أعلن الجيش الأوغندي مساء الاثنين أنه شدد الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية في أعقاب هجوم على وحدة عسكرية أسفر عن مقتل 3 جنود و17 من المهاجمين يوم الجمعة الماضي.
هذا وكثف الجيش من دورياته الحدودية بعد قيام بعض العناصر الكونغولية والسكان المحليين في أوغندا بهجوم على الوحدة العسكرية في مقاطعة زومبو الشمالية الغربية، وفق ما قال نائب المتحدث باسم الجيش الأوغندي ديو أكيكي في بيان.
وقال أكيكي: “قمنا بزيادة عملياتنا الحدودية عبر الحدود بأكملها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية وندعو المدنيين إلى مواصلة العمل مع قوات الأمن للحفاظ على أمن حدودنا وشعبنا”.
ووفقا للجيش، نفذ الهجوم حوالي 80 مدنيا أوغنديا مسلحين بالأقواس والسهام والرماح بمساعدة من بعض العناصر الكونغولية. واعتقل الجيش 26 شخصا بعد الهجوم.
هذا وشهدت الجمهورية الأوغندية، أحداثا سياسية كبيرة خلال العقود الأربعة الأخيرة، وعاشت حالة من عدم الاستقرار فى الحكم، ما تسبب فى ظهور بعض الجماعات الإرهابية المسلحة، منها ما يعرف بجيش الرب الأوغندي، والذي صنف على أنه واحد من أخطر الجماعات الدينية المسلحة فى العالم.
في عام 1986 ، انتصر التمرد المسلح الذى يشنه جيش المقاومة الوطنية فى يويري موسيفيني بحرب بوش الأوغندية وسيطر على البلاد. وشارك فى حرق ونهب وقتل السكان المحليين.
وأدت أعمال العنف التي وقعت فى منتصف ثمانينيات القرن الماضي؛ إلى تشكيل مجموعات متمردة من صفوف الجيش الأوغندي السابق، حيث كان العديد من هذه المجموعات حاربت مع يورى موسفيني فى انقلابه ضد حكم “أوبوتي” ومع ذلك، فإن الجيش الذى يهيمن عليه أهل الجنوب لم يتوقف عن مهاجمة المدنيين فى شمال البلاد. لذلك، وفي أواخر عام 1987 إلى أوائل عام 1988، تم تشكيل حركة مقاومة مدنية بقيادة سيدة تدعى أليس لاكوينا.. حملت العصي والحجارة تحت اسم قوات “روح القدس” لمواجهة الحكومة المركزية مدعين النصرة من الله.
بحلول آب / أغسطس 1987، سجلت قوات جيش الرب “الروح القدس” المصاحبة لـ “لاكوينا” العديد من الانتصارات فى ساحة المعركة وبدأت فى مسيرة نحو العاصمة الأوغندية “كمبالا”، وفى عام 1988 ، بعد هزيمة حركة “الروح القدس” بشكل حاسم فى منطقة جينجا وهرب لاكوينا إلى كينيا، انتهز جوزيف كوني، أحد قادة القوات، هذه الفرصة لتجنيد بقايا ميليشيات “الروح القدس” أو جيش الرب، تحت زعامته.
ورغم محاولات الحكومة الأوغندية لتصفية جيش الرب منذ بداية التسعينيات، إلا إنه ابتداءً من منتصف التسعينيات، تم تقوية جيش الرب بدعم عسكرى من حكومة السودان، التى كانت تنتقم من دعم الحكومة الأوغندية للمتمردين فى جنوب السودان.
ومع دخول أغسطس آب 2009، أدى إرهاب جيش الرب فى هذا البلد إلى تشريد ما يصل إلى 320000 كونغولي، الأمر عرضهم لخطر المجاعة، وفى نفس الشهر، هاجم جيش الرب كنيسة كاثوليكية فى إيزو، جنوب السودان، وفى أيلول ديسمبر 2009، قتلت قوات جيش الرب بقيادة دومينيك أونجوين 321 مدنياً على الأقل واختطفت 250 آخرين خلال قتال استمر أربعة أيام فى قرية بمنطقة ماكومبو فى الكونغو الديمقراطية، وفى فبراير 2010، قُتل حوالى 100 شخص على يد جيش الرب فى كبانغا، بالقرب من حدود الكونغو الديمقراطية مع جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.
وفى أيار / مايو 2010، قتل جيش الرب أكثر من 1600 مدنى كونغولى واختطف أكثر من 2500، بين سبتمبر 2008 ويوليو 2011، قامت المجموعة، على الرغم من تراجعها إلى بضع مئات فقط من المقاتلين، بقتل أكثر من 2300 شخص، واختطفت أكثر من 3000، ونزحت أكثر من 400000 فى جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
مع دخول عام 2007، زعمت حكومة أوغندا أن جيش الرب لديه فقط 500 أو 1000 جندي فى المجموع، لكن مصادر أخرى قدرت أنه كان يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى 3000 جندي، إلى جانب حوالى 1500 امرأة وطفل. لكن وبمطلع عام 2011، كانت التقديرات غير الرسمية تتراوح بين 300 إلى 400 مقاتل، مع أكثر من نصفهم من المختطفين، يتم تنظيم الجنود فى فرق مستقلة مكونة من 10 أو 20 جنديًا، بحلول أوائل عام 2012، تم تحويل جيش الرب إلى ما بين 200 و 250 مقاتلًا، وفقًا لوزير الدفاع الأوغندي كريسبوس كيونجا.
قال أبو موسى، مبعوث الأمم المتحدة فى المنطقة، فى مارس 2012، أنه يعتقد أن جيش الرب قد تضاءل إلى ما بين 200 و 700 متابع لكنه لا يزال يمثل تهديدًا: “الشيء الأكثر أهمية هو أنه بغض النظر عن مدى قلة جيش الرب، لا يزال يشكل خطراً حيث يواصلون الهجوم ويخلقون الفوضى”.