مرصد مينا – هيئة التحرير
لم ينسَ السوريون حديث رجل الأعمال السوري وابن خال بشار الأسد “رامي مخلوف” الذي أطل قبل يومين بتسجيل مصور يستجدي عواطفهم، ويشتكي من “الظلم الكبير” الذي يتعرض له، ويذكر الأسد بالدعم الذي قدمه له خلال سنوات الأزمة الطوال، حتى عاد للظهور اليوم بتسجيل آخر مكرراً الكلام ذاته، وبالأسلوب ذاته.
خطاب “مخلوف” لابن عمته “بشار الأسد” في تسجيله الأول، الذي نشره يوم الجمعة، ودعاه فيه لحل مشكلة الضرائب المترتبة على شركته الخلوية “سيرياتيل”، مدعياً أنه قام بتسديدها، ردت عليه وزارة الاتصالات بالتأكيد على أن الشركات الخلوية مطالبة بموافاة هيئة الاتصالات بالجواب النهائي بموعد أقصاه 5/5/2020 لقبولها التّفاوض حول آلية تسديد مبلغ 233.8 مليار ليرة سورية كفروقات لبدل التّرخيص الابتدائي.
“مخلوف” في تسجيل اليوم، كشف عن تعرضه لضغوط “غير مقبولة” وبطريقة “غير إنسانية” للتخلي عن شركاته أو ما أسماها بـ”جنى عمره” وتنفيذ تعليمات –لم يذكرها- دون نقاش أو اعتراض، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية التي تمارس تلك الضغوط قامت باعتقال موظفيه، في إطار حملة التضييق الممارسة ضده. وعبّر مخلوف عن استغرابه من ممارسات تلك الأجهزة، لاسيما وأنه أكبر داعم وخادم لها، محذراً من مغبة استمرار الوضع بهذا الشكل في البلاد، داعياً بشار الأسد إلى التدخل السريع لحل مشاكله.
ضربة جديدة لرجل الأعمال
يرى محللون أن ما جرى اليوم هو ضربة جديدة من سلسلة ضربات وجهها النظام لمخلوف خلال الفترة الماضية، تكشف مدى عمق الخلاف الحاصل ضمن العائلة الحاكمة. ابتداءً بالحجز على ممتلكاته في آب الماضي، مروراً بأزمة جمعية البستان، في أيلول، التي صدر قرار رئاسي بتجميد أعمالها، رغم أنها كانت تدعم العديد من الميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة مدن سوريا، والذي أكدت مصادر من داخل القصر الجمهوري، بحسب تسريبات إعلامية، أنه جاء خلفية على توتر العلاقة بين الأسد ومخلوف بسبب قضايا مالية امتنع الأخير فيها عن تقديم الدعم المالي الذي طلبه بشار، لكن المسألة تبدو أعمق من ذلك، كما يرى آخرون، ويؤكدون أنها ترتبط بصراع بين الجناحين الروسي والايراني داخل المنظومة المتحكمة بسوريا، صراع وجد انعكاساته في أزمة شركة “تكامل” التي يملكها ابن خالة زوجة بشار، أسماء الأسد، “مهند الدباغ”، والتي كان “مخلوف” من أبرز أطرافها، كعدو “للدباغ”. إذ شُنت حملة إعلامية ضد الشركة لفضح استغلالها للسوريين، ووُجهت أصابع الاتهام بالوقوف وراء تلك الحملة لرامي مخلوف. وهذا مايرجح وقوف الأخير وراء تسريب أ خبر شراء الأسد لزوجته لوحةً بمبلغ 30 مليون دولار، الخبر الذي أثار استياء حلفائه ومواليه، حيث تعيش البلاد تحت وطأة الحرب والفقر والديون المتراكمة.
انقسامات في الحاضنة الموالية للنظام
مسلسل الخلافات والفضائح المستمر في عائلة الأسد، انعكس بشكل مباشر على الأوساط الموالية له، وهو ما ظهر جلياً في تعليقاتهم، فعلى مبدأ “أصبح العرب عربين” انقسم الموالون إلى طرفين، طرف متعاطف مع مخلوف باعتباره داعماً للأسد وأحد أفراد عائلته المقربين منه، ويرى هذا الطرف أن أسماء الأسد أثارت فتنة كبيرة داخل تلك العائلة، التي تعد “دخيلةً” عليها.
في حين رأى طرف آخر أن مخلوف أحرج بشار وصوّره بمظهر الضعيف، الذي لا حول له ولا قوة، وهذا يتناغم مع وصف مسؤولين روس لبشار الأسد بأنه فاقد للسيطرة ولا يستطيع مكافحة الفساد الذي ينخر في مؤسسات النظام. وهذا الأمر نفسه يرجح كثيرون أن يكون وراء الضغط الذي يمارسه الاسد على مخلوف، في رسالة مبطنة إلى الروس مفادها أنني مازلت قادرا على التنفيذ.