الحلقة الأولى: الطيب تيزيني موذّن حمص وفليسوف العرب
من “الصومعة” إلى “التراث والثورة”.
رجل يمشي على قدميه ليداهمه النسيان والبكاء.
في البداية أحب أن أسألك سؤالاً: تُعشق المدن كما تُعشق النساء يا دكتور، وأنت تنقَّلَتَ في مدن عدَّة، وكانت البداية حمص ثم تركيا فبريطانيا فألمانيا فدمشق ومن ثم العودة إلى حمص.
كيف ترى حمص من قبل ومن بعد؟ وما الذي أعطته لك كل مدينة على الصعيدين الشخصي والمعرفي؟
-د.تيزيني: حقيقة، حمص في حياتي هي المبتدأ والمنتهى، وهذا لا يعني إغفال حق المدن الأخرى التي زرتها وأخذت كثيراً منها وخصوصاً النمسا وبرلين، كانتا مدينتين مهمتين في حياتي لكن حمص -على ما هي عليه- طبعت هذه الزيارات كلها بطابعها، فوجدت نفسي أزور حمص فيها مرات ومرات متعددة في مدن متعددة، هذا ما يجعلني أشعر بشيء من الأسى، أنَّ حمص كانت وما تزال تعاني شظايا هذا العالم.
حمص قصيدة، قصيدة نغنيها معاً نحن الحمامصة
لكنك غنيتها بتفرّد؛ قيل إنك تجيد الغناء، وتجيد الأذان، وقيل إنّك تنشد حمص كشاعر قبيلة، وتفكر وكأنَّك رأس الحكمة.. حدثني لو سمحت عن صوتك ونشيدك وأذانك منذ البداية.
-د.تيزيني: البيئة التي نشأت فيها كانت فعلاً بيئة منفتحة على كثير من التوجهات الثقافية العامة، منها الأدب والفلسفة والفن بما فيه الغناء فكانت بداياتي ضمن مكان لطيف هو بيتنا في حمص الذي تعرفت من خلاله إلى كثير من الناس كانوا أصدقاء للوالد أو أصدقاء لإخوتي، ومن ثم حملت هذا كله بشكل من الأشكال، هنا قليل، هنا أكثر لكن حمص بما هي عليه أعيشها وستبقى مدينتي التي أعيش فيها قلباً وقالباً.
هل بدأتَ بداية دينية؟
-د. تيزيني: نعم كانت بدايتي دينية، كان الوالد متديناً، لكن تدينه كان حالة جديدة بالنسبة إلى الحي الذي سكنت فيه على الأقل، حالة جديدة كان صريحاً واضحاً يتكلم بوضوح وبثقة تامة وهذا قاده إلى مشارف واسعة من التغيير الذي ألمَّ بأفكاره، بحيث أصبح غير ماكان عليه، لكنه بقي الوالد، بقي مصطفى التيزيني، كان يحاجج الجميع، شجاعاً في نزالاته هنا وهناك واكتمل الموقف حين تحول بيتنا إلى قِنَاق بالتركية، (القناق هو المنزول أو الصالون الأدبي بلغة اليوم).
-في الحقيقة نشأت في هذا (الصالون)، كان يوجد في هذا الصالون أناس كنت أسمع بهم لكن لا أعرفهم، التقيت بهم كلهم هناك، مثلاً الشيخ طاهر الرئيس، اعذرني فقد بدأ النسيان يداهم ذاكرتي بسبب الأحداث التي أعيشها، حالتان تداهماني حالياً هما: النسيان والبكاء، فالشيخ طاهر الرئيس، والرئيس، رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي.
الرئيس الجليل؟
د. تيزيني: نعم الرئيس الجليل الذي أحببته كثيراً لوضوحه وصراحته وتواضعه، وأحببت الشيخ طاهر الرئيس لوضوحه في أفكاره وشجاعته، وكان هنالك كثيرون منهم الخوري عيسى أسعد، وكان علامة فارقة في حياتي، وفي حياتي من كان يحضر إلى هذا القِناق، تعلمت كثيراً خصوصاً التواضع وبعد التواضع عرفت أن بعض الأفكار التي نأخذ بها ليست وحيدة، فهناك عالم آخر من الأفكار، هذا جعلني أتواضع كثيراً في أفكاري، فما سمعته هنا من أفكار قد يكون هناك شيء آخر أهم منه، وعلى هذا النحو مشيت ووصلت إلى محطات كثيرة، ولم أتوقف وما أزال على هذا الطريق.
