تتواصل حالة القلق والفوضى الأمنية التي تشهدها الصومال منذ عقود، ورغم تأسيس الحكومات المتلاحقة.. تبقى البلاد تعاني من هجمات حركة الشباب الصومالية المصنفة إرهابيًّا والمنتمية لفكر الجماعات المتشددة والتكفيرية.
وتشارك قوات دوليّة في مهمات حفظ السلام في الصومال، عبر التصدي لنفوذ وانتشار حركة الشباب التي لجأت لحروب استنزاف وهجمات متكررة في البلد الذي يشهد حروبًا أهلية مستمرة منذ سقوط نظام سياد برّي عام 91.
وهاجمت حركة الشباب الصومالية، يوم الأربعاء، قاعدتين عسكريتين صوماليتين، ليصدها الجنود في القاعدتين بدعم من قوات الاتحاد الأفريقي، وفقًا لمسؤول في الجيش الصومالي.
ونفذ انتحاري كان في سيارة مفخخة أحد الهجومين، فسلكت سيارته جسرا يؤدي إلى قاعدة “قريولي” الواقعة على بعد 95 كلم غرب مقديشو ثم فجر نفسه. وقبل ذلك هاجمت حركة الشباب، المرتبطة تنظيم القاعدة، قاعدة عسكرية أخرى على بعد 30 كلم من ذلك الموقع.
وقال محمد آدن، القائد العسكري في مدينة مجاورة: “الإرهابيون شنوا هجوما ضد قاعدتين.. لكن عناصرنا قاموا بصدهم”، مضيفا: “تعرضت حركة الشباب لخسائر فادحة هذا الصباح، وبات الجيش يسيطر حاليا على الوضع في المنطقتين”.
من جهتها، قالت وسائل إعلام صومالية محلية إن 10 جنود حكوميين قتلوا خلال هجوم حركة الشباب الإرهابية، اليوم الأربعاء، على قواعد عسكرية للجيش في منطقتي “قريولي وعيل سليني” في إقليم شبيلي السفلي.
وفقًا لوسائل الإعلام، فإن المسلحين بدأوا هجومهم على قاعدة عسكرية للجيش الصومالي في مدينة قريولي بإلقاء القنابل، تبعها قتال عنيف مع القوات الحكومية، واستولوا لفترة وجيزة على قاعدة عسكرية جنوب غربي مقديشو.
وأعلنت حركة الشباب الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم على موقع “ميمو” التابع لها على الإنترنت، قائلة: “إن القوات الصومالية تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وعناصرها استولوا على منطقة قريولي”.
وأكد قادة في الجيش الصومالي عدم صحة بيانات الحركة “الإرهابية”، وأشاروا إلى أنهم ردوا الإرهابيين على أعقابهم، ولا تزال القوات في مواقعها.
وقال ” نور أحمد ” الضابط بالشرطة الصومالية في مدينة أفجويى في شبيلي السفلى: “هجوم الشباب الإرهابية فشل في تحقيق أهدافه، وكبدنا الحركة الإرهابية خسائر فادحة”.
القوات الأمريكية، تشارك من جهتها في التصدي لهجمات الحركة المختلفة، فقد تمكنت قيادة الجيش الأمريكي في أفريقيا “أفريكوم” من تدمير موقع لحركة الشباب الإرهابية بغارة جوية في مدينة جلب بإقليم جوبا الوسطى جنوبي الصومال يوم الاثنين الماضي.
وأشارت القيادة الأمريكية، إلى أن سلاح الجو الأمريكي قام بنقل إحدى قاذفاته من طراز B-52 Stratofortress قبالة سواحل شرق أفريقيا، في مهمة تدريبية، التي حلقت في أجواء الصومال.
وأكدت قيادة “أفريكوم” أن تحليق الطائرة في شرق أفريقيا هو مثال على الشراكة الأمريكية والالتزام والتصميم والامتداد العالمي، لافتة إلى أن ذلك يوضح استمرار واشنطن في ممارسة الضغط على “الشباب” وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وشددت على أن الطائرة المحلقة من طراز B-52 تم تصويرها في 15 من فبراير/شباط الجاري بالقرب من جزيرة كوياما الصومالية، حيث ظهرت في جنوب مدينة كسمايو، عاصمة ولاية جوبالاند.
وعلقت صحيفة “صومالي تايمز” أن تحرك الطائرة فوق الأجواء الصومالية جاء كاستعراض قوة تجاه الإرهابيين الصوماليين الذين يقومون بهجمات منتظمة ضد أهداف كينية وأهداف أخرى والتي كان آخرها الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية.
يذكر أن التطورات الأخيرة، جاءت بعد شهر من هجوم حركة الشباب العنيف، على قاعدة جوية كينية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.