أصبحت الضفة الغربية اليوم على صفيح ساخن، وباتت هناك حالة من الترقب للأحداث المقبلة، خصوصاً بعد التظاهرات التي أطلقتها الجبهة الشعبية بمساندة بعض قوى اليسار، وبدعم واضح من قيادة حركة حماس، وهي التظاهرات التي تعاملت معها الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية بخشونة واضحة، ويبدو أن الأيام الآتية سوف تحمل مزيداً من الأحداث الساخنة، التي لم تكن في الحسبان. تناقش هذه الورقة الوضع في رام الله من خلال المحاور الآتية:
- أسباب خلافات الجبهة الشعبية مع منظمة التحرير.
- الجبهة الشعبية والدعم المالي من إيران وحزب الله.
- حماس تستغل الجبهة الشعبية.
- الجبهة الشعبية تلجأ إلى حركة الجهاد الإسلامي بسبب استبداد حماس.
- حماس والدعم الإيراني بديلاً من الدعم العربي.
- دعم حماس للحراك الشعبي بالضفة لنيل مشروعية تمثيل الشعب الفلسطيني.
- علاقة الجبهة الشعبية بإيران.
- علاقة الجبهة الشعبية بالنظام السوري.
- الربيع الإيراني في الضفة العربية.
- المال الإيراني ودوره في الأزمة بين الأطراف الفلسطينية.
المدخل
دخول الجبهة الشعبية على خط التظاهرات كان مفاجئاً للجميع، والدعم الذي تلقته هذه التظاهرات من قبل حركة حماس لاقى عدداً من التساؤلات، وخصوصاً أن العلاقة بين الجبهة الشعبية والسلطة الفلسطينية ليست على ما يرام، فهل هو استغلال للمشهد ضد السلطة من قبل حماس؟. فالأزمة بين الجبهة الشعبية والسلطة الفلسطينية ليست جديدة، وترجع بداياتها إلى عام 2012 عندما أوقفت السلطة الفلسطينية المستحقات المالية للجبهة التي كانت تحصل عليها الجبهة الشعبية من الصندوق القومي التابع لمنظمة التحرير، وكان سبب تلك الأزمة، الانتقادات التي أطلقتها الجبهة الشعبية للرئيس محمود عباس. وفي إثرها قرر الرئيس محمود عباس معاقبة الشعبية ووقف تلك المستحقات المالية، وتكرر هذا المشهد عام 2014 وما بعده، وكانت مطالبة الجبهة الشعبية باستقالة محمود عباس سبباً في تلك الأزمة.
الجبهة الشعبية والدعم المالي من إيران وحزب الله
عموماً المبالغ التي كانت تتلقاها الجبهة الشعبية لا تتجاوز 90 ألف دولار شهرياً، بحسب مصادر فيها، لكن هذه المبالغ كانت مهمة للجبهة، لأنها تعوض النقص في موازناتها المالية، لذلك استعانت الجبهة بالحليف الإيراني الجديد، بينما كانت على علاقة قائمة مع منظمة حزب الله الإرهابية، وكان ذلك بحكم منطق الضرورة، وبسبب وجود الجبهة في المخيمات الفلسطينية في لبنان.
عوضت إيران وحزب الله الشعبية عن تلك المبالغ، وإن كان ذلك التعويض محدوداً ولا يتعدى 50 ألف دولار بحسب مصادر إعلامية.
