تلقت حركة النهضة التونسية المقربة من جماعة الإخوان المسلمين، ضربة موجعة من حليفها رئيس حكومة تصريف الأعمال وزعيم حزب تحيا تونس “يوسف الشاهد”، وهي الضربة التي قد تودي بجهودها الرامية لتشكيل الحكومة التونسية المتعسرة أصلاً، حيث أعلن حزب “الشاهد” أنه سينضم إلى المعارضة في البرلمان التونسي.
أمين عام الحزب “سليم العزابي”، أكد في تصريحات صحافية، أن المكان الطبيعي لحزبه الحاصل على 14 مقعدًا في البرلمان خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة هو المعارضة، في إشارة إلى اتخاذه قراراً بعدم الدخول بإئتلاف حكومي مع حركة النهضة، التي يبدو أنها باتت قريبة من إعلان فشلها بتشكيل الحكومة، لا سيما مع اقتراب انتهاء المهلة الدستورية.
خبراء سياسيون تونسيون من جهتهم، اعتبروا إعلان حزب “تحيا تونس” منعطفاً مفصلياً في مستقبل الحركة السياسي، لافتين إلى أن الحركة باتت أمام خيارين إما القبول بانتخابات تشريعية مبكرة قد تفقدها الإغلبية الضئيلة التي حققتها في الانتخابات الأخيرة، أو التنازل عن فكرة تولي رئاسة الحكومة ومنحها لشخصية مستقلة أو حزب سياسي يحظى بتوافقية أكبر.
ولفت الخبراء إلى أن الحركة مطالبة اليوم بتغليب المصلحة الوطنية على أجنداتها أو سياستها، خاصةً وأن إجراء انتخابات نيابية مبكرة سيعطل العمل الحكومي ويؤخر الكثير من المشاريع، مؤكدين أن تمسك الحركة بتشيكل الحكومة يعني المزيد من الضبابية السياسية.
وكان مراقبون تونسيون، قد شككوا في وقتٍ سابق بقدرة حركة النهضة المقربة من الإخوان المسلمين؛ على تشكيل حكومة ائتلافية بعد حصولها على 52 مقعداً من مقاعد البرلمان التونسي.
وأرجع المراقبون توقعاتهم إلى حالة النبذ السياسي التي تعاني منها الحركة في الوسط التونسي، لا سيما الأحزاب الليبرالية، مشيرين إلى أن الأغلبية التي حصلت عليها في البرلمان ارتبطت بانخفاض نسبة المشاركة بالانتخابات التشريعية.
وأضاف المراقبون: “لو زادت نسبة المشاركة لكان المشهد قد اختلف بشكلٍ أو بآخر، خاصة وأن الحركة استخدمت الدين لتحريض أنصارها للمشاركة في الانتخابات، مقابل مقاطعة شريحة واسعة من التونسيين”.
مشيرةً إلى أن الأغلبية التي حصلت عليها لا تعني قدرتها على تشكيل الحكومة دون الحصول على موافقة الأحزاب الأخرى، ما يعني أن الأغلبية تلك تعتبر بحكم المعدومة وغير المؤثرة، على حد قولهم.
إلى جانب ذلك، رجح المراقبون أنه حتى في حال لو تمكنت الحركة من تشكيل حكومة بالاتفاق مع مجموعة من المستقلين أو التيارات الدينية الأخرى، فإنه ستكون هشة ولن تكون قادرة على الصمود في وجه أي عثرة تواجهها ما سيعجل بسقوطها.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.