يعتبر الزيتون جزءاً لا يتجزأ من التاريخ والثقافة الفلسطينية، هو رمز الصمود والتجذر والبقاء، وشريكهم في المعاناة والمقاومة، وهو معرض للمواجهة ولعقوبة الإعدام والقتل بالحرق والقص والإزالة، تماما كالإنسان الفلسطيني.
أشجار الزيتون وارد اقتصادي حيوي
هي مصدر غذائي مهم جدا ، ويشكل وارداً مالياً حيث تعتاش عشرة آلاف أسرة من ثمار الزيتون والزيت، كما يغطي احتياجات 100 ألف أسرة من الزيت والزيتون. ورغم مصادرة الأراضي بالجدار أو المستوطنات والطرق الالتفافية، إلا أنه بقي 11 مليون شجرة زيتون مغروسة على مساحة مليون دونم موزعة على مختلف المناطق، بعد أن كان عددها 27 مليون شجرة قبل التهام الجدار والمستوطنات؛ لأكثر من 20% من أراضي الضفة التي كانت معظمها مزروعًا بالزيتون.
تشير التقديرات إلى أن إنتاج الزيتون تمثل 57٪ من الأراضي المزروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث يوجد 7.8 مليون شجرة زيتون مثمرة في عام 2011 . في عام 2014، تم عصر ما يقدر ب 108،000 طن من الزيتون والتي تنتج 24700 طنا من زيت الزيتون والتي ساهمت بمبلغ 10900000 دولار، ويوجد حوالي 100،000 أسرة تعتمد على الزيتون كدخل أساسي.
كما ينظر إلى شجرة الزيتون من قبل العديد من الفلسطينيين باعتبارها رمزا للقومية وارتباط الشجرة بالأرض الفلسطينية ، وخصوصا بسبب نموها البطيء وطول العمر.
المستوطنون يسرقون ويحرقون المحاصيل
لم تسلم محاصيل الزيتون من اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين، من سرقة ونهب وحرق، إذ صرح “سامر عويس”، رئيس مجلس بلدة اللُبَّن الشرقية، جنوبي مدينة نابلس، في وقت مضى، إن إسرائيليين من مستوطنة “عليه” المقامة على أراضي البلدة سرقوا ثمار نحو 400 شجرة زيتون، تعود لعائلة “النوباني”.
وندد المسؤول المحلي بما وصفه “جريمة سرقة الثمار”، متهما الجهات الرسمية الإسرائيلية بمساندة المستوطنين وتوفير الحماية لهم لسرقة الأرض والمزروعات.
إسرائيل تحد من الاهتمام بالأراضي الفلسطينية
تمنع السلطات الإسرائيلية أصحاب الأراضي المحاذية للمستوطنات من دخول أراضيهم والاعتناء بها وتفقدها، إلا من خلال تصاريح لأيام محددة خلال العام، ما يجعلها هدفا للمستوطنين في اعتداءاتهم وسرقة محاصيلها.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة انتهاكات إسرائيلية مستمرة ومتصاعدة بحق الفلسطينين وعلى كافة الأصعدة.
إسرائيل تعتبر شجرة الزيتون نقيضا لمشروعها
يرى الباحث الفلسطيني “عادل شديد” المختص بالشأن الإسرائيلي، أن الحركة الصهيونية اعتبرت شجرة الزيتون نقيضا لمشروعها وسببا في بقاء الفلسطيني وعدم انكسار.
ولأن شجرة الزيتون جزءٌ من الهوية الوطنية الفلسطينية، اعتبرتها الحركة الصهيونية نقيضًا لمشروعها، وسببًا في بقاء الفلسطيني وعدم انكساره أمام عصا وجزرة الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها لدفعهم للرحيل.
ولتحقيق ذلك، تكاتفت المؤسسات الحكومية الرسمية مع المؤسسة الدينية ( الحاخامية) وجمعيات المستوطنين لاقتلاع شجرة الزيتون، اعتقادًا منهم أن ذلك سيسهل اقتلاع الإنسان الفلسطيني المتجذر كشجرة الزيتون.
الحاخامات اليهودية أفتت بقطع أشجار الزيتون
أما المؤسسة الدينية، سواء الرسمية أم الفرعية، فساهمت هي الأخرى بالحرب على الزيتون، وأصدرت فتاوى بتقطيع وسرقة أشجار الزيتون، وكان الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل عوفاديا يوسف، وعددٌ من حاخامات المستوطنات، وخاصة حاخام مستوطنة “كريات أربع” في الخليل، المتطرف “دوف ليئور” ، قد أفتوا بتقطيع أشجار الزيتون، وسرقة ثمارها، ومنع المزارعين الفلسطينيين من قطف الزيتون بالاعتداء والضرب.
خيرات اليهود لليهود
لتشجيع وتحفيز المستوطنين على قطع الاشجار، أفتى بعضهم باعتبار تنفيذها فريضة، ويؤجر فاعلها ثلاثًا، الأول لأنه استرد ما أسموه “خيرات اليهود لليهود”، والثاني لحرمان أعداء اليهود من الاستفادة من “خيرات اليهود”، فيما الأجر الأخير لأن تلك الأعمال ستؤدي – حسب تصورهم – إلى وصول الفلسطينيين لليأس والإحباط، مما سيؤدي إلى تركهم لأراضيهم ليتسنى للمستوطنين الاستيلاء عليها بسهولة.
أقدم شجرة زيتون في العالم
على سفوح جبال قرية “الولجة” بين مدينتي القدس وبيت لحم في الضفة الغربية المحتلة تمتد جذور أقدم شجرة زيتون في العالم، التي تعود ملكيتها للمزارع “صلاح أبو علي” الذي قال لوسائل إعلامية ٢٠/ أكتوبر/ ٢٠١٩ :الشجرة تعود لأكثر من 5500 عام، وهي عبارة عن عائلة مكونة من الشجرة الأم وبناتها لتشكل شجرة واحدة ضخمة يبلغ قطرها الداخلي 25 متراً ويتربع ظلها على مساحة 250 متراً، أما ارتفاعها فيبلغ 13 مترا أي ما يعادل ارتفاع بناية من ثلاثة طوابق.
ويوضح بأن إنتاج الشجرة في السنوات ذات المحصول الممتاز يتراوح ما بين 500 و600 كيلو غرام، بينما يُعتبر زيتها من أجود الزيوت في العالم.
إسرائيل تحارب كل ما هو تاريخي
يعمل الاحتلال الإسرائيلي على طمس وتهديم كل ما هو تاريخي؛ تعرّض هذا الإرث الأسطوري لمحاولات عديدة بالاستيلاء والمصادرة، ولكن إصرار أصحابها على الحفاظ عليها كان أكبر من كل المحاولات.
الزيتون في الدلعونة الفلسطينية:
الزيتون جزء من ثقافة حياة الفلسطيني لذلك انتسجت وتوحدت معه في أتراحه وأفراحه إذ نسمع الاغاني التي تتغزل بها وتعتبرها رمز للفرح والسعادة والتراث.
الزيتوني اشتاقت للي زرعوها وزيتات الموني منها اخذوها
عودوا بجاه الله، عودوا شوفوها الأوراق اصفرت، ذبلت الغصونا
شعبي للوطن قدّم هدية روحه العزيزة لأجل القضية
ولا يمكن يرضى بالصهيونية ع تراب بلادي ارض الزيتونا
على دلعونا، على دلعونا
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.