حماس تركب الموجة
تميل المنظمات والأحزاب الإسلامية معظمها في لحظات ضعفها إلى البحث عن حلفاء للاستقواء بهم، ولكنها عندما تسيطر على المشهد تعمل جاهدة على استثناء الجميع، لأن فكرة الشراكة لدى أغلب الإسلاميين ليست أصيلة، وتأتي بمنطق الضرورة فحسب، لذلك، وعندما كانت الجبهة الشعبية تحت رحمة حركة حماس في غزة، مارست حماس عليها شتى أنواع الاضطهاد، درجة أن شرطة حماس صادرت الإذاعة الخاصة بالجبهة الشعبية، مع أنها محطة إذاعية ضعيفة ومحدودة الانتشار، ولا تغطي سوى مساحة غزة، وهو ما قاد الجبهة الشعبية إلى البحث عن توطيد العلاقة مع حركة الجهاد الإسلامي، نوعاً من الاحتماء، وبحسب مصادر خاصة من الجبهة الشعبية، فقد عقد أبو أحمد فؤاد مسؤول الجبهة في الخارج لقاءات عدة تناولت تعزيز علاقة الجبهة مع حركة الجهاد الإسلامي، بما في ذلك إمكان التعاون مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لكن حركة الجهاد الإسلامي كانت لا تميل إلى قيام تحالفات حزبية في مواجهة حركة حماس، باعتبار مصالح حركة الجهاد الإسلامي هي الأقرب إلى حماس، وقد كان هذا يبدو جلياً في زيارات قيادة الجهاد الإسلامي العاجلة إلى مصر، عند حدوث أي أزمة بين حماس والمصريين، درجة أن النكتة السياسية في غزة تقول: (إن حركة الجهاد الإسلامي بالليل هي جهاد إسلامي وفي النهار هي حماس).
حماس والدعم الإيراني بديلاً من الدعم العربي
بما أن قيادة حركة حماس تعيش أزمة الحصول على الشرعية الدولية أو حتى العربية، فهي بحاجة إلى ركوب أي موجة معادية للسلطة الفلسطينية حتى تطفو على الواجهة السياسية، لكي تقدم ما تسميه (مظلوميتها) أمام الشارع العربي من أجل الحصول على التعاطف مجدداً.
ترجع أزمة حماس أساساً بسبب تعلقها المستميت بالمشروع الإيراني، لكن حماس في الوقت نفسه تدرك أن الدول العربية لا تستطيع إعلان موقف رسمي منها في الوقت الحاضر بسبب وقوفها إلى جانب إيران، وذلك نتيجة التعاطف الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية الذي تستغله حماس جيداً، وبما أن رهان حماس السياسي محدود الأفق، فهي لا تكترث في الوقت الحاضر، ولا تضع استراتيجية طويلة الأمد، ولا تملك سياسة ودبلوماسية واضحة، فهي كحركة شعبوية تميل إلى استغلال الأوضاع الآنية وتهتم بها على حساب عموم المصلحة الفلسطينية، لذلك مع ظهور التظاهرات في الضفة، باركت حماس الخطوة مباركة لافت، لأنها عملياً ستكون بمنزلة الغطاء الذي تحتمي حماس تحت سقفه، فالتظاهرات ستعمل على اتهام خصمها اللدود محمود عباس وتحميله مسؤوليات الحصار على غزة، هكذا إذاً، لم تعد أزمة الحصار بسبب سيطرة حماس العسكرية على قطاع غزة، وخروج المراقبين الأوروبيين من إدارة المعبر، وهو ما أدى إلى إقفاله، فهذا كله لم يعد ذلك سبباً، بل باتت الحكاية تتعلق في طبيعة الإجراءات التي اتخذها محمود عباس بقصد تراجع حماس عن استمرارها في ممارسة التضليل في مسألة المصالحة، وبسبب عدم اتخاذها أي إجراءات ميدانية تتعلق بتمكين حكومة التوافق من تسلم الأمور في غزة.
حماس تدعم الحراك الشعبي في الضفة الغربية لنيل مشروعية التمثيل الفلسطيني
السيد إسماعيل هنية وفي معرض تعليقه على تظاهرات الضفة قال: (إن حراك الضفة الغربية يجب أن يستمر ليس فقط للمطالبة بإنهاء الظلم الذي تتعرض له غزة بل من أجل تصحيح المسار الوطني). وغرد موسى أبو مرزوق على التويتر عبر حسابه الرسمي داعماً لهذا الحراك، لكن اللافت هنا هو في مقولة تصحيح المسار التي أطلقها هنية، وهي مسألة طالما رددتها قيادات حمساوية، ففي تصريح للدكتور محمود الزهار على (قناة بي بي سي العربية) في 16-12-2010 قال فيه إن حركته ستعمل على تحرير الضفة من الاحتلال الإسرائيلي كما حررت قطاع غزة.. (5) –وأضاف في حينها- إن المصالحة لن تكون ممكنة مع من يواصلون التنسيق الأمني مع إسرائيل).
