كشفت تقارير صحافية، عن وجود استنفار دبلوماسي قطري، بهدف تخفيف التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، على خلفية قضية مقتل العميد “قاسم سليماني”، واستهداف إيران للقواعد الأمريكية في العراق.
ووفقاً للتقارير، فإن حكومة الدوحة مارست جهوداً حثيثة في الوساطة بين واشنطن وطهران، حتى لا تنزلق الأمور باتجاه الصراع المسلح بين الدولتين، مستغلةً علاقاتها الوطيدة بالنظام الإيراني والإدارة الأمريكية على حدٍ سواء.
وبحسب ما نشرته وكالة الأناضول التركية، فإن جهود الوساطة القطرية بين إيران والولايات المتحدة، مثلها الأمير القطري “تميم بن حمد آل ثاني”، ووزيري خارجيته ودفاعه، عبر زيارات مكوكية واتصالات مكثفة أجروها مع المسؤولين في البلدين، لافتةً إلى الدور القطري في تجنيب إيران أي رد أمريكي بعد إطلاق الحرس الثوري الإيراني صواريخ على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.
إلى جانب ذلك، لم تقتصر جهود الأمير القطري، لتجنيب إيران رداً أمريكي على التواصل مع مسؤولي الإدارة الأمريكية بما فيهم الرئيس “دونالد ترامب”، وإنما امتدت لقيادة جهود موسعة شملت اتصالات مع فرنسا وتركيا وبريطانيا، لضمهم إلى جهود خفض التصعيد، فيما وصفه محللون سياسيون بأنه سعي قطري لخلق جبهة دولية داعمة لتحركاتها لدى الإدارة الأمريكية، خاصة وأن وكالة الأنباء التركية؛ كشفت أن أمير قطر، اتصل بكل من الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” ورئيس الحكومة البريطانية “بوريس جونسون”، وحليفه الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، لبحث طرق تهدئة الأوضاع في المنطقة.
كما ربطت التقارير بين زيارة “تميم” لإيران، التي تلت عملية استهداف القواعد الأمريكية في العراق، وبين مساعيه لبحث سبل تجنيب إيران الرد الأمريكي، والوصول إلى الصدام المسلح مع الولايات المتحدة، الأمر الذي يفسر بحسب مراقبين، ما وصفوه بـالـ “هرولة” القطرية باتجاه إيران بعد مقتل سليماني بساعات قليلة، عبر زيارة سريعة أجراها وزير الخارجية القطري للعاصمة طهرن، والتي أكدت التقارير الإعلامية أنها كانت بداية التحركات الدبلوماسية القطرية.
وبالتوازي مع جهود الأمير ووزير خارجيته، كان وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، “خالد العطية”، بحسب تقرير وكالة الأناصول، يجري مباحثات هاتفية مع نظرائه الفرنسي والبريطاني والباكستاني وأمين عام حلف شمال الأطلسي، مؤكداً على ضرورة السعي لتجنيب المنطقة الصراع المسلح، والتوتر بين واشنطن وطهران، والتأكيد على أهمية استقرار العراق.
أما اللافت في التقارير، فهو اعتراف الحكومة القطرية عبر مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية، “أحمد بن سعيد الرميحي”، بدورها في عملية الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، حيث صرح: “الدوحة بذلت، أثناء أزمة مقتل سليماني، جهودًا حثيثة، قائمة على دبلوماسية التهدئة والسعي إلى نزع فتيل الأزمة بين إيران والولايات المتحدة.”
وأشار إلى سلسلة الاتصالات، التي أجراها أمير قطر مع أطراف الأزمة، والأطراف الدولية الفاعلة، بجانب زيارته طهران، مضيفاً: “قطر تحذر من توالي مظاهر التصعيد، الذي يمكنه أن يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.”
وكان الموقف القطري حيال قضية مقتل “سليماني”، قد تعرض لموجة انتقادات كبيرة على المستوى الشعبي العربي، خاصةً مع تعبيرها المبالغ فيه عن حزنها على الجنرال الإيراني، المتورط بجرائم تصية عرقية وطائفية، عبر تبديل ألوان علمها من العنابي والأبيض، إلى الأسود والأبيض، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية القطري لطهران، بعد ساعات من مقتل قائد فيلق القدس.
وذكر المعلقون العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة القطرية، بالمهام، التي كان يتولها العميد “سليماني” ودوره التخريبي في المنطقة العربية، وإسالة دماء ملايين العرب في سوريا واليمن والعراق، إلى جانب الأجندات الإيرانية التي تنفذها في الدول العربية، تحت مظلة المشروع الطائفي.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.