سمعنا في سوريا، الكثير عن مصالحة فصائل من المعارضة السورية للنظام الحاكم بدمشق، وسمعنا عن مؤامرت تحاك هنا وهناك ضد السوريين وثورتهم، كما تناقل رواد التواصل الاجتماعي العديد من الصفقات التي أجرتها الدول الفاعلة بالملف السوري، ولكن لم تأت على مخيلة أي سوري يوماً، أن تصل تطورات الأحداث، إلى مغادرة فصيل سوري لأرضه والتخلي عن قتال النظام السوري الذي خرج لمقارعته لنيل الحرية والكرامة، والتوجه إلى دولة أخرى للقتال من أجل مصالح دول أخرى، ولكن للأسف.. هذا ما حصل في الآونة الأخيرة في الشمال السوري، حيث أكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية لـ “مرصد مينا”، ما كان بالأمس شائعات عن عزم بعض فصائل التشكيلات العسكرية المقربة من أنقرة التوجه إلى ليبيا للقتال بجانب الإخوان المسلمين هناك، والمعروفين باسم “حكومة الوفاق” الموالية بدورها لحكومة العدالة والتنمية في تركيا.
ووفق ما نقلته المصادر الخاصة لـ “مرصد مينا”، فإن بعض فصائل الجيش الوطني السوري، التابع للمعارضة السورية، وافقت على التوجه إلى الأراضي الليبية لقتال قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير المتقاعد خليفة حفتر.
كما أكدت ذات المصادر، أن قسم آخر من التشكيلات العسكرية السورية المعارضة، رفض المطالب التركية، مشدداً على موقفه بقتال النظام السوري وميليشياته في سورية، ورفض أي مغادرة خارج الحدود للقتال تحت راية أخرى، مهما كانت المغريات المالية واللوجستية.
من جانبها، كانت قد لفتت وكالة “خطوة”، وهي وكالة مختصة بالشأن السوري، إلى أنَّه وعقب الاجتماعات، على مدار اليومين الماضيين بين تركيا وقيادات من المعارضة السورية، وصلت تعليمات لقادة الفصائل الموالية لتركيا لتجهيز قوائم أسماء وأعداد العناصر الراغبين بالقتال في ليبيا، فيما تضاربت الأنباء حول مقدار الراتب الذي سيمنح للعناصر المتوجهة إلى ليبيا، حيث تم تداول أخبار عن أنَّ الراتب هو ألفي دولار شهريًا للعنصر، ولكن لم يصدر قرار واضح حول هذه الجزئية بعد.
هذه التحضيرات ترافقت، وفق ذات المصدر، مع تحضير دفعتين من مقاتلي الفصائل الموالية لتركيا بهدف إرسالهم إلى إدلب للمشاركة بالقتال ضد قوات النظام السوري بريف إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي بهدف امتصاص غضب الشارع من جهة واخلاء مسؤولية ما يسمى بـ الجيش الوطني عن خسارات ادلب من جهة أخرى، حيث رجّح المصدر أنَّ تصل اليوم دفعة من هؤلاء المقاتلين مكونة من 100 عنصر، ليتبعها دفعة أخرى من العدد ذاته يوم غد، على أن تستكمل الدفعات بحسب الطلب.
وفي ذات الوقت، تناقل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، أخباراً تشير إلى قيام الجيش الروسي في سوريا، بنقل مقاتلين بدوره من تشكيلات الفيلق الخامس الذي أسسته روسيا كقوة برية رديفة لها في سورية إلى القاعدة الروسية في ليبيا، بهدف تقديم الدعم لقوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر.
وكانت تركيا، قد أسست الجيش الوطني السوري في عام 2017، وهذا الجيش يعتبر هيكل المعارضة السورية المسلحة المكونة أساسًا من الثوار العرب السوريين وتركمان سوريا العاملين في شمال سوريا، ومعظمهم جزء من عملية درع الفرات أو الجماعات النشطة في المنطقة، التي هي حليفة للمجموعات المشاركة في العملية.
كما يتمثل الهدف العام للمجموعة في مساعدة تركيا في إنشاء “منطقة آمنة” في سوريا وإنشاء جيش وطني يعمل في الأراضي المكتسبة نتيجة لعملية درع الفرات/غرفة عمليات حوار كلس. وهم معارضون لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتنظيم داعش والجيش التابع للنظام السوري، رغم أنهم لم يجروا حتى الآن سوى القليل من الاشتباكات ضد قوات النظام.
ويتمتع الجيش السوري الحر الذي تدعمه تركيا أيضًا بما يعادله في مجال إنفاذ القانون، وهي الشرطة الحرة التي تدعمها تركيا أيضًا على الرغم من أنها منفصلة عن الجيش الحر المدعوم تركيًا.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.