يضاف إلى ذلك الخطاب المتكرر للناطقين باسم الحركة، والذين طالما أطلقوا سمة الخيانة على السلطة الفلسطينية، بسبب التنسيق الأمني، ولكن حكاية التنسيق الأمني المرتبطة باتفاق أوسلو كانت تغيب عن إعلام حركة حماس في مراحل مفاوضات المصالحة بين الطرفين ثم ما تلبث أن تعود إلى واجهة الأزمات التي تعمل حماس على وضعها بينها وبين السلطة، لذلك إن الترجمة الحقيقية التي تعنيها حركة حماس (بتصحيح المسار) هي متعلقة أصلاً باتفاق أوسلو الذي ترفضه الحركة، ما يعني أن حماس تريد إعادة الملف الفلسطيني التفاوضي إلى نقطة الصفر، ولكنها وللوصول إلى هذه الغاية، فهي تريد إلغاء السلطة الفلسطينية، وإلغاء كل ما نتج من اتفاقات أوسلو السابقة والانطلاق نحو عملية تفاوضية جديدة، ولكن حماس لم تسأل نفسها ما هو البديل للفراغ الذي تريده، وكيف سيجري ملؤه من جديد، من هنا دعت حركة حماس على لسان فوزي برهوم الناطق باسمها، الرئيس محمود عباس إلى إعلان انتهاء اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني وسحب الاعتراف بـ إسرائيل.
ولو اتفقنا جدلاً أن ذلك حدث، فإن الفراغ الذي سيحدث في الضفة الغربية لا يعني بالضرورة أن تملأه فوراً إسرائيل، بمعنى أن تتحمل إسرائيل المسؤولية الدولية عن هذا الفراغ، فما الذي سيحدث؟ وماذا لو أغلقت إسرائيل الضفة الغربية وأعلنتها مناطق خارجة على السيطرة، وماذا لو فتحت المجال لاقتتال داخلي وتصفية داخلية تجري بين الفلسطينيين بعضهم، من ثم ولو حدث أي نوع من أنواع الفراغ في الضفة الغربية، فعلينا ان ندرك أن (حلم الدولة الفلسطينية يكون قد انتهى) لذلك فمسألة قبول أوسلو من عدمه، ومسألة الانقلاب عليه، ومسألة الترويج لفكرة انتفاضة فلسطينية ثالثة، هذا كله لا يراعي الأوضاع التي نشأت فيها الانتفاضة الأولى، والثانية، ومن ثم فما يطرحه عدد من الكتاب (من دون ذكر أسماء) الذين يطالبون بانتفاضة شعبية ثالثة، هم يطرحون خيالات غير قابلة للتحقيق، من هنا لا تبدو حماس والشعبية تسيران نحو أفق واضح، فإذا كان المطلوب التخلص من السلطة الفلسطينية، فالبديل هو الفوضى وتحويل الضفة الفلسطينية إلى كيان شبيه بحالة غزة، وهذا يعني أن الفلسطينيين عادوا إلى ما دون الصفر.
علاقة الجبهة الشعبية بإيران
في مارس/ آذار وجهت إيران دعوة لمؤتمر شعبي لدعم المقاومة الفلسطينية وجاء ذلك عقب انتهاء الحرب على غزة التي بدأت في نهاية 2008 واستخدمت فيها إسرائيل مختلف أنواع الأسلحة، بينما صمدت غزة بإمكاناتها البسيطة، وكانت تلك علامة فارقة في علاقة حماس بإيران، وخصوصاً أن هذه الحرب جاءت بعد سيطرة حماس على غزة بعام ونصف تقريبا، وكانت أيضا تلك المدّة بداية العلاقة التي ربطت إيران بالجبهة الشعبية ولكن تلك العلاقة لم تكن بصفة رسمية، فالزيارة التي قام بها آنذاك أمين عام الجبهة الشعبية في الخارج الدكتور ماهر الطاهر إلى طهران، جاءت كدعوة لشخصية فلسطينية أكثر منها دعوة رسمية للجبهة، وما حدث في آذار/ مارس 2009 أن إيران أعلنت عن مؤتمرها الذي سيضم ضيوفاً من 80 دولة، (6) موقع قناة العالم 3 مارس 2009 كان من بينهم أكثر من مئة شخصية سياسية وثقافية وغيرها انطلقوا على متن طائرة إيرانية من دمشق إلى طهران، ودخلوا هؤلاء جميعا من بوابة المطار العادية، إذ خضع معظمهم للتفتيش الفردي، اليدوي، بمن فيهم ماهر الطاهر نفسه الذي دخل من البوابة العادية للمسافرين إضافة إلى عدد من أعضاء المكتب السياسي للفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق، واستثني من القائمة وفدا الجهاد وحماس، باستثناء عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال الذي امتنع عن الدخول من البوابة العادية والخضوع للتفتيش وقرر العودة من حيث جاء.
