تشن القوات الروسية الجوية هجوماً عسكرياً عنيفاً على الشمال السوري، هادفةً إلى تحقيق انتصار عسكري على الأرض بالاعتماد على مرتزقة إيرانيين، ومليشيات تابعة لجيش الأسد، ناسفة بذلك الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها، وما زالت تدعي الالتزام بها، وفي مقدمتهما اتفاقا “أستانا وسوتشي”.
وكرد فعل على العمل العسكري الروسي في الشمال السوري، أعلنت أنقرة أن اتفاقيتي سوتشي وأستانا لاغيتان بالنسبة لها، وأعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الذي عمدت قواته إلى جذب المقاتلين السوريين المعارضين للأسد وإرسالهم إلى ليبيا، أعلن نيته القيام بعمل عسكري في إدلب رداً على الخرق الروسي.
وقالت الولايات المتحدة الأمريكية، إنها حذرت “أردوغان” مراراً من مغبة الوثوق بالروس، إلاّ أنه لم يستجب لهم، معتبرة في كلام غير معلن، بأن السبب الرئيسي للتمرد الروسي على الاتفاقات الدولية شمالي سوريا، هي الثقة والتعاون التركي مع الروس، حيث تقاربت أنقرة مع موسكو بما يخص الملف السوري.
حيث أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا “جيمس جيفري” اليوم الجمعة، أن بلاده أوضحت مراراً للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أنه لا يمكن الوثوق بنظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن إدلب وشرق الفرات.
ونقلت قناة “الحرة” اﻷمريكية عن “جيفري” قوله: “لقد أوضحنا لأردوغان عدة مرات بأن جهوده لعقد صفقات مع الروس في شمال شرقي سوريا وشمال غربي سوريا لن تجدي نفعاً، وأنا بنفسي قلت له لا يمكنك الوثوق ببوتين . . . وهو بنفسه يرى نتائج ذلك الآن”.
وأعرب “جيفري” عن “صدمة المسؤولين الأمريكيين من جراء الهجوم العنيف الذي يشنه نظام الأسد على إدلب مدعوماً من قِبل روسيا وإيران” ، معتبراً أن “هذا الهجوم هو خرق للقرار 2254 ولاتفاقات وقف النار التي وافقت عليها روسيا وتتنكر لها اليوم”.
وأوضح أن الهجوم “يؤشر إلى أن النظام السوري لا يريد حلاً، ولكن تحقيق انتصار عسكري” ، مشيراً إلى “إمكانية اتخاذ خطوات عقابية بحق النظام السوري وروسيا وإيران بموجب قانون سيزر”.
وبيّن الدبلوماسي الأمريكي: “نأخذ خطوات وسنأخذ خطوات أخرى، ولكن لا نتطلع إلى إجراءات عسكرية إلا إذا استخدم النظام السوري مرة أخرى السلاح الكيماوي، فعندها ستكون كل الخيارات على الطاولة كما فعلنا مرتين في السابق”.
وكان أردوغان قد أكد أن روسيا نقضت اتفاقَيْ “سوتشي” و”أستانا” ، مؤكداً أن بلاده لن تقف متفرجة على ما يحدث في إدلب، حيث هدد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” اليوم الجمعة، بعملية عسكرية في سوريا إذا لم يتم حل مشكلة إدلب، كما أكد تواجد قواته في ليبيا وأصر على بقائها هناك.
وبعد كل تصريح من تصريحات أردوغان الشبيه بهذا التصريح، تجتاح الشارع السوري “الأزرق” موجة من الخوف، حيث يعتقد السوريون أن تصريحات أردوغان فارغة وتحمل لهم المزيد من الخسارة دوماً.
وقال أردوغان في خطاب أمام مسؤولي حزبه ” العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة، إن هناك انتهاكاً للاتفاق مع الجانب الروسي في إدلب السورية، ولن نقف متفرجين على ممارسات النظام السوري وقصف المدنيين على حدودنا مع سوريا.
وأضاف الرئيس التركي “لن نسمح للنظام السوري بوضع بلدنا تحت التهديد المستمر للمهاجرين عن طريق تعذيب ومهاجمة وسفك دماء شعبه . . . لن نحجم عن القيام بما هو ضروري بما في ذلك استخدام القوة العسكرية”، وذكر أردوغان بأن اتفاقية أضنة تمنحنا الحق في الدفاع عن حدودنا مع شمال سوريا.
وكان الرئيس التركي قد اتهم الأربعاء الماضي، روسيا بعدم الالتزام باتفاقات سوتشي أو آستانا بشأن سوريا، مشيراً إلى أنه على تركيا وروسيا وإيران إحياء مسار آستانا مجدداً.
وقال في تصريحات نقلتها عنه وكالة “الأناضول” التركية الرسمية: “تركيا أبلغت روسيا أن صبرها ينفد بخصوص استمرار القصف في إدلب”.
في المقابل، وصف برلماني روسي، تصريحات أردوغان بالغريبة، وقال “التصريحات الغريبة لإردوغان لا ينبغي أن تؤثر على ما يجري في سوريا”، وفق ما نقلته وكالة إنترفاكس الروسية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.