وحدة دراسات التطرف والإرهاب بالمرصد
تتالى عمليات التدقيق والبحث التي تقوم بها أجهزة تابعة للاتحاد الأوروبي؛ لكشف البؤر المتطرفة داخل مجتمعاتها؛ وعلاقة تلك البؤر بالإرهاب لوجستياً. فقد استطاع موقع “Unser-mitteleuropa” الألماني الكشف عن تلقي جمعية “الإغاثة الإسلامية” في ألمانيا، المقربة من جماعة الإخوان المسلمين مبلغ وقدره (712) ألف يورو من الاتحاد الأوروبي.
وكما أورد الموقع أن المفوضية الأوروبية قد عدّت منظمة الإغاثة الإسلامية في ألمانيا شريكاً إنساني للمستقبل أي خلال أعوام 2021 حتى 2207؛ وبناءاً على ذلك فقد منحتها مساعدة مالية قُدرت بنحو (712000) يورو على شكل مساعدات؛ لكن التحقيقات حول ارتباط منظمات تعمل في الإغاثة الإنسانية بالتطرف والإرهاب، أكدت أن منظمة الإغاثة الإسلامية على صلة وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا.
ويتابع الموقع “Unser-mitteleuropa” الألماني في تقريره: إن هذه المساعدات المالية الأوروبية؛ تأتي في الوقت التي تواجه أوروبا موجة إرهاب غير مسبوقة وصل عدد ضحاياها نحو (300 مواطن فرنسي)، ولقد استنكر الموقع الألماني أن تمول المفوضية الأوروبية تنظيمًا قريبًا من جماعة الإخوان المسلمين؛ تدور حولها شبهات بدعم الإرهاب من جهة؛ وجزءًا لا يتجزأ من الشبكات الإسلامية المتطرفة.
كما أكد الموقع الألماني، أنها ليست المرة الأولى التي تمول فيها المفوضية هذا النوع من المنظمات المشتبه بها إرهابياً، فعلى سبيل المثال، قامت بتمويل شبكة المسلمين الأوروبيين التي أسسها طارق رمضان التي تنتمي بشكل أو آخر لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك مولت منتدى المنظمات الطلابية والشباب المسلمين الأوروبيين وغيرهم؛ وهي منظمات تدور حولها شبهات بدعم التطرف وثقافة الكراهية؛ وتخالف قيم المجتمع الأوروبي من جهة ومن جهة أخرى ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين بشكل أو آخر.
وعاد الموقع الألماني في تقريره ليستنكر دعم الاتحاد الأوروبي لهذه الجمعيات المتطرفة على حد قوله، فخاطب المفوضية الأوروبية أما آن الأوان لإنهاء هذه الشراكة المشبوهة؟ وإنهاء تقديم المنح المالية التي تمد تلك المنظمات بالحياة؟ ومتى يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفاً حاسماً من جماعة الإخوان المسلمين التي هي الأم لكل تلك المنظمات؟.
ولقد نشرت وسائل إعلام ألمانية، بأن جمعيات تابعة للإسلام السياسي تلقت أموالاً من أوروبا، ومنها “الإغاثة الإسلامية”، المرتبطة بالإخوان المسلمين حيث تلقت ما يقارب (712) ألف يورو من المفوضية الأوروبية.
ولم يتوقف الأمر على وسيلة إعلامية بعينها، بل عدة وسائل تحدثت مستنكرة عن دعم منظمات تدور حولها شبهات بدعم التطرف والإرهاب؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن صحيفة ( دي فيليت ) الألمانية، كشفت في تقرير لها عن تلقي جمعيات تنهج منهج الاسلام السياسي أموالاً من أوروبا.
وفي تصريح للباحثة والكاتبة “فلورنس بيرجود بلاكلر” إنه لا ينبغي أبدًا تمويل المنظمات غير الحكومية، التي لا تستوفي المعايير الأوروبية، فعدم الالتزام بالمعايير والقيم الأوروبية؛ يجعل أي منظمة محل شك وشبهات. وتابعت قولها مؤكدة أن جمعية الإغاثة الإسلامية تعلن أنها منظمة خيرية لتخفي أهدافها الحقيقية. ولقد اعترفت دول في الاتحاد الأوروبي منها مثل فرنسا وسويسرا وهولندا وألمانيا؛ بأن منظمة الإغاثة الإسلامية؛ لها صلات منذ فترة طويلة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وهذا الأمر أكده مجلس الشيوخ والحكومة الفيدرالية في العاصمة الألمانية برلين؛ حيث بيّن أن منظمة الإغاثة الإسلامية ذات صلات واضحة بجماعة الإخوان المسلمين على حد تعبير الحكومة الفيدرالية، وأن المدعو “عصام الحداد”، المؤسس المشارك لمنظمة الإغاثة الإسلامية العالمية والمدير السابق للإغاثة الإسلامية العالمية والإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة، يعتبر من كبار المسؤولين في جماعة الإخوان المسلمين بأوروبا.
ولقد استطاعت منظمة الاغاثة الإسلامية من خلال جمع التبرعات والمساعدات المالية إعطاء جماعة الإخوان المسلمين قوة إضافية، تمكنها من زعزعة استقرار أي دولة وجدت فيها أو الإطاحة بالحكومات، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال التقارير البريطانية التي حذرت من خطر انتشار مراكز تنظيم الإخوان المسلمين بالبلاد، لكونها المتهم الرئيس خلف زيادة العمليات الإرهابية إلى مؤشر غير مسبوق بين العامين، 2019 و2020.
كما صدر مؤخراً بناء على تقارير مقدمة من عدة جهات أمنية في ألمانيا، تقرير برلماني كشف علاقة تنظيم الإخوان بتمويل المنظمات الإرهابية عن طريق استغلال أموال التبرعات، الممنوحة من دافعي الضرائب، لـ”منظمة الإغاثة الإسلامية” التي أسسها الإخواني هاني البنا في برمنجهام بالمملكة المتحدة.
ونعود للتساؤل مرة أخرى؛ هل تتخذ المؤسسات الأوروبية موقفاً حازماً من جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات التابعة لها بشكل أو آخر، أم تبقى هذه التقارير يتم تداولها في وسائل الإعلام؛ ليستفيد منها اليوم المتطرف في حملاته الانتخابية؟ سننتظر لا عما ستؤول إليه الأمور.