أهمية هذا التوصيف أن الجبهة الشعبية لم تكن تعني لإيران شيئا في تلك المرحلة، حتى أن وسائل الإعلام الإيرانية لم تعر وفاة جورج حبش أمين عام الجبهة الشعبية في يناير 2008 أي أهمية.
وإذا أردنا أن نرجع إلى الوراء قليلاً ونرى أن خلافات الجبهة الشعبية مع السلطة والمشكلات المالية للجبهة قد ظهرت عام 2012 فهذا يجعلنا نشاهد الأحداث في حينها، ففي ذلك الوقت كانت إيران بحاجة إلى أي جماعة موجودة في سوريا لكي تساندها في دعم مشروعها الداعم لنظام الأسد في مواجهة صعود المعارضة المسلحة آنذاك، ما يعني أن العلاقة التي ربطت إيران بالجبهة الشعبية، لم تكن علاقة أصيلة مبنية على أسس وتفاهمات وبرامج سياسية مشتركة، لكنها جاءت علاقة هجينة تشكلت في متغيرات عاجلة، أرادتها إيران تماماً كعلاقتها بأي مجموعة من المجموعات (التشبيحية) التي ظهرت في سوريا، أو التي صنعتها إيران لأجل دعم الأسد.
علاقة الجبهة الشعبية بالنظام السوري
عموماً، وكبقية القوى القومية واليسارية كان هناك اصطفاف واضح للجبهة الشعبية إلى جانب النظام السوري، ومع التبدلات في قيادة الجبهة الشعبية، وعودة أبي أحمد فؤاد الشخصية العسكرية إلى واجهة الجبهة السياسية، إلا أن البرنامج السياسي المعلن ظل واحداً، ومع أن النظام السوري لا يثق بـ أبي احمد فؤاد، لأسباب قديمة تتعلق بخلافات النظام مع الجناح العسكري للجبهة، لكن ما نجح أبو احمد فؤاد فيه بقي في منع أفراد الجبهة الشعبية من حمل السلاح والانخراط في صفوف الشبيحة، مع أن البيئة السياسية للجبهة الشعبية كانت معادية في قسم كبير منها للمعارضة، خصوصاً بسبب ما حدث في مخيم خان الشيح الذي ظل يحسب تاريخياً على الجبهة الشعبية، إضافة إلى نسبة من سكان مخيم اليرموك، لذلك فقد رأت الجبهة الشعبية، أن دخول حركة حماس على خط السلاح واشتراكها إلى جانب المعارضة السورية في المخيمين كليهما، وجدت فيه أنه العمل الذي أفسد أجواء الحياد الفلسطيني الذي كانت تستفيد منه الجبهة وتحافظ فيه على وجودها في هذه المخيمات، وبينما بات عناصر الجبهة يفرون من المخيمين كليهما، باعتبارهم يساريين، كان صعود نقمة اليسار الفلسطيني على خماس يزداد تفاعلا.
اذاً هو المتغير التاريخي الخاص وتعقيدات الوضع السياسي في سوريا هي التي أخرجت حماس من حضن إيران، وأدخلت إليها فصائل دمشق الصغيرة والمتوسطة نسبياً، وإذا كانت إيران قد نجحت في صناعة مليشيا داعمة للأسد من فصائل دمشق الصغيرة، مثل جبهة التحرير وجبهة النضال وفتخ الانتفاضة، لكي يلتحقوا بركب منظمة أحمد جبريل التي كانت تتبع أصلاً الاستخبارات السورية تاريخياً.
