وصل رئيس الوزراء اللبناني المستقيل “سعد الدين الحريري” إلى قصر بعبدا الرئاسي، لتقديم استقالته بشكل رسمي لرئيس الجمهورية، وذلك بعد دقائق من خطابه المقتضب، الذي أعلن فيه نيته الاستقالة أمام ضغط الشارع.
مصادر إعلامية محلية، أشارت إلى أن مناصرين لتيار المستقبل الذي يرأسه “الحريري”، قطعوا عدداً من الطرقات في بيروت، بعد وقت قصير من خطاب الاستقالة.
في حين اعتبرت وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة “ريا الحسن” أن استقالة الوزارة كانت ضرورية لمنع الانزلاق نحو الاقتتال الأهلي في البلاد، واصفةً اعتداء عناصر ميليشيات حزب الله على المتظاهرين بـ “الخطير”.
أما أولى ردود الفعل على الساحة السياسية اللبنانية، جاءت من طرف النائب اللبناني السابق، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي “وليد جنبلاط”، الذي غرد على تويتر: “منذ اللحظة الاولى دعوت الى الحوار وعندما رفضت الاستقالة ساد موقف من التململ والانزعاج في صفوف الحزب الاشتراكي وتحملت الكثير”.
وأشار الزعيم الدرزي، إلى أن لبنان يمر بلحظة مصيرية مع إعلان “الحريري” استقالة الحكومة، بعد أن الأخير حاول جاهداً الوصول الى تسوية، مضيفاً: “حاولنا معه فانني ادعو مجددا إلى الحوار والهدوء”.
وهاجم “جنبلاط” وزير الخارجية اللبناني “جبران باسيل” ورئيس الجمهورية “ميشال عون”، معتبراً أن وزارة الخارجية في عهد الرئيس “عون” أصبحت وزارة داخلية وخارجية وطاقة وكل شيء، مؤكداً أنه سيصوت لرئيس الحكومة المستقيل اذا ترشح لتشكيل الحكومة الجديدة.
وكانت مصادر من داخل الحكومة قد أشارت في وقت سابق من اليوم إلى أن “الحريري” كان يتجه نحو إستقالة الحكومة، إلا أن رئيس مجلس النواب “نبيه بري” حاول ثنيه عن الخطوة، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة رفض أمس الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراءـ واصفاً تلك الخطوة بأنها استفزاز للشارع المنتفض.
وفي تطورٍ متزامن، اعتدى عناصر تابعون لحزب الله اللبناني على المتظاهرين في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، وأصابوا عدداً منهم، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويجبرهم على التراجع.
وكان “الحريري” قد تقدم مع انطلاق الحركات الاحتجاجية بورقة إصلاحٍ اقتصادية، رفضها الشارع اللبناني، الذي تمسك بمطلب اسقاط النظام بأكمله، داعين لانتخابات نيابية مبكرة.
من جهته، طالب رئيس حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع” الجيش اللبناني بحماية المتظاهرين، وذلك بعد ساعات قليلة من اعتداء مناصري ميليشيات “حزب الله” على المتظاهرين المعتصمين في ساحة الشهداء وسط بيروت ما أدى إلى إصابة عدد من المحتجين.
وأضاف “جعجع” على صفحته في تويتر، معلقاً على استقالة “الحريري”: “حسنا فعل سعد الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة تجاوبا مع المطلب الشعبي العارم بذلك، المهم الآن الذهاب نحو الخطوة الثانية والأساسية والفعلية المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية ألا وهي تشكيل حكومة جديدة من أخصائيين مشهود لهم بنظافة كفهم واستقامتهم ونجاحهم، والأهم أخصائيين مستقلين تماما عن القوى السياسي”.
إلى جانب ذلك، وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية “سامي الجميل” استقالة الحريري بـ”القرار تاريخي” في ظرف تاريخي.
على المستوى الدولي، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي أن لبنان يمر بأزمة “خطيرة جداً”، داعياً السلطات اللبنانية إلى المساعدة في ضمان وحدة البلاد.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.