أمشي.. لأرى ما لا أراه؛ وأسمع ما لا أسمع
-د. تيزيني: وهذا ولَّد عندي مهنة المشي، لا أتمنى أبداً أن أركب سيارة أو واسطة نقل أخرى، أريد أن أمشي، لأتعرف إلى العالم، إذ هو ما ولَّد عندي نزعة بقيت حتى الآن تؤذيني أحياناً ولكني أصبرُ عليها. إن المشي حالة فريدة من التعلم والتعرف إلى الحياة لأرى ما أراه وأسمع ما أسمعه وأنا أسير وأتحرش في حالات كثيرة بكثيرين، خصوصاً الفقراء، أتحرَّشُ بهم، أتحدث إليهم، أمشي معهم وأتعلَّمُ منهم، وهذا ولَّد حالة حزينة وفرحة، أعيشها دائماً ولم تقف، هي دائماً قائمة في حياتي بحيث إني في حالة أدعو نفسي بها: المُتعلم الدائم، وهذا يُشرِّفني، حتى في ما أنا عليه الآن.
اسمح لي أن أنتقل بك من المشي على القدمين وعيش الحياة إنساناً طيباً ينتمي إلى الناس الذي هو منهم، إلى المسير، مسيرتك الفكرية والسياسية، وقبل أن ندخل في مشروعك الفكري والفلسفي أود أن أسألك عن نشاطك السياسي خصوصاً أنك صرحت لجريدة الراية بما يأتي: “لقد ساهمت في بعض الأحزاب اليسارية التي نشأت في سورية مدّة زمنية، كنتُ بعدها أعود إلى العمل الفكري خصوصاً بصيغة الفكر السياسي”. ماهي هذه الأحزاب اليسارية؟ وماهي الآلية التي دفعت بك من السياسي إلى الثقافي والمعرفي؟
-د. تيزيني: هذا منعطف كبير في حياتي، نشأت في حمص منبت السياسة والثقافة، ما يعني أن حمص كانت مركزاً سياسياً وثقافياً مهماً لسورية.
-د. تيزيني: نعم. برجالاتها وبمجموعاتها الشبابية التي ولَّدت حالات لا تُنسى، وهي ما زالت حتى الآن على الرغم من الأحداث كلها التي مرَّت بها. دخلتُ إلى الحياة في حمص عبر السياسة حينما كانت تخرج تظاهرات من المدارس بمناسبات عدة منها عيد الاستقلال عيد المدينة.
قبل ذلك يا دكتور كانت هناك تظاهرات ضد الاستعمار الفرنسي، هل ساهمت فيها؟
-د. تيزيني: نعم ساهمت فيها مباشرة، كنتُ أعيشُ هذه الحالة بصورة مباشرة، الكفاح ضد فرنسا كان شيئاً أخذته من كثير من الناس في حمص، خصوصاً من مؤذن كان يؤذن في حيي باب الدريب وهو حي معروف، كان هناك مؤذن في جامع يؤذن أذاناً دينياً وكان يقدم مداخلات سياسية، حالة طريفة، ولدَّت عندي شوقاً أن أتعلم، هذا الذي سمعته إلى درجة أني تحولت باتجاه الأذان ومارسته مرَّات ودخلت الجوامع وتعرَّفتُ إلى المصلين وأحببت كثيرين منهم وصاروا أصدقاء لي، حتى المعمّرين منهم أحببتهم وأحببت صفاءهم وطيبهم وسلامة عقولهم وحاجتهم إلى مزيد من الفكر، وهذا كان دافعاً عميقاً في حياتي. الشيخ طاهر الرئيس والشيخ …
نديم الوفائي؟
-د. تيزيني: نعم نديم الوفائي والشيخ عبد السلام شيخ الحي والجامع.
عبد السلام عيون السود؟
-د. تيزيني: لا.. الشيخ عبد السلام….. لا أعرف. كان إمام جامع حيي وكان عنده تجمع للأطفال يتعلمون عنده كان يسمى الكُتَّاب. تخرجتُ من عند الشيخ عبد السلام الفقير البائس النبيل، كان يُعطي كثيراً، وأحببته، أحببت أن أراه دائماً فدعوته إلى بيتنا فاكتشفت أن هناك علاقة بين والدي وبينه، فزاد حبي له، وفي هذا الطريق تعرفت إلى مصلين من طراز هذا الشيخ.
أرحنا يا بلال
كان النبي يقول لبلال: أرحنا بها يا بلال، فيؤذن بلال، وأنت أذنت لتريح أهل حيك بالصلاة، بعدها أذنت أذاناً آخر، أذان العمل السياسي لتريح الناس الفقراء والمعدمين وأصحاب الحاجات المختلفة.
ما هي