كشفت مصادر خاصة لموقع “مينا” أن مكتب الأمن الروسي في العاصمة السورية دمشق اعتقل القيادي في الحرس الجمهوري التابع للنظام السوري العميد “ذو الفقار شاليش” واوقفه لمدة يومين.
وبينت المصادر أن الموقف قد تطور بعد أن أبلغ مرافق العميد “شاليش” قيادة اللواء 105 حرس جمهوري باعتقاله في مقر مكتب الأمن الروسي، مشيرةً إلى أن قوة من الفرقة الرابعة التابعة لـ”ماهر الاسد” وصلت إلى مكان اعتقال “شاليش” بعد الحادثة بيوم للمطالبة بالإفراج عنه بتكليف من قائد الفرقة الرابعة، وأنهم لن يغادروا قبل أن يصطحبوه معهم.
وأضافت المصادر: “الروس رفضوا الإفراج عن العميد المعتقل، وأخبروا القوة العسكرية التابعة للفرقة الرابعة أنهم تواصلوا مع رأس النظام وأخبروه بأن التحقيقات لم تنته وأنهم سيعاقبون الضابط بالاعتقال لعدة أيام”.
إلى جانب ذلك، كشفت المصادر أن الفرقة الرابعة أمام الرفض الروسي عززت تواجدها أمام المكتب الأمني الروسي بعشرين سيارة عسكرية محملة بالجنود، مهددين باقتحامه واعتقال كل من فيه والإفراج عن العميد عنوة.
كما قامت دورية أمنية تابعة لـ”ماهر الأسد” باعتقال ضابط روسي برتبة ملازم وصف ضابط برتبة نقيب، بعد اقتحامها نادي الفروسية الواقع بالقرب من مدينة الديماس غرب العاصمة السورية دمشق.
ووفقاً لمصادر “مينا” فإن الأزمة استمرت لمدة أربعة أيام متواصلة، انتهت بالإفراج عن العميد “ذو الفقار شاليش”، بالتزامن مع إفراج القوات الأمنية التابعة للفرقة الرابعة عن العسكريين الروسيين والانسحاب من أمام المكتب الأمني.
وبحسب رواية المصادر فإن حادثة الاعتقال جاءت على خلفية شجار وقع بين العميد “شاليش” المقرب من النظام وضابط روسي نهاية الشهر الماضي؛ أثناء تواجد الضابطين في أحد فنادق دمشق “الداما روز” ضمن إحدى الحفلات التي يقيمها الفندق.
ووفقاً للمصادر فإن الشجار اندلع بين الرجلين على خلفية جلوس الضابط الروسي ومجموعة من الضباط السوريين والروس على الطاولة التي كان قد حجزها العميد “شاليش”، ما دفع الأخير لاستدعاء المسؤول عن الصالة الاعتداء عليه أمام الحاضرين، مهدداً بإيقاف الحفل وإخراج كافة الموجودين من الصالة، قبل أن يتدخل مجموعة من الضباط السوريين الذين كانوا مرافقين للضابط الروسي.
وأضافت المصادر: “إصرار العميد المقرب من شقيق الرئيس ماهر الأسد؛ على طرد الضباط عن طاولته قاد لتدخل الضابط الروسي وتوبيخ العميد على تصرفه، فما كان من شاليش إلا أن صفعه وهدد بقتله بعد أن رفع سلاحه بوجهه”.
مصادر “مينا” نقلت عن ضباط من المخابرات التابع لنظام الأسد أن التوتر جاء نتيجة تحريض إيراني لـ”ماهر الأسد” قائد قوات الفرقة الرابعة ضد النفوذ الروسي، مشيرةً إلى أن رأس النظام “بشار الأسد” تدخل بشكلٍ شخصي لمنع تدهور الأمور وتطورها إلى صدام مسلح، مضيفةً: “تدخل بشار الأسد جاء بعد التوسط لدى الروس للإفراج عن شاليش، مقابل التعهد بمحاسبة المسؤولين عن التوتر الحاصل”.
وبينت المصادر أن تصرفات ضباط وجنود الفرقة الرابعة تمت بأوامر من قيادة الفرقة دون علم من القيادة السياسية للنظام، وهو ما يظهر أن إيران سعت من خلال الحادث إلى تأجيج التوتر بين القيادات الروسية وقيادة النظام بما يضمن لها بقاء أطول على الأرض السورية، مشيرةً إلى أن موقف قوات “ماهر الأسد تأييداً واسعاً بين ضباط المخابرات والقصر الجمهوري، معتبرين أنها خطوة حفظت لهم ماء الوجه أمام النفوذ الروسي.
واعتبرت المصادر خلال حديثها أن تطورات قضية “شاليش” أظهرت بشكلٍ جليٍ حجم الخلافات والعداء بين الروس من جهة وبين الإيرانيين وماهر الأسد من جهة أخرى، موضحةً أن الأخير تجاهل كافة الاتصالات القادمة له من القصر الجمهوري خلال فترة الأزمة.
واعتبرت المصادر أن ما جرى كان تطوراً خطيراً، مضيفةً: “الروس عرفوا أنهم أخطؤوا باعتقال العميد ذو الفقار و عرفوا أنهم غير قادرين فعلياً على مواجهة رعونة و تهور عصابة ماهر الأسد داخل النظام السوري”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.