وإذا كانت إيران قد عجزت عن إحداث اختراق من هذا النوع في الجبهة الشعبية وصناعة مليشيا يسارية مسلحة، فهي نجحت من بوابة ثانية، فقد أوكلت إدارة جمعية الصداقة الإيرانية الفلسطينية التي مقرها دمشق، إلى أحد كوادر الجبهة الشعبية، المعروف باسم عبد الكريم الشرقي الذي أطل كثيراً على وسائل الإعلام الإيرانية وتلك التابعة لنظام الأسد وحزب الله، من ثم هي إيران التي كانت تعتبر الإلحاد معضلة، هي ذاتها التي اختارت واجهة يسارية لجمعيتها تلك، لأن إيران كانت تريد كل من يقف مع الأسد، وليس لأن الجبهة الشعبية تهم إيران.
إنه ربيع إيراني في الضفة
لم يتوقع أحد من الفلسطينيين ان يستمع إلى هتافات يطلقها متظاهرون في الشارع وتستخدم مفردات غير مسبوقة، أو تلك المفردات التي استخدمت في عواصم عربية كما في مصر، وخصوصاً كلمات (يسقط حكم العسكر) وهي مفردات كان يمكن قبول سماعها في قطاع غزة بسبب قبضة حماس الأمنية على القطاع التي بدأت منذ عام 2007 لكن استخدام هذه المفردات في رام الله هو أمر مفاجئ، وكان يمكن قبول مثل هذه المفردات لو قام بها عناصر يتبعون لحركة حماس، بفعل المنافسة الحزبية، والانقسام، ولكنه عندما يصدر من أفراد وناشطين حقوقيين محسوبين فتلك مؤشرات لمنحى خطر في الساحة الفلسطينية.
مال إيراني
(لدينا معلومات أن الجبهة الشعبية تلقت أموالاً من جهات خارجية مشبوهة لإثارة الفوضى في الضفة الغربية وسنكشفها قريباً) هذه الكلمات نسبتها مصادر إعلامية في الجبهة الشعبية إلى عزام الأحمد، وقالت إنها تصريحات أطلقها عبر إذاعة موطني الفلسطينية، واعتبرت الجبهة أن هذه التصريحات بمنزلة انحدار أخلاقي يضر بالعلاقات الوطنية.
ربما تبدأ الحكاية من هنا، وربما يكون صدى الأزمة في الأيام المقبلة مؤثراً للغاية، فالمال الإيراني موجود في يد الجبهة الشعبية، والمصالح المشتركة بين حماس والشعبية عادت من جديد، بعدما تنصلت حماس من دعم المعارضة السورية، وبعدما تخلت عن كتائبها التي أنشأتها في دمشق وبعد إعلان إسماعيل هنية الأخير واصطفافه بالكامل إلى جانب المشروع الإيراني. هذا كله يثير التساؤلات الآتية، فهل إيران تفكر فعلا باستغلال المشهد الفلسطيني، ونشر الفوضى في الساحة الفلسطينية، كي تبقى لأجل أطول في المنطقة العربية، وهل باتت المخاطر الحقيقية على عموم القضية الفلسطينية هي إيرانية فحسب؟ وإذا كانت إيران قادرة على العبث بالملف الفلسطيني، وقادرة على تحريك فصائل إسلامية ويسارية معاً، فإن مستقبل القضية الفلسطينية بات يواجه ما هو أكبر من الخطر الإسرائيلي، لأن الفلسطينيين دائما كانوا يتوحدون في مواجهة العدوان الإسرائيلي عليهم، ولكن الآن هم على شفا مواجهة قد تعني بالنسبة إليهم خسارة الحلم الفلسطيني الذي بدأ منذ أجيال.
المراجع
- العربي الجديد 12نيسان 2016.
- صحيفة رأي اليوم 11نيسان 2016
- المصدر الاسرائيلي – الحلول التي تعتمد عليها الجبهة الشعبية بعد وقف مخصصاتها_ 21نيسان 2016، وقد يكون هذا هو المعلن فقط.
- وكالة قدس برس 15يونيو 2018
- قناة بي بي سي العربية 16-12-2010
- وكالة صفا 2 كانون ثاني / يناير 2018.
- موقع إيلاف، إيران وجورج حبش 19 فبراير 2008.
- 16 يونيو 2018 موقع هدف داماس.
- مصدر آخر قدس برس 17 يونيو 2018 .
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.