أعلن وزير الخارجية الجزائري، “صبري بوقادوم”، عن دعم بلاده لإصدار قرار قاضي بعودة النظام السوري، إلى الجامعة العربية، بعد تسع سنوات من تجميد عضويتها، بسبب الانتهاكات التي تعرض لها المتظاهرون السلميون خلال الأيام الأولى من الثورة السورية.
ودعا “بوقادوم” مجلس جامعة الدول العربية إلى إنهاء تجميد عضوية سوريا، وإعادة تمثيلها مجدداً في اجتماعاتها ونشاطاتها، في خطوة فجرت انتقادات لاذعة للحكومة الجزائرية الجديدة، معتبرين أن مطالبتها بعودة النظام إلى الجامعة العربية، هو امتداد لسياسات النظام الجزائري السابق، وأنه دليل على أن ما حصل خلال الانتخابات الرئاسية الماضية هو إعادة انتاج لنظام بوتفليقة بكامل سياسته الداخلية والخارجية.
وخلال تصريحات صحافية، رأى الوزير الجزائري أن ما وصفه بـ “غياب سوريا” قد أضر بالجامعة والعرب، موضحاً أن موقف الجزائر واضح وحاسم لجهة وجوب عودة سوريا للجامعة، متجاهلاً حالة التحالف الاستراتيجي، التي تربط نظام “بشار الأسد” بالنظام الإيراني، الذي يمثل أكبر تهديد للأمن القومي العربي، من خلال رعايته لعشرات الميليشيات الموالية له والتي تقاتل على الأراضي العربية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان.
وتستعد الجزائر حالياً، لاستضافة القمة العربية المقبلة في دورتها الـ32، الأمر الذي شجع النظام الجزائري الجديد، على مواصلة دعم النظام للعودة إلى الجامعة، وهي الخطوة التي يسعى من خلالها نظام “بشار الأسد”، لإعادة تأهيل وانتاج نفسه على الساحة العربية والإقليمية، كمقدمة للعودة إلى المحافل الدولية، بحسب محللين سياسيين.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عام 2011، عضوية سوريا، وذلك بعد اندلاع الأزمة السورية في مارس من العام نفسه، وبقي المقعد شاغراً في كل الاجتماعات، ما عدا اجتماع القمة في آذار 2013، حيث شغل المقعد رئيس الائتلاف آنذاك معاذ الخطيب.