تداولت صحف روسية من جديد اسم العميد في قوات النظام “سهيل الحسن” كبديل محتمل لرأس النظام الحالي “بشار الأسد”، وذلك مع تراجع العمليات القتالية على مستوى عموم البلاد بين المعارضة والنظام، وسيطرت الأخير على مساحات واسعة من سوريا.
وخلال تداولها لخبر احتمالية أن يكون “الحسن” رئيساً مستقبلياً محتملاً بدعم من إدارة الرئيس “بوتين”، جددت الصحف تركيزها على الميول الجنسية للجنرال المعروف بقيادته للكثير من المعارك ضد قوات المعارضة، مشيرةً إلى الشكوك التي تحوم حول مثليته الجنسية، معتمدة على بعض الصور التي تداولتها وسائل الإعلام خلال السنوات الماضية والتي تظهر الضابط بصحبة شبان في وضعيات مثيرة للشبهة.
وتساءلت الصحف في تقاريرها عن مدى الجرأة التي قد يتمتع فيها العميد “الحسن” ليعلن رسمياً عن ميوله المثلية وبشكل علني، مشيرةً إلى أن شخصيتة وتوجهاته تلائم التوجه الروسي في سوريا على الأقل خلال السنوات القليلة التي ستلي الحرب.
إلى جانب ذلك، أشارت الصحف في ترجيحاتها إلى أن الضابط تمتع بإعجاب وصفته بالشديد من قبل القيادة الروسية خلال إدارته للمعارك، كما اكتسب من “وجهة نظرها” سمعة حسنة بفضل تكتيكاته العسكرية، التي منحته فرصة التقدم والترقية من ضابط مغمور إلى قيادي من الصف الأول في جيش نظام “بشار الأسد”.
كما استشهدت الصحف الروسية في تأكيد توقعاتها على ما تدولته بعض وسائل الإعلام الغربية وتحديداً الفرنسية منها، مشيرةً إلى أن صحيفة “لوموند” تناولت في إحدى مقالاتها أن استبدال “الأسد” بالجنرال “الحسن” سيساعد في تخفيف التوتر والاحتقان في سوريا.
وكان العميد “سهيل الحسن” صاحب النظريات “غير الفضائية المفهومة” كما يلقبه السوريون وتحديداً نظرية “أعداء العالم”، قد ظهر خلال الأشهر الماضية برفقة حراسة روسية مشددة، ما اعتبره الكثير من المحللين السوريين والعرب مؤشراً على دورٍ كبير قد يلعبه الرجل في مستقبل سوريا، لافتين إلى أن هذه الحراسة تؤكد قلق روسيا من إمكانية تعرضه للتصفية.
كما زادت التوقعات والتكنهات حول دور “الحسن” المستقبلي بعد اجتماعه بالرئيس الروسي “فلاديمير بوتن” إلى جانب الأسد، كالشخصية العسكرية الوحيدة في النظام التي حظيت بتلك الفرصة، إلى جانب تقليده العديد من الأوسمة العسكرية الروسية في قاعدة حميميم.
ويعود آخر ظهور ميداني للجنرال “الحسن” داخل ساحات القتال، إلى العام 2018 بالتزامن مع توقيع المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية اتفاق مصالحةٍ، يقضي بدخول قوات النظام إلى المنطقة، حيث ظهر على أطراف الغوطة وسط حراسة روسية مشددة.
“سهيل الحسن” أحد أبناء الطائفة العلوية من مواليد 1970 ويلقب بـ”النمر” في أوساط الموالين للنظام، وهو يشغل حاليا منصب قائد إحدى أهم تشكيلات النظام العسكرية بعد أن رقي إلى رتبة عميد.
تخرج من أكاديمية القوات الجوية العربية السورية في عام 1991، وخدم في العديد من الوحدات التابعة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي، ثم انضم إلى دائرة الاستخبارات التابعة للقوات الجوية أو ما يعرف بـ”المخابرات الجوية” سيئة الصيت في سوريا والمتهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال سنوات الثورة، حيث كان مسؤولا عن تدريب عناصر قسم العمليات الخاصة.
خلال الحرب الأهلية السورية، خدم “الحسن” في العديد من المناطق وقاد قواته خلال عدة اشتباكات كبرى، بما في ذلك عملية نجم سهيل ومعركة حقل غاز الشاعر، وهو جزء من الجيل الجديد من قادة النظام العسكريين الذين برزوا في سنوات الحرب.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.