توصلت روسيا وتركيا، مساء الثلاثاء، إلى اتفاق يقضي بنشر وحدات من الشرطة العسكرية على الحدود السورية التركية، والحفاظ على اتفاقية أضنة، مؤكدين أنه بدءاً من يوم غدٍ الأربعاء، سيجري تسيير دوريات روسية تركية في شمالي سورية ما عدا مدينة القامشلي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الطرفان، في مدينة سوتشي الروسية، حيث قال الرئيس “بوتين”: “توصلت مع الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى حلول مصيرية حول سورية”، مشيراً إلى ضرورة تحرير البلاد من الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي.
وأضاف الرئيس الروسي: “هناك حاجة إلى إطلاق حوار شامل بين الأكراد والحكومة التركية، وأن الوضع على الأرض يجب ألا يمنع إطلاق اللجنة الدستورية السورية”.
من جهته، قال الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان”: ” ناقشنا مع الرئيس بوتين التطورات الأخيرة حول عملية “نبع السلام” وقدمنا معلومات شاملة عنها”، مضيفاً: “لقد أبرمنا تفاهما تاريخيا مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين، وأن الهدف الرئيس لعملية “نبع السلام” هو إخراج الإرهابيين من المنطقة وتأمين عودة السوريين إلى مناطقهم”.
وأردف إردوغان قائلاً: “سيخرج إرهابيو تنظيم “ي ب ك” مع أسلحتهم من المنطقة حتى عمق 30 كم خلال مدة 150 ساعة تبدأ الساعة 12.00 ظهر الأربعاء”، لافتاً إلى أن الوحدات الكردية ستنسحب من تل رفعت ومنبج.
ولفت إردوغان إلى أنه تم بحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب أيضا، وأعرب عن ارتياحه للهدوء النسبي القائم في إدلب وتراجع الهجمات، مضيفاً: ” نأمل أن تفتح اللجنة الدستورية الباب أمام تحول سياسي شامل يلبي التطلعات المشروعة للسوريين، كما سنُقدم على مشاريع مع أصدقائنا الروس، من شأنها تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين”.
وبحسب المذكرة التي تلاها “لافروف” ووزير الخارجية التركي ” مولود تشاووش أوغلو” أكدت الشرطة العسكرية الروسية، ستدخل الأراضي المتاخمة لمنطقة العملية التركية بشمال سورية، ابتداء من الساعة 12:00 يوم 23 أكتوبر، لتعمل على انسحاب الوحدات الكردية وسحب أسلحتها إلى 30 كلم عن الحدود السورية – التركية، ومن المقرر أن ينتهي الانسحاب خلال 150 ساعة .
وبعد ذلك ستبدأ روسيا وتركيا تسيير دوريات مشتركة في المنطقة بعمق 10 كلم داخل الأراضي السورية، شرقي وغربي منطقة عملية “نبع السلام”، باستثناء مدينة القامشلي.
كما تنص المذكرة على أهمية الحفاظ على اتفاقية أضنة بين تركيا وسورية في الظروف الراهنة، وأن روسيا ستساهم في تطبيقها، مشيرة إلى انسحاب الوحدات الكردية من منبج وتل رفعت.
إلى جانب ذلك، أكد الرئيسان بوتين وأردوغان في مذكرتهما التمسك بالحفاظ على الوحدة السياسية وسلامة أراضي سورية وضمان الأمن القومي لتركيا، وكذلك عزمهما مواصلة محاربة الإرهاب والتصدي للتوجهات الانفصالية على الأراضي السورية.
وأوضح وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” عقب القمة الروسية التركية في سوتشي أن العملية التركية تقترب من الانتهاء، وكل شيء سيتوقف على مدى تطبيق الاتفاقات، بما في ذلك حول سحب الأسلحة وإخراج القوات الكردية.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن تطبيق مذكرة التفاهم المبرمة سيعرقل بشكل كبير المخططات الانفصالية في سورية، معتبرا أن حل قضية الأكراد ليس ممكناً إلا عبر إعادة وحدة الأراضي السورية وسيادة السلطات الشرعية للبلاد على حدودها كافة، كما أكد تمسك روسيا وتركيا بعملية أستانا الخاصة بتسوية الأزمة السورية التي أدت إلى تشكيل اللجنة الدستورية.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.