أفادت منظمات حقوقية سورية بأن تنظيم داعش الإرهابي قد استخدم أسلحة إيرانية خلال هجماته الأخيرة، التي نفذها في بادية السخنة السورية، مؤكدةً أن الهجمات تمت بتقنيات صاروخية إيرانية متقدمة ومتطورة جداً.
في غضون ذلك، أكد الباحث في مجال الأسلحة “كاليبر ابسكيورة” في تغريدةٍ له على تويتر، أن القذائف المستعملة من قبل داعش في هجماته الأخيرة في سوريا وحتى في العراق هي إيرانية الصنع والمصدر، مشيراً إلى أن المقاسات والعلامات الظاهرة في الصور، التي نشرتها حسابات مقربة من التنظيم للعملية، توضح أنها إيرانية.
كما أشار “ابسيكورة” إلى أن التواريخ الواضحة في الصور، تشير إلى أنها حديثة الصنع، ليست من بقايا الأسلحة التي سيطر عليها التنظيم في القواعد العسكرية العراقية صيف العام 2014، مرجحاً أن تكون الأسلحة كانت بحوزة الميليشيات العراقية المدعومة من الإيرانيين، والذين ينتشرون في مناطق متفرقة من سوريا.
تزامناً، اعتبر عدد من المراقبين والمعلقين أن الأهم في الهجمات هو تحديد الطريقة، التي وصلت فيها الأسلحة الإيرانية إلى التنظيم المتظرف، على الرغم من تصريحات المسؤولين الإيرانيين، التي يؤكدون فيها وقوف بلادهم في وجه انتشار التنظيم ومحاربته، في إشارة إلى وجود دور إيراني في تمدد داعش ومساعدتها في السيطرة على مواقع واسعة في كل من سوريا والعراق.
وكانت محاور عدة في بادية السخنة في ريف حمص الشرقي المجاور لبادية دير الزور، قد شهدت خلال الفترة الماضية، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات الموالية لها من جهة، وتنظيم داعش، حيث أشارت مصادر من المنطقة أن الاشتباكات أدت إلى سقوط 18 عنصراً في قوات النظام والميليشيات الموالية له، مقابل 11 عنصرًا من تنظيم داعش كحصيلة اولية.
وخلال الأشهر الماضية، تحصن تنظيم داعش في منطقة يمتد بين بلديتي محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور، حيث اتخذ من تلك المناطق جيوبًا صغيرة ومتفرقة، لتتركز عملياته على شكل هجمات سريعة وخاطفة ضد قوات الأسد على امتداد البادية السورية، في خطوة للسيطرة على السلاح والذخائر كهدف أساسي.
وذكرت شبكات إخبارية محلية من ضمنها شبكة “الخابور”، استقدام الشرطة العسكرية الروسية لتعزيزات إلى خطوط التماس مع فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، قرب مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي.
وفي سياق متصل، سيّرت الشرطة العسكرية الروسية دورية بعد ظهر اليوم، في مدينة عامودا، بريف الحسكة الشمالي، ولفتت مصادر أن الهدف من تلك التعزيزات التي تستقدمها روسيا، هو انشاء نقاط عسكرية جديدة قرب مدينة “تل تمر” وبلدة “أبو رأسين” بريف الحسكة الشمالي.
التعزيزات الروسية جاءت عقب، ادخال قوات التحالف الدولي قافلة من الشاحنات ترافقها مدرعات عسكرية، إلى إحدى القواعد العسكرية الأمريكية غرب الحسكة.
وكان قد تعرض تنظيم الدولة- داعش سواء في العراق أو سوريا إلى هزيمة نكراء مؤخرا، وأدت تلك العمليات إلى انهياره بشكل شبه كلي، في حين أبقى التنظيم على بعض الخلايا النشطة في البلدين، لتنحصر سيطرته على منطقة البادية الواقعة غرب محافظة ديرالزور في مساحة لا تتجاوز 2% من إجمالي سوريا.
وفي آواخر العام المنصرم، قالت لجنة الدفاع الاستخباراتية التابعة للكونغرس في التقرير: “استغل تنظيم داعش التوغل التركي والانسحاب الأمريكي من مناطق شمال سوريا لإعادة بناء قدراته وموارده سواء داخل سوريا على المدى القصير ودوليا على المدى الأطول”.
وقال غلين فاين، نائب المفتش العام الرئيسي في البنتاغون في مقدمة التقرير: “انسحاب القوات الأمريكية (من سوريا) أثر أيضا على القتال ضد داعش، الذي لا يزال تهديدا في المنطقة والعالم”.