أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الثلاثاء، أن أسواق النفط ستعود للتوازن بعد سريان اتفاق خفض إنتاج النفط في شهر مايو/أيار المقبل، إلا أنه من المرجح ألا تحدث زيادة كبيرة في الأسعار في المستقبل القريب بسبب ارتفاع مستويات المخزون العالمي.
نوفاك وفي تصريحات لمجلة داخلية تصدرها وزارة الطاقة اليوم الثلاثاء قال: “لكن يتعين ألا نتوقع زيادة ملحوظة في سعر البرميل في المستقبل الأقرب بسبب ارتفاع المخزونات”، وذكر الوزير أيضًا أنه يعول على التعافي الاقتصادي في الصين، أحد كبار مستهلكي الطاقة، للمساهمة في توازن سوق النفط. ليتابع “نأمل أن نرى تغيرات إيجابية في اقتصادات الدول الأخرى”.
يذكر أنه ستحتاج روسيا لاقتراض تريليون روبل (13.44 مليار دولار) إضافية هذا العام لتغطية العجز في الإيرادات من القطاعات غير النفطية والغاز، وفقا لما نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء يوم السبت عن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف.
أوبك وتخفيض الانتاج
قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار من خارجها روسيا على خفض إنتاج النفط بنحو عشرة ملايين برميل يوميا أو ما يعادل 10% من الإنتاج العالمي في مايو/أيار ويونيو/حزيران 2020.
يتوقع أن تكون هناك تخفيضات أخرى في الإنتاج من بلدان مثل الولايات المتحدة وكندا والنرويج والبرازيل لمكافحة تداعيات الانتشار العالمي لجائحة كورونا.. وتأثيرها السلب على النشاط الاقتصادي في أنحاء العالم.
قلق غير مسبوق
يعود القلق الرئيسي في سوق النفط كون الطلب تراجع حتى أكثر من تخفيضات الإنتاج المزمعة غير المسبوقة تاريخيًا في وقت تنكمش أماكن تخزين النفط المنتج غير المستخدم على نحو سريع.
بيانات من شركة “كبلر” للمعلومات أكدت أن الطلب على الوقود تراجع 30 % عالميًا وأصبحت أماكن التخزين غير متاحة حيث امتلأ نحو 85 % من مناطق التخزين البرية في أنحاء العالم حتى الأسبوع الماضي. في حين تراجعت أسواق النفط في ثمانية من التسعة أسابيع الماضية.
حساسية التوقيت
جاءت التطمينات الروسية بالتوازي مع ما تشير له التوقعات من أن أسعار النفط ستظل تعاني من ضغوط هذا الربع المالي من السنة، بنك يو.بي.إس توقع أن تظل أسعار النفط عند مستويات تتعرض فيها لضغوط هذا الربع، ما سيؤدي لتسارع عمليات وقف الإنتاج ويساهم في إعادة توازن السوق.
البنك اعتبر بدوره أن الطلب على النفط سيتعافى بشكل متواضع من المستويات المتدنية التي سجلها في أبريل/نيسان الجاري مع تخفيف الدول لإجراءات العزل العام، لكنه سيظل يتعرض لضغط شديد في الأجل القريب بسبب جائحة فيروس كورونا.
إلى ذلك، انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء وسط مخاوف بشأن تضاؤل طاقة تخزين الخام عالميا وتنامي المخاوف من أن يأتي تعافي الطلب على الوقود بطيئا مع تخفيف الدول القيود المفروضة على الأنشطة والحياة الاجتماعية لاحتواء جائحة كورونا.
حيث نزل سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى مستوى متدن عند 10.64 دولار للبرميل اليوم. وسجل هبوطا 12.8% أو 1.64 دولار إلى 11.14 دولار للبرميل بحلول الساعة 0635 بتوقيت جرينتش. وانخفض الخام الأمريكي 25% أمس الإثنين.
وهبط خام القياس العالمي برنت إلى 18.85 دولار وفي أحدت تعاملات فقد 4.3% ما يوازي 85 سنتا إلى 19.14 دولار للبرميل. وأمس الإثنين خسر خام القياس 6.8% وينتهي العمل بعقد الخام تسليم يونيو/حزيران المقبل في 30 أبريل/نيسان الجاري.
وحتى مع اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا على خفض قياسي لإنتاج النفط بنحو 10 ملايين برميل يوميا بداية من أول مايو/أيار المقبل، فإن الحجم ليس كافيا لتعويض انخفاض الطلب بنحو 30 مليون برميل يوميا بسبب قيود كوفيد-19.
وفي مؤشر على اليأس الذي استبد بقطاع الطاقة بحثا عن أماكن تخزين، قالت مصادر ملاحية إن تجار النفط يلجأون لاستئجار سفن أمريكية باهظة التكلفة لتخزين البنزين أو شحن الوقود للخارج.
المراهنة على الغاز
باشرت روسيا عملية توصيل الغاز عبر الأنابيب إلى الصين في ديسمبر/كانون الأول الماضي في إطار جهود تنويع الاقتصاد بعيدا عن صادرات الغاز إلى أوروبا، المستهلك الرئيسي للنفط والغاز الروسيين.
حيث تجاوزت حصة غازبروم، شركة الغاز الروسية العملاقة، 35 % في أوروبا. وقال الوزير نوفاك إن الشركة التي يهيمن عليها الكرملين ترغب في الحفاظ على حصتها عند هذا المستوى، كما زادت روسيا أيضًا إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 50% في العام الماضي إلى 40.5 مليار متر مكعب بفضل تشغيل محطة يامال للغاز الطبيعي المسال التي تديرها نوفاتك.
وقال نوفاك إن إنتاج الغاز الطبيعي المسال زاد بأكثر من 17% في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين على أساس سنوي، وأضاف الوزير أن إنتاج الفحم وصادرات الفحم ستنخفض على الأرجح هذا العام دون ذكر أرقام.