثورة في سورية, ثم أرسل خبراء وعناصر ليمد النظام بها في وجه الثوار السوريين, وعرض نفسه بقوة في معارك القلمون والقصير ولم يخف تدخله وقتها، بل أكد أنه يقاتل أعداءه ضمن هذه المعارك. وتمدد أكثر فأكثر داعماً ألوية وجماعات على أساس طائفي في مختلف المناطق السورية.
تظهر محورية دور حزب الله الإيراني لدى صانع القرار الإيراني من خلال ما أورده كتاب رسائل السمك الصادر عن دار نشر تابعة للحرس الثوري الإيراني بأن إيران أعدت بقيادة فيلق القدس خطة تتشكل من خمسة أبواب (عسكرية، أمنية، اقتصادية، سياسية، ثقافية) أسقط منها حسن نصر الله ثلاثة مفاصل وقدم المحور الأمني والعسكري بعد عرض الخطة عليه من قبل همداني؛ عملاً بأوامر المرشد الأعلى “بأن تكون السياسات الكلية لمحور المقاومة وسوريا تحت إشراف الأمين العام لحزب الله” ما يدل على أن أمين عام حزب الله اللبناني فاعل ومؤثر في القرار بشأن سوري(3).
تأتي أهمية هذه الورقة البحثية من كونها تسلط الضوء على واحدة من أبرز الأذرع الإيرانية التي اعترفت بمرجعية الولي الفقيه في إيران؛ في الدول العربية، ودوره في الساحة السورية ومراحل تدخله، وعلاقته بغيره من الميليشيات الطائفية التي جندتها إيران من شيعة العالم للقتال في سوريا دفاعا عن النظام السوري.
حزب الله أحد الميليشيات الطائفية التي تدعمها إيران
أسس (حزب الله) بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1982م موضحاً في الإعلان التأسيسي له بـــ”(إننا أمة أبناء حزب الله نعتبر أنفسنا جزءًا من أمة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم بأوامر قيادة واحدة، حكيمة عادلة، تتمثل في الولي الفقيه الجامع للشروط، وتتجسد حاضراً في الإمام المسدد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني دام ظله”(4) ومن ثم فهو يشكل ذراعاً قوية لإيران في المنطقة العربية، ويتبع لها فقهياً – اجتهادياً – سياسياً -واقتصادياً, ويعتبر أحد أبرز وسائلها في تحريك قضايا المنطقة, وجزءًا من المخطط السياسي الإيراني في المنطقة، وأداة له.
وتتميز العلاقة بين حزب الله وإيران بتداخل البعدين السياسي والديني، إذ يقول إبراهيم الأمين الناطق الرسمي باسم الحزب، جوابًا عن سؤال حول علاقة الحزب بإيران: “نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران”. ويقول هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مجمع تشخيص النظام: تعتقد إيران أن مساعدتها لحزب الله في لبنان “واجب مذهبي وثوري”، وعليه اعتبر الباحث الإيراني د.مسعود أسد الله في كتابه ((الإسلاميون في مجتمع تعددي)) ما يأتي: “بما أن حاكمية الخميني كولي فقيه لا تنحصر في أرض أو حدود معينة فإن أي حدود مصطنعة وغير طبيعية تمنع عمل هذه الولاية، تعد غير شرعية، لذا فإن حزب الله في لبنان يعمل كفرع من فروع حزب الله واسعة الانتشار… وحزب الله مستعد لإنجاز أي مهمة يأمر بها الولي الفقيه(5)”. إضافة إلى أن أمرين هما “تجهيز الحزب عسكرياً ودعمه مالياً” يؤكدان بوضوح أنه يد إيران في المنطقة ومدير برامجها:
تجهيز الحزب عسكرياً
قام كل من نظام إيران والنظام السوري بتجهيز الجناح العسكري لحزب الله بخمس قدرات عسكرية:
- تسليم حزب الله صواريخ أرض- أرض قادرة على ضرب (مفاعل ديمونا الإسرائيلي)، وهي صواريخ (فجر 5) التي يبلغ مداها (350 كم)، وزُوِّد بصواريخ سورية من نوع (إم 600) التي تصيب أهدافها بدقة، وتزن رؤوسها (500 كغ) من المواد المتفجرة التي يمكنها أيضاً حمل رؤوس كيماوية وبيولوجية وذرية.
- درّبت إيران عناصر من حزب الله، ونظّمت ضمن جناحه العسكري خمس كتائب كوماندوس منها (كتيبة الرضوان) عالية التدريب والمهارة والمعدة وفق تدريبات خاصة تخاطب أحوال العمل الصعبة وتحاكي التكتيكات العسكرية الخاصة بوحدة (إيغوز) الإسرائيلية إحدى أمهر وحدات النخبة.
- بنى النظام السوري ذراعاً عسكرية لحزب الله مضادة للطائرات، ودرب عناصر الحزب على كيفية تشغيل بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، من بينها صواريخ كتف متطورة.
- أقام النظام السوري لحزب الله ذراعاً عسكرية مضادة للسفن الحربية، وسلّموه صواريخ روسية الصنع من نوع (ياخونت) المتطورة بعيدة المدى.
- أقام النظام السوري والحرس الثوري الإيراني لحزب الله في أماكن عدة في لبنان خطوطاً دفاعية ضد الدبابات مرتبطة بطرق خاصة للحزب يستخدمها وقت اندلاع حرب، وأقاموا مقرات عملياتية في لبنان كله وشبكة اتصالات عسكرية متطورة. ويقوم عناصر الحرس الثوري بتدريب عناصر الحزب والإشراف عليهم, ويقومون بدور الرقابة والتدقيق على أعمال الحزب(6).
تمويل حزب الله من إيران
يأتي تمويل حزب الله معظمه من إيران, عبر قناتين رئيستين, هما:
القنوات الرسمية عبر الحكومة الإيرانية: التي تدفع ما يزيد على مئة مليون دولار سنوياً للحزب.
القنوات شبه الرسمية: من خلال المؤسسات الخيرية الإيرانية والمؤسسات التابعة للخامنئي, كمؤسسة دعم المقاومة الإسلامية في إيران, ومؤسسة الخامنئي الخيرية, وغيرها من المؤسسات والصناديق التي تتبرع للحزب بمبالغ دورية بملايين الدولارات.
ويأتي جزء من موارد الحزب عبر استثمارات الحزب في مختلف أنحاء العالم, ورجال الأعمال الذين يرعاهم الحزب أو يؤمنون بفكره, ويتبرع الشيعية في لبنان وغيره بالخمس للحزب، لكن هذا المصدر الأخير من الأموال على الرغم من أهميته إلا أنه لا يكفي لتغطية نفقات الحزب الضخمة.
هيكلية الحزب وآلية اتخاذ القرار
أُجري على الهيكل التنظيمي العام للحزب تعديلات عدة لتنسجم مع متطلبات محيطه ودوره إلى أن وصلت إلى شكلها الحالي (الصورة أدناه)
يعد مجلس شورى حزب الله، من بيده قرارات الحزب العسكرية والسياسية والاقتصادية، والمسؤول عن تغيير استراتيجية القيادة والهيكلة داخل الحزب عبر تقليص وحدات الحزب، وإعادة دمج بعضها وسط تغييرات جذرية محيطة إقليمية ودولية، ويتألف مجلس شورى حزب الله من ستة أعضاء، على رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، إضافة إلى موقعه رئيساً للمجلس العسكري. والأمين العام، هو رأس الهيكل ويتمتع بصلاحيات تنظيمية واسعة جداً(7).
يُقسم العمل داخل حزب الله إلى قسمين، الأول هو العمل التنفيذي “العمل السياسي” له، والثاني هو العمل “الجهادي” المحاط بسريّة تامة نظراً إلى ضرورة إبقائه سرياً وفق ما يراه صانع القرار ملائماً. ويعد المجلس الجهادي من أهم هياكل حزب الله اللبناني، ويتألّف من: رئيس المجلس التنفيذي – المسؤول العسكري – المسؤول الأمني وممثل عن الولي الفقيه “المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي”. ويقع على عاتقه متابعة الأعمال العسكرية والأمنية، والتجهيز والتدريب والحماية، وقد قررت قيادة حزب الله بعد دخولها الحرب في سوريا تحويل الوحدات كلها إلى “جهادية” من دون أن يعني ذلك إلغاء المجلس التنفيذي، لأنها تعتبر أن الجهاد لا ينحصر في العمل العسكري فقط، فالعمل السياسي هو جهاد والعمل الإعلامي هو جهاد أيضا، ومن ثم أصبحت وحداته كلها تسمى وحدات جهادية كــ “الوحدة المالية الجهادية، الوحدة الإعلامية الجهادية”.
تدل مسيرة الحزب منذ تأسسه حتى الآن على تطوره وتطور أفكاره، وتمتعه بحجم كبير من المرونة والتكيف والبراغماتية التي تميز أداءه سواء في المستوى الفكري أم السياسي “داخلياً وخارجياً” أم التنظيمي، وإعطائه بشكل مستمر للجيل الجديد من القادة فرصاً أكبر للمشاركة، وهذا يعني أن قيادة الحزب تعمد بشكل دائم إلى إعادة قراءة المتغيرات ووضع الآليات والخطط العملية لمواكبة هذه المتغيرات، وتطوير الهيكلية التنظيمية، وتتجاوز كثيراً من المواقف المبدئية الفكرية في إطار قاعدة الأولويات والمصالح المستندة إلى أسس فقهية وفكرية، ولهذا استطاع تحقيق كثير من أهدافه على الرغم من تعثر مسيرته بسبب ارتباطه بإيران. إلا أن مقارنة هيكله التنظيمي بأي هيكل لأي جهاز أمني في سوريا يشير إلى حجم التشابه الكبير بين التنظيمين، وخصوصاً الأقسام التي يتضمنها المجلس السياسي، ما يؤكد بما لا مجال للشك فيه دور كل من النظام السوري ونظام الولي الفقيه في صناعة هذا التنظيم ليكون أداة وظيفية تخدم تطلعات الطرفين في المنطقة اللذين وجد كل منهما ضالته في الآخر فإيران التي تعتمد استراتيجيتها على ترسيخ وجودها في المنطقة منذ الأيام الأولى للثورة الإيرانية، وعدم قدرتها على خوض حروب عدة لتحقيق استراتيجيتها، أرادت وضع نهج سياسي يمكّنها من بناء تحالفات في المنطقة تعزز قدرتها على تحقيق أهدافها، ووجد نظام الأسد في إيران تأميناً لمحيط سوريا الإقليمي، وهو الأمر الذي يعود إلى طموحاته الإقليمية ورؤيته للمخاطر والتهديدات المحتملة في المحيط الإقليمي الذي تشكل سوريا جزءا منه، بسبب سياساته التدخلية أو التصادمية أحياناً التي أكسبت سوريا كثيراً من الأعداء الذين ظلوا متربصين بها، من دول الجوار الإقليمي ومن ساندها من قوى دولية، وإدراكه للثقل الإيراني في معادلات التوازن شرق الأوسطية، وعلى الرغبة الإيرانية الواضحة في تنويع علاقاتها الإقليمية وتحجيم العراق.
دور الحزب في دعم النظام، ومراحل تدخله في سوريا
يتجلى دور حزب الله في سوريا منذ اندلاع الثورة ومشاركته العسكرية إلى جانب النظام السوري المبني أساساً على عمق التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران بأدوار ثلاثية الأبعاد؛ تتمثل الأولى في الدعم الهجومي خلال المعركة، عام 2013م اعتمد النظام على مجموعات الحزب في معركة القصير، وكان دور الجيش ثانوياً بقيامه بالتأمين الجوي والمدفعي لتسلل الوحدات وهجوم المشاة من مجموعات حزب الله والمقاتلين العراقيين والإيرانيين، واتُبع التكتيك ذاته في الزبداني وحلب وغيرهما من المناطق التي تقاسم فيها الحزب والمقاتلين الشيعة الخطوط الأمامية، واستخدموا الأسلحة الإيرانية كالصواريخ المضادة للدبابات “الطوفان”، والطائرة الإيرانية المسيرة من دون طيار “الكرار”، وصواريخ القسام.
والثانية في السيطرة والدفاع عن المناطق الاستراتيجية التي تكون عرضة للهجمات.
والثالثة تدريب الميليشيات الموالية للنظام، فقد ساعد الحزب النظام السوري على تطوير قوات غير نظامية من ميليشيات محلية كالدفاع الوطني؛ أو الميليشيات الأجنبية التي أتت بها إيران للدفاع عن النظام كلواء أبي الفضل العباس، ويعتبر مركز التدريب الموجود في مدينة القصير وسط سوريا أكبر مركز تدريب تابع للحزب في سوريا، وتتضمن الدورات التدريبية فيه ما يتطلبه القتال الدائر في سوريا من تدريب على القنص، والتعامل مع المتفجرات والدبابات، والاستطلاع وتدريب قوات النخبة، ويجري فيها تجهيز المتدربين للقتال في بيئات مختلفة كالقتال في المناطق الجبلية أو الصحراوية أو داخل المدن(8).
وبما أن سوريا ونظامها القائم تعد الشريان الحيوي لحزب الله ورئته الوحيدة فقد تعامل مع تطورات الأوضاع، وانعدام وزن النظام في ظل الضغط الكبير للتظاهرات المنشرة في كثير من المناطق، وفقدان السيطرة على أجهزة الأمن، وبناء على ذلك يمكن إيجاز مراحل تدخله وفق الآتي:
- مرحلة المواربة والدعم في الخفاء: تبدأ هذه المرحلة من بداية الثورة، ودعوته بعد انطلاقتها بقليل في أيار/ مايو 2011م الأطراف كلها إلى الجلوس على طاولة حوار؛ حتى إعلانه في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2012م أن مقاتلي الحزب كانوا يحمون الشيعة اللبنانيين الذين يعيشون في القرى الحدودية المتاخمة للأراضي السورية، وحاول فيها جاهداً لإنهاء الأزمة وعدم تفاقمها وتعقيدها وقام بمساع كبيرة وجدية لاحتواء الأزمة، ووصلت به الأمور إلى الاتصال بجهات في المعارضة السورية لم يسبق له أن تواصل معها(9)،واتخذ مواقف إيجابية لمصلحة نظام الأسد منها على سبيل المثال إشادته بالنظام السوري ودعوة السوريين إلى المحافظة عليه مدعياً أن أغلب الشعب السوري ما زال يؤيد بشار الأسد خلال خطاب ألقاه عام 2011م بمناسبة مرور أحد عشر عاما على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. لكنه كان يعمل بالتوازي على التنسيق مع إيران بخصوص تداعي الحليف، ويرسل مقاتليه من القناصة لقمع التظاهرات(10).
- مرحلة التدخل العسكري العلني: تبدأ بالإعلان الواضح عن الانحياز الكامل للنظام السوري واعترف الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، السبت 25 أيار/ مايو 2013م، أن “ثلة من مقاتلي الحزب يشاركون في القتال في سوريا”، متعهداً بالنصر في معركة سوريا، قائلاً: “نحن صناع انتصارات معركة سوريا (…) نحن أهل ورجال معركة القصير وصناع انتصاراتها”. وأكد أن “عشرات آلاف على استعداد للقتال في سوريا”(11). وشارك في هذا المرحلة الممتدة حتى قمة هلسنكي في المعارك كافة إلى جانب النظام وارتكب عدداً من المجازر في محيط دمشق وبلدات القلمون وحلب والجبهة الجنوبية.
- مرحلة الانحسار والترقب: أعقبت قمة هلسنكي التي جمعت الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في 16 تموز/ يوليو 2018م، إذ تسلمت فيها روسيا مهمة تحديد مسار الأمور في سوريا، الأمر الذي من شأنه القضاء بالتدريج على دور إيران وأذرعها كلها في البلاد، لهذا وضع الحزب أجندة عمل للمرحلة المقبلة للّعبة السياسية المحلية والإقليمية والدولية،ليصل إلى تشريع دور الحزب وسلاحه على غرار تشريع “الحشد الشعبي” في العراق(12).
المناطق التي ينتشر فيها حزب الله في سوريا
لا يرتبط انتشار حزب الله بمدة زمنية، أو بقعة جغرافية، إنما يرتبط بطبيعة العمليات العسكرية والأهداف المرسومة، إلا أن رصد الأعمال التي ألقيت على عاتقهم تبين أن حجمهم وانتشارهم ونفوذهم بات يفوق عدد قوات الأسد في سوريا، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2013م وبعد سقوط مدينة القصير الذي يعتبر نقطة تحول في الصراع السوري على يد مقاتلي حزب الله؛ شن الحزب هجوماً ضخماً على منطقة القلمون الحدودية، وسيطر بالتدريج على مدنها وبلداتها “النبك – رنكوس – يبرود”، وسع بعدها رقعة انتشاره في شمال سوريا حول قريتي “نبل – الزهراء”، ومن شمال حلب إلى جنوب درعا، مستفيداً مما يعانيه النظام من تأكل وحداته العسكرية، وعدم كفاءتها الميدانية ودعم إيران وثقتها به للهيمنة على الدولة السورية مستقبلاً كما حصل لها ذلك في لبنان بعد إخراج النظام السوري منه، وقدمت قوات النخبة التابعة للحزب الدعم والإسناد لقوات النظام السوري في دمشق ومحيطها، وحاصرت آلاف المدنيين في حمص داخل المدينة.
أولى الحزب اهتماماً خاصاً بالمناطق المحيطة بدمشق، وكان حاضراً فيها منذ عام 2012م بحجة حماية المراقد الشيعية، حول ضريح السيدة زينب، وتعتبر المناطق المحيطة بالعاصمة خطاً استراتيجياً لإمداد الحزب عبر طريق “دمشق – بيروت” وليس أدل على ذلك من استهداف الطيران الإسرائيلي للعدد من القوافل التابعة للحزب والمتجهة من سوريا إلى معاقله في لبنان، إذ استهدفت إسرائيل مواقع الحزب في الزبداني في كانون الأول/ ديسمبر 2016م(13).
شارك الحزب في حصار الغوطة، وأدى الكمين الذي نصبه علي فياض “أبو علاء البوسنة” أحد قياديي حزب الله إلى مقتل /180/ من المدنيين المحاصرين في منطقة العتيبة، ويعتبر مهندس عمليات الحصار على الغوطة، والمخطط الرئيس للعمليات العسكرية التي أدت إلى السيطرة على بلدة شبعا الاستراتيجية(14). وكان له دور رئيس إلى جانب قوات النظام في السيطرة على بلدات غرب دمشق “الزبداني – مضايا” نظراً إلى أهميتها الاستراتيجية، ووقوعها على خط إمداداته مطبقاً تكتيكات الحصار والتجويع، لينتهي عمله بتسليم الثوار أسلحتهم والوصول إلى صفقات تعود لمصلحته ومصلحة حليفه الأسد بالدرجة الأولى، ليتحرك مقاتلوه بعدها بكثافة إلى حلب، ويعلن نصر الله الأمين العام للحزب في تموز/ يوليو 2016م أن: الدفاع عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، هو دفاع عن دمشق ولبنان والعراق”(15)، وقطع مقاتلوه خلال السيطرة على مدينة حلب أهم طرق التموين والإمداد للثوار التي تربطهم بتركيا “طريق الكاستيلو”، وأولى جنوب سوريا اهتماماً بالغاً لوقوعها على الحدود الاستراتيجية للجولان المحتل، وأسس بالتعاون مع إيران “لواء زين العابدين” على طريق قنوات، بهدف نشر التشيع مستفيداً من المنزلة التي منحها للقنطار الذي كان درزياً.
وبعد انتهاء المعارك في الأحياء الشرقية لحلب في نهاية عام 2016م، أعاد “حزب الله” اللبناني تموضعه في المدن السورية ليركز على مناطق تشكل خطراً وتهديداً على النظام “تدمر – درعا – التنف” نظراً إلى ما تمثله هذه المناطق لإيران التي تحرك ميليشياتها في سوريا من أهمية استراتيجية(16)، خصوصاً في سعيها لإقامة الممر البري الذي ينطلق من أراضيها مروراً بسوريا وصولاً إلى إيران. إضافة إلى تركيزه على المنطقة الواقعة بين شمال – غرب دمشق حتى الحدود اللبنانية، ومناطق دمشق الجنوبية (الحجر الأسود، والقدم، والميدان، والتضامن، وصولاً إلى المزة)، ومطار دمشق الدولي ومحيطه، وهي منطقة تمتد شرقاً باتجاه الغوطة الشرقية، وفي ريف حمص الغربي والجنوبي المحاذي للحدود اللبنانية نظراً إلى أهمية تلك المنطقة له وانتشار مخازنه ومراكزه فيها، ووجوده في حي الوعر في حمص باتجاه خط حمص السلمية – المخرم مستفيداً من انتشار لواء الرضا الشيعي الذي أسس من مقاتلين شيعة سوريين من قرى (الرقة – الزراعة – الكم – أم العمد – النجمة – الأشرفية والهلالية)، وتعتبر كلاً من بلدتي نبل والزهراء في حلب قواعد كبيرة له. ويوجد في كل من العشارة والموحسن والبوليل في دير الزور، ومناطق من الساحل السوري، وبناء على ما سبق يمكن القول إنه لا يمكن الوصول بشكل دقيق إلى انتشار الحزب في ظل غياب التصريحات الرسمية، وأن ما يجري من إعادة انتشار، أو إعادة بعضهم إلى لبنان، أو انتقال آخرين بدلاء عنهم، أو انتقالهم في سوريا إلى أماكن أخرى، ما هي سوى أمور روتينية عسكرية لا أكثر ولا أقل بحسب ما قاله أمين عام الحزب “حسن نصر الله”(17).
علاقته مع الميليشيات الطائفية (المحلية والأجنبية)
تدخل حزب الله في سوريا بشكل تدريجي تبعا للخسارات الجغرافية التي تكبدها جيش النظام، ونظراً إلى نجاحه في تنفيذ الأجندة الإيرانية، وقد نشر الحزب “وحدة الرضوان” التي أُسست بوصفها قوات خاصة له “نخبة”، وهي من أهم الوحدات وأفضلها تدريباً لخوض القتال في أوضاع المعارك الخاصة وساحاتها، ويعتبر أبو علي الطبطبائي القائد العسكري لها، وانطلاقاً من ذلك عمل على تشكيل ميليشيات محلية من أبناء الطائفة الشيعية في سوريا، وتدريب عناصر الميليشيات التي أتت بها إيران من العراق وأفغانستان.
الميليشيات المحلية التي عمل الحزب على تأسيسها وتدريبها:
- “فوج الإمام الحجة” المحلي وضم علمه الكلمتان “نبل والزهراء” بالخطّ العريض: شُكّل بمساعدةٍ من «حزب الله» اللبناني من أبناء بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين نظراً إلى حصار هاتين البلدتين من قبل الثوار وتجييش إيران ضد ذلك، خاضت هذه الميليشيا عمليات قتالية قرب مدينة حلب وفي ريفها، ومنذ عام 2014، كُلِّف مزيد من المقاتلين الشيعة السوريين في عملياتٍ جوار حلب. وقد قاتلت وحداتٌ متمركزة للميليشيات الشيعية في عددٍ من المعارك في المنطقة؛ ومن بين هذه الوحدات “جيش الإمام المهدي” و”المقاومة الوطنية العقائدية في سوريا” التي جنّدت مقاتلين من طرطوس والمناطق الجبلية الحدودية التي تقع تحت سيطرة العلويين. وخلال عامي 2015 و2016، تألّفت القوات المقاتلة المحلية أيضاً من ميليشيا سورية شيعية أُنشئت على صورة «حزب الله» وعُرفت باسم “الغالبون – سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا”، ويحمل هذا الفوج علم حزب الله نفسه وإن اختلف قليلاً، ويوجد غيره من الميليشيات التابعة للحزب كجيش الإمام المهدي، وقوات الرضى التي ينتمي المجندون فيها إلى نبل والزهراء وحمص، وجنود المهدي، وكشافة الإمام المهدي للفتية من /12/ عاماً، ويقوم الحزب بتدريب هؤلاء وتحريكهم على الجبهات وفق الضرورة، ونظراً إلى السرية الكبيرة التي يحيط بها الحزب أعماله العسكرية وقيادييه بسبب وضع الجناح العسكري له على قائمة الإرهاب فأسماء قادته لا يجري العلم بها إلا في حالة القتل، وتتعاون مع الحزب عائلة العساف من نبل.
- “لواء الرضا” يعد الموقع الاستراتيجي لمدينة حمص أرضاً خصبة للميليشيات الشيعية الجديدة على وجه الخصوص. إذ تشكل فيها لواء الرضا من فروع «حزب الله» الأكثر نشاطاً، ويقوم بتجنيد مقاتليه معظمهم من هذه المنطقة. ومحافظة حمص هي موطن لنسبة كبيرة من السوريين الشيعة الذين يعيشون في مدينة حمص (قرية المزرعة – أم العمد – الرقة – المشرفة – الكم) وفي عددٍ من المناطق الحدودية المرتبطة بالمجتمع الشيعي اللبناني. ويعتبر “علي جواد” سوري الجنسية، واللبناني ”الرقيب حسن قاسم” من أهم قياديي هذا اللواء.
- إضافة إلى ميليشيات شيعية في بلدة “بُصرى الشام”، تعمل ميليشيا حزب الله اللبناني على قيادتها والتحكم فيها.
الميليشيات الأجنبية التي عمل الحزب على تأسيسها وتدريبها
تشكلت كثير من الميليشيات بإشراف مباشر من (حزب الله)، وبدعم من الحرس الثوري الإيراني وتنتشر في مناطق كثيرة من سوريا، وتختلف مهماتها بحسب مقتضيات الأوضاع على الأرض، ومن هذه الميليشيات: سرايا المختار – حركة النجباء – فيلق الوعد الصادق – كتائب (حزب الله) – كتائب حسن المجتبى – سرايا الخراساني – جيش الإمام المهدي من جنسيات كثيرة من العراق وإيران وأفغانستان وباكستان، وتوجد قوات إيرانية معروفة كفيلق بدر وفيلق الحرس الثوري، وعراقية كلواء أبي الفضل العباس وعصائب أهل الحق، حتى إن مجموعات يمنية رُصدت في سوريا باسم (أنصار الله)، ويجري توزيع المهمات في ما بينها من خلال غرفة عمليات مشتركة يقع حزب الله فيها في الدرجة الثانية بعد إيران في التراتبية القيادية.
- لواء أبي الفضل العباس: مجموعة شيعية مؤلفة من مقاتلي حزب الله العراق، وحزب الله اللبناني يترأسها رجل الدين العراقي “أوس الخفاجي” ويقودها كل من “أبي عجيب وأبي هاجر”، ويتبعون للتيار الصدري في العراق، وتنتشر في ريف دمشق في منطقة السيدة زينب، وصولاً إلى مطار دمشق الدولي، ويبدو أن العلاقة قديمة بين الطرفين نظراً إلى اتهام حزب الله من قبل أمريكا بالإرهاب بعد دمج كتائب العباس في كتائب حزب الله، وإشادة حزب الله به عام 2007م باعتباره من كتائب المقاومة(18)، ويضم تحت لواءه كلاً من (عصائب أهل الحق والتيار الصدري وكتائب حزب الله في العراق).
- لواء فاطميون: وهي من أكبر الميليشيات التي شكلت من الشيعة الأفغان “الهزارة” بقيادة علي رضا توسلي “أبي حامد” وتتركز في منطقة تل قرين وتلول فاطمة في ريف درعا الشمالي الغربي، وأطراف محافظة إدلب، وفي دير الزور، ويتخذون من إحدى المدارس في الجزيرة الشامية معسكراً لهم للتدريب بخبرات إيرانية ومدربين من حزب الله اللبناني.
- لواء الإمام علي: بقيادة شبل الزيدي أبي عزرائيل وتعتبر الجناح المسلح لحركة العراق الإسلامية وتتبع لها كتائب “روح الله عيسى بن مريم”، وتتبع للحشد الشعبي وتتلقى تدريباتها في منطقة في دمشق تسمى منطقة المدارس والمعسكرات الموجود في المنطقة الشرقية من سوريا.
- كتائب سيد الشهداء: ميليشيا شيعية عراقية بقيادة حيدر الأعرجي، وتوجد في درعا وريف دمشق، وتلقت خسارات كبيرة بسبب الهجوم عليها في حدود التنف (إذ كانت رأس حربة إلى جانب حزب الله في العمليات التي حاولت فيها إيران التقدم باتجاه الشرق من الحدود السورية العراقية) عادت بموجبها إلى دمشق ليجري تجهيزها من جديد، وإبلاغها بعملياتها المقبلة من قبل قوات الحرس وحزب الله اللبناني. وتنتشر أيضا في جبهة الحويجة في العراق بقيادة محمد العراوي.
- فيلق الوعد الصادق: يتألف من المتطوعين العراقيين الشيعة، بقيادة أبي علي النجفي وتلقى تدريباته في استخدام الأسلحة، وحرب العصابات على يد حزب الله في منطقة القلمون، وينتشر في حلب وريف دمشق.
- فوج التدخل السريع من الشيعة العراقيين بقيادة أحمد الحجي الساعدي، وتوجد إلى جانب حزب الله في مناطق قريبة من مطار دمشق الدولي، وريف دمشق.
- حركة حزب الله النجباء: وتتألف من ألوية ثلاثة “لواء عمار بن ياسر – والحسن المجتبى – ولواء الحمد” ساهم حزب الله في تدريبهم وإشراكهم في القتال إلى جانبه في معارك القصير عام 2013م وقاتلوا إلى جانبه في معارك جنوب حلب وريف إدلب، وتتركز معسكراتهم في الأكاديمية العسكرية، وفي مطار حلب ومطار النيرب العسكري، ويعتبر الشيخ أنور الكعبي أبرز قياديي الحركة.
- لواء صعدة: ميليشيا يمنية شارك في معارك السيطرة على بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، يصل عددهم إلى /750/ مقاتل شارك من بقي منهم حوالى /100/ بعد انضمامه إلى لواء أبي الفضل العباس الذي تربطه علاقة قوية بحزب الله؛ في المعارك باتجاه حي جوبر شرق دمشق.
- لواء الإمام الحسين: ينتمي مقاتلوه إلى جنسيات متعددة عراقية وإيرانية وأفغانية وباكستانية، بقيادة أمجد البهادلي، قاتل اللواء في ريف دمشق وحلب، وارتكب جرائم في مخيم الحسينية والذيابية جنوب دمشق.
- كتيبة العباس وهي من فصائل الحشد الشيعي التي دخلت سوريا عام 2013م، وتتمركز في كفريا في ريف حلب، مع عدد من القادة التابعين لحزب الله الذين تقع على كاهلهم قيادة العمليات هناك، إضافة إلى التدريب منهم قائد يدعى الحاج حمزة اللبناني.
إضافة إلى ما سبق تتمركز كتائب صفين في إحدى الوحدات العسكرية جنوب مدينة حماة بقيادة “أبي عباس السليماني”، وسرايا عاشوراء العراقية التابعة لعمار الحكيم، ويقودها في سوريا “كاظم الجابري”، وعصائب أهل الحق بقيادة الشيخ قيس الخزعلي، وسرايا طلائع الخرساني التي يقودها فعلياً “حامد الجزائري”
تدل متابعة العمليات التي قامت بها تلك الميليشيات استخدام الحرس الثوري الإيراني وذراعه في سوريا “فيلق القدس” لحزب الله من أجل إدارة بقية المجموعات الميليشياوية المرتزقة والتابعة للفيلق، وأيضاً من أجل التعليم والتدريب العسكري، وذلك ليس بغريب إذا ما علمنا أن لبنان -من خلال حزب الله- هو مركز توزيع السلاح المهرب في الشرق الأوسط؛ ومشاركة قيادات من الحرس الثوري الإيراني في اجتماعات المجلس المركزي لحزب الله اللبناني من أجل توضيح دور هذه القيادات في إدارة حزب الله اللبناني، وفقاً لتقرير داخلي في النظام الإيراني، ومن وأبرز هذه القيادات “العميد الحرسي علي محد رضا زاهدي الذي استخدم أسماء مستعارة مثل “أبي المهدي وذاكري” خلال الحرب في سوريا، وله ارتباط فاعل مع حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني.
من جانب آخر قدم الحرس الثوري الإيراني الخدمات اللوجستية كافة إلى ميليشيا حزب الله لتنفيذ مهماتها التدريبية والقتالية مع تلك الفرق الطائفية، وفتح لها الباب لاستخدام مقرات القيادة المركزية التي أنشأها له في سوريا، ويمكن الوقوف على أهمها:
- مقر اليرموك: كان سابقاً جامعة اليرموك الخاصة، وترابط فيه قوات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني.
- مقر نبع الفوار التابع للحرس الثوري الإيراني يقع هذا المقر في القنيطرة، جنوب دمشق، ويقع بالقرب من سعسع 15 كم من مرتفعات الجولان، ويسيطر حزب الله عليه.
- مركز العمليات العسكرية الإيرانية (رقية) مقر القيادة يقع داخل معسكر البحوث في محيط مدينة السفيرة (30 كم جنوب شرق حلب) وتحديداً في جبل عزان منطقة الواحة ويطلق الإيرانيون عليه معسكر السيدة رقية. وينقسم مقر القيادة في معسكر البحوث في السفيرة إلى مقرين، الأول مخصص لمنظومة القيادة الخاصة لقوات الحرس الثوري، والثاني للتخطيط العسكري، يقصده القادة الميدانيون من حزب الله وقوات النظام السوريلتنسيق العمليات، إضافة إلى المقار والمعسكرات التدريبية في المنطقة الشرقية والبوكمال. ولحزب الله ثلاثة ألوية هناك بأرقام 44 و45 و46. ويضاف إلى ذلك المعسكر التدريبي للحزب في مدينة القصير، ومعسكر آخر في مدينة بصرى الشام في درعا، ومنطقة الكسوة جنوب دمشق.
خاتمة
لا شك في أن تدخل حزب الله في سوريا أدى إلى ارتدادات مهمة إيجابية تعود لمصلحته وتتمثل في اكتسابه خبرات قتالية جديدة وثقل مهاراته العسكرية في الساحة السورية، وتحويله من حركة داخلية إلى حركة ذات امتداد إقليمي لها دورها في ما يرسم للمنطقة؛ أما الارتدادات السلبية تتمثل في العواقب على منزلة حزب الله داخل لبنان وفي محيطه العربي، وكذلك على الأمن والاستقرار داخل البلاد وخارجها بسبب تنامي التوترات الطائفية في المنطقة بشكل عام.
المراجع والمصادر
(1) توفيق السيف، أن تكون شيعياً في السعودية: إشكالات المواطنة والهوية في مجتمع تقليدي>
(2) معهد واشنطن، فيليب سميث، كيف تنشئ إيران «حزب الله» ثان في سوريا؟
(5) الدرر السنية، علاقة حزب الله بإيران.
(6) العنكبوت، طهران ودمشق تجهزان حزب الله بـ5 قدرات عسكرية.
(7) بوابة الحركات الإسلامية، بعد حرب سوريا.. خريطة تغيرات هيكلية داخل حزب الله اللبناني>
(9) الميادين، علي هاشم، حزب الله في سوريا (القصة الكاملة).
(10) الجزيرة نت، نصر الله يشيد بالأسد ويدعو لدعمه.
(11) العربية نت، حزب الله يعترف لأول مرة بالقتال ضد الثوار في سوريا.
(12) “النهار، حزب الله” العائد من سوريا يحمل أجندة” للتطبيع مع دمشق.
(13) أورينت نت، الطيران الإسرائيلي يستهدف 3 حواجز لحزب الله دفعة واحدة بالزبداني https://goo.gl/8a1uoJ.
(14) الوقت، حياة الشهيد علي فياض؛ من البوسنة إلی سوريا.
(15) قناة العالم، بالفيديو.. ماذا قال السيد نصر الله عن معركة حلب؟
(16) السورية نت، “حزب الله” يعيد انتشاره في 3 مناطق رئيسية بسوريا.. فما أهدافه فيها وأخطر المواجهات التي تنتظره؟
(17) RT، ماذا سيكشف حسن نصر الله حول مصير قوات حزب الله في سوريا؟
(18) الجزيرة نت، لواء أبي الفضل العباس.. عنوان طائفي في المأساة السورية.
هذه المادّة تعبّر عن وجهة نظر الكاتب، وليس بالضرورة أن تعبّر عن رأي المرصد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.