في خطوة تثبت طول الأذرع الإيرانية وتغلغلها في المنطقة، مستفيدة من مآسي بلاد الشام على وجه الخصوص، نددت حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” قتل زعيم مليشيا فيلق القدس “قاسم سليماني” بغارة أمريكية صاروخية فجر اليوم الجمعة.
تمويلاً ودعماً من إيران، ما يعني أن لهما ولاء لتلك الدولة، ولمليشياتها العابثة في المنطقة.
وتستغل إيران مشاعر المسلمين والعرب في التلاعب بالقضية الفلسطيينة، ففي ذات الوقت الذي تعلن فيه دعمها للقضية الفلسطينية، يتمتع التجار الإسرائيليون بامتيازات كبيرة فيها، حتى إن رؤوس الأموال الإيرانية هي إسرائيلية، كما يجري بين إيران وإسرائيل تبادل تجاري قوي غير مباشر.
وقالت الحركة في بيانها الصادر صباح اليوم حول عملية القتل: “تتقدم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بخالص التعزية والمواساة للقيادة الإيرانية والشعب الإيراني باستشهاد اللواء قاسم سليماني -رحمه الله- أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، والذي كان له دور بارز في دعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات”.
ووصفت حماس في بيانها سليماني ومن قتل معه بـ “الشهداء” : “وإذ تنعى الحركة القائد سليماني وشهداء الغارة الأمريكية هذا اليوم فإنها تتقدم بالتعزية للشعب العراقي الشقيق باستشهاد عدد من أبنائه جراء الغارة الأمريكية الغادرة”.
وتابعت: “تدين الحركة هذه العربدة والجرائم الأمريكية المستمرة في زرع وبث التوتر في المنطقة خدمة للعدو الصهيوني المجرم”.
كما أكد بيان حماس على أن “الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية عن الدماء التي تسيل في المنطقة العربية، خاصة أنها بسلوكها العدواني تؤجج الصراعات دون أي اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها”.
نشأت العلاقة بين إيران وحماس في أواخر القرن الماضي، في مؤتمر أقامته طهران لدعم الانتفاضة الفلسطينية عام 1990، وذلك بعد مضي 3 أعوام على تأسيس حركة حماس، شارك فيه آنذاك “خليل القوقا” ممثلاً لحماس في المؤتمر، وتطورت العلاقة بينهما عندما افتتحت طهران مكتباً للحركة في العام التالي، وعيّنت القيادي “عماد العلمي” ممثلاً لحماس في إيران، لطلب الأخيرة وجود تمثيل سياسي لها في طهران خلال المؤتمر الثاني لدعم الانتفاضة، ولم تكن حينها علاقة إيران وحركة التحرير الفلسطينية جيدة، لأن الأخيرة اختارت اسرائيل كطريق لحل القضية الفلسطيينة، بينما اختارت حماس المقاومة، وهذا ما دفع إيران، لاستغلال موقف حماس وحاجتها.
استمرت العلاقات بالتحسن، إلى أن حقق فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، خطوة أخرى في تعزيز العلاقات الثنائية، إذ أعلنت طهران عن دعمها المالي للحركة والذي يقدر بمئات ملايين الدولارات، فضلاً عن الدعم العسكري الذي مكنها من امتلاك ترسانة عسكرية مسلحة جيداً، ممثلة بكتائب القسام، لتصبح حماس ثاني أكبر فصيل يتلقى دعماً من إيران بعد حزب الله.
وصل التقارب بينهما حدَّ تغني رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس خالد مشعل عام 2007 في لقاء له مع نجل الإمام الخميني بالقاهرة بقوله: “أن حماس هي الإبن الروحي للإمام الخميني”.
لكن الثورة السورية، تسببت بتدهور العلاقة بين الطرفين، حيث أغلقت حماس مكتبها في دمشق، وافتتحته في العاصمة القطرية الدوحة، وكان يعرف عن “خالد مشعل” رئيس المكتب السياسي للحركة بميله لتركيا، ما أحدث انشاقاً داخل الحركة نفسها، بين الداخل والخارج.
وأعلن النائب السياسي لحركة حماس “صالح العاروري” في لقاء مع وسائل إعلام إيرانية، أن علاقة الحركة مع إيران ومليشيا حزب الله، ليست مرتبطة بالعلاقة مع سوريا، وأن الحركة لم ولن تنحاز إلى أي طرف أثناء الأزمة السورية، وكان ذلك بداية لعودة التقارب الإيراني الحمساوي من جديد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.