تبدو الحكومة القطرية مصرة على التواصل في مسلسل الانهيار داخل الصف العربي، معولة على أدواتها وأموالها لإحداث أكبر قدر من التخريب وتعطيل محاربة التنظيمات الإرهابية الموالية لإيران، وعلى رأسهم ميليشيات الحوثي في اليمن، إذ أفادت مصادر سياسية يمنية، بأن تنظيم الإخوان المسلمين، بدأ بدعم من الحكومة القطرية، بتنفيذ مشروع يهدف لتشكيل كيانات مسلحة في مدينة تعز، معادية لتحالف دعم الشرعية، وذلك بالتزامن مع العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش اليمني ضد الميليشيات الانقلابية الحوثية على أطراف المدينة.
المخطط الإخواني يديره، القيادي في التنظيم، “حمود سعيد المخلافي”، المقيم في العاصمة العمانية، مسقط، والذي تولى مهمة تجنيد أعداد من الشبان في المدينة تحت مسمى “الحشد الشعبي” في منطقة بني شيبة في الحجرية جنوب تعز، بالإضافة إلى معسكر آخر في مديرية المعافر.
كما كشفت صحيفة العرب- اللندنينة، عن معسكر “يفرس”، الذي لا يزال قيد التجهيز واستقبال المجندين الجدد الذين تقوم بحشدهم دوائر حزب الإصلاح في مديريات تعز المختلفة، مشيرةً إلى أن التنظيم الإخواني بدأ في إعداد ملفات عسكرية للمجندين، لتحويل التجمّعات الميليشياوية إلى ألوية عسكرية.
في عام 2017، عندما أعلنت قيادة التحالف العربي، إنهاء مشاركة قطر في التحالف، وضحت دول التحالف بقيادة السعودية أنها قررت إنهاء هذه المشاركة بسبب ممارسات قطر التي تعزز الإرهاب، ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها “القاعدة” و”داعش” وتعاملها مع المليشيات الانقلابية في اليمن.
وهذه أحداث وتطورات تتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب، فقطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، لدعمها الجماعات الإرهابية والترويج لأفكارها عبر وسائل الإعلام القطرية.
قطر، ومن خلال ذراعها الرئيسية في اليمن؛ حزب الإصلاح الإخواني، وحسب مراقبين، هي التي مكنت الحوثيين من السلطة وجعلت منهم قوة سياسية وعسكرية، وحين رفض القيادي محمد قحطان هذا التحالف القطري الإخواني الحوثي ولتبرير لقاء عبدالملك الحوثي مع محمد اليدومي رئيس الحزب.
إلى جانب ذلك، أوضحت المصادر في تصريحاتها لجريدة العرب- اللندنية، إلى أن الحكومة القطرية، تولت مسؤولية تمويل المشروع الإخواني ودفع رواتب المجندين وتوفير احتياجات المعسكرات، لافتةً إلى أن المجندين سيخضعون لدورات عسكرية وعقائدية معادية لدول التحالف العربي.
تزامناً مع تصاعد الحملة العسكرية والإعلامية التي يقوم بها الإخوان لإحكام السيطرة على المحافظة وإقصاء التيارات السياسية الأخرى التي لازالت تشكل عائقا أمام استكمال مخطط التمكين الإخواني في المحافظة.
تزامناً، أشارت تقارير حقوقية إلى عمليات تهجير منظمة استهدفت صحافيين وإعلاميين تحت لافتة مناطقية ولعدم انتمائهم للمحافظة، في حين أكدت مصادر إعلامية وحقوقية يمنية فقد أقدم الجهاز الأمني للإخوان في تعز على اختطاف عدد من الإعلاميين والناشطين من بينهم الناشط الناصري “جميل الشجاع” قبل نقله إلى سجن الشرطة العسكرية.
كما قام الجهاز الأمني بملاحقة الناشط والصحافي الناصري “جميل الصامت”، فيما أعلن الصحافي اليمني “يحيى البعيثي” في حسابه على فيسبوك أنه تم إبلاغه بأنه غير مرغوب فيه في تعز وأنّ عليه مغادرة المحافظة.
وكانت حملة الاعتقالات والتحريض الإعلامي ضد المعارضين لسياسة الهيمنة الإخوانية في تعز مع تصعيد عسكري في بعض المناطق التي تتواجد فيها وحدات من اللواء 35 مدرع الذي تم اغتيال قائده “عدنان الحمادي” من قبل عناصر تابعة للإخوان، كما هاجمت عناصر مسلحة تابعة للإخوان نقاطا عسكرية للواء، كما أرسلت قيادة محور تعز لجنة إلى جبل صبران في مديرية التربة لانتزاع مواقع اللواء35 بحجة تسليمها للشرطة العسكرية.