قالت السلطات الأمريكية اليوم الجمعة، إنها متأكدة من قمع طهران للاحتجاجات الشعبية ضدها، بالعنف، وأن السلطات الإيرانية تنقل جثث المتظاهرين المقتولين بالشاحنات.
وأكدت تسريبات من داخل دائرة صنع القرار الإيراني في وقت سابق من هذا الشهر بأن رأس الهرم الإيراني مرشد الجمهورية الإيرانية “علي خامنئي” هو من أمر باستخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، لقمع الحركة الاحتجاجية التي تنتشر بسرعة في البلاد.
قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران، براين هوك أن الإدارة الأمريكية أطلعت على فيديو يظهر جثثاً لمتظاهرين إيرانيين في شاحنات.
وأضاف “هوك” في مؤتمر صحفي أن أوروبا بدأت في الرد على الابتزاز الإيراني في الملف النووي.
وقالت المعارضة الإيرانية إن سلطات طهران تدس أجهزة مخابراتها بين الطلبة، على أنهم طلاب جامعات، لينقلوا الأخبار وأسماء قادة الحراك الطلابي، لكن طلاب الجامعة اكتشفوا الأمر وتمكنوا من الكشف عن بعض جواسيس النظام وطردهم خارج الحرم الجامعي.
ونددت منظمة العفو الدولية، استخدام أجهزة النظام الإيراني القمعيه للقوة المفرطة ضد التظاهرات السلمية في إيران، مشيرةً إلى إصابة العديد من المتظاهرين بجروح جراء إطلاق قوات الأمن أعيرة نارية من بنادق صيد بكريات مدببة، في 11 و12 كانون الثاني الحالي.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيانها أن لقطات فيديو تم التحقق منها وصور فوتوغرافية وشهادات من ضحايا وشهود عيان على الأرض حصلت عليها أفادت أن قوات الأمن الإيرانية استخدمت القوة غير القانونية ضد المتظاهرين المسالمين، الذين تجمعوا في جميع أنحاء إيران عقب اعتراف السلطات بأنهم أسقطوا طائرة ركاب أوكرانية في أول كانون الثاني.
وتشير الأدلة إلى أن قوات الأمن أطلقت في 11 و 12 من شهر كانون الثاني الحالي، الكريات المدببة من البنادق الهوائية، وهي عادة ما تستخدم للصيد، على المتظاهرين المسالمين الذين تسببوا في حدوث نزيف وإصابات مؤلمة.
كما استخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المحتجين، فضلاً عن الركل واللكم وضربهم بالهراوات والاعتقالات التعسفية.
وبما يخص العنف المفرط الذي تستخدمه طهران ضد المتظاهرين قال :فيليب لوثر” مدير الأبحاث والدفاع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “إنه لأمر مروع أن قوات الأمن الإيرانية سحقت بعنف الاحتجاجات والاحتجاجات السلمية من قبل أشخاص يطالبون بالعدالة لـ 176 راكبًا قُتلوا على متن الطائرة التعبير عن غضبهم من التغطية الأولية للسلطات الإيرانية”.
وأضاف لوثر: “نفذت قوات الأمن الإيرانية مرة أخرى هجومًا يستحق الشجب على حقوق الشعب الإيراني في التعبير السلمي والتجمع ولجأ إلى تكتيكات غير قانونية ووحشية”.
وأوضح: “يجب على السلطات الإيرانية وضع حد للقمع فوراً وضمان أن تمارس قوات الأمن أقصى درجات ضبط النفس وتحترم حقوق المتظاهرين في التعبير السلمي والتجمع، كما يجب حماية المحتجزين من التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة، ويجب الإفراج عن جميع المعتقلين تعسفاً “.
عقوبات بسبب العنف
كما أدرجت الولايات المتحدة أمس الجمعة، قائد حرس الثوري الإيراني في إقليم الأحواز العربية التي احتلتها إيران مطلع القرن الماضي “حسن شاهواربور” على قائمة العقوبات، بسبب ضلوعه في انتهاكات لحقوق الإنسان.
وقال براين هوك الممثل الأمريكي الخاص للملف الإيراني اليوم السبت، خلال مؤتمر صحافي، أنه تم وضع شاوابور على قائمة العقوبات المتصلة بالتأشيرات، لأنه “ارتكب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بحق المتظاهرين”.
وأوضح هوك بأن شاهورابور “أشرف على مجزرة بحق 148 إيرانياً عزّلاً في منطقة معشور في تشرين الثاني الماضي”.
وكانت إيران قد أقرّت بوقوع مجزرة معشور، حين قامت قوات الأمن الخاصة والحرس الثوري باقتحام بلدة الجراحي وسائر بلدات معشور مثل الكورة وخور موسى، واستخدمت الدبابات والرشاشات والأسلحة الثقيلة لقتل عشرات الشبان والمواطنين العرب، بينهم أطفال ونساء، كما شدد هوك على أن الإدارة الأمريكية ستحاسب المسؤولين عن الانتهاكات بحق الشعب الإيراني، معتبراً أن “مستقبل إيران سيقرره الشعب الإيراني”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.