على الرغم من قلة أعداد المصابين بفيروس كورونا “كوفيد-19” الذي تصرح عنه الحكومة السورية، إلاَ أنّ دمشق باشرت ومنذ أيام بتطبيق إجراءات جديدة كتعليق المدارس والدوام الوظيفي الذي يمكن الاستغناء عنه، وبدأت تنشر صوراً لتعقيم الشوارع والمباني الحكومية، وأحدث إجراء اتخذته دمشق هو حظر التجول من الساعة 6 مساءً وحتى الـ 6 صباحاً.
وتقول التقارير غير الحكومية وروايات مصادر طبية من الداخل السوري القابع تحت سيطرة الأسد، إن أعداد المصابين بهذا الفيروس القاتل كثيرة، وإن النظام الصحي هش وغير قابل لاستيعاب الحالات الإسعافية والتي تتطلب عناية فائقة في تفاقم الوضع أكثر من ذلك، فيما يتولى السكان علاج أنفسهم لتخوفهم من تبعات دخول مشافي نظام الأسد.
حظر للتجول في سوريا
ويسري منع التجوال من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة صباحا اعتبارا من يوم 25 آذار الحالي، أي يوم غد الأربعاء، وذلك وفق ما نشره موقع روسيا اليوم، الذي بات لساناً إعلامياً رسمياً لنظام الأسد.
وجاء في القرار الذي نشره موقع “روسيا اليوم” : “قرر الفريق الحكومي المعني بمتابعة إجراءات التصدي لفيروس كورونا تكليف وزارة الداخلية بإصدار التعليمات التنفيذية والإشراف على تطبيقه”.
وفي تقرير مرئي منفصل قال الموقع الروسي الناطق بالعربية؛ ظهرت معالم غلق المؤسسات الحكومية جلية واضحة في مدينة حمص السورية، يأتي ذلك مع تواصلِ جهود القطاع الطبي لتوعية المواطنين، وجولات للجهاتِ المختصة لمنع التجمّعات أو فتح المحال غير الضرورية مع مراقبة الأسعار.
لكن المشاهد التي صورها التقرير تظهر تجمعات بشرية لنحو 100 شخص متجمعين لشراء مواد تموينية، كما أظهر التقرير ازدحام الناس في “الميكرو باصات”، وحركة نشطة في شوراع المدينة.
لماذا حمص؟
لماذا اختار الموقع الروسي مدينة حمص ليعد عنها تقريراً حول إجراءات مكافحة فيروس كورونا “كوفيد-19” الذي بات يهدد دول القارات جميعها، وأجبر أكثر من مليارين و600 ألف نسمة على المكوث في منازلهم والتزام الحجر الصحي؟.
تقع حمص في منتصف الهدف الإيراني، ففيها تتجمع المليشيات اللبنانية الموالية لإيران، والتي جعلت المدينة مستقراً ومنطلقاً لها حول جميع أنحاء سوريا، وصولاً إلى العاصمة دمشق وإلى الحدود العراقية ومنها إلى إيران، فهي المدينة الوحيدة التي لا تتوقف فيها نشاطات المليشيات الإيرانية واللبنانية على حد سواء، ونظام الأسد وروسيا على معرفة تامة بهذا الأمر.
تقول تقارير طبية سرية صادرة من داخل دمشق، ومنها تقارير معتمدة عالمية؛ إن دمشق سجلت وفيات بفيروس كورونا القاتل من الإيرانيين وسط تكتم شديد، ومن المعلوم أن إيران تكتمت عن خبر انتشار الفيروس فيها بداية شباط الماضي، ولم تفصح إلاّ حين خرج الأمر عن سيطرتها، كما أنها الآن تتلقى مساعدات أوروبية للسيطرة على الوباء، وما زالت دمشق تستقبل وترسل طائرات إلى إيران، بالرغم من كون إيران بؤرة نشر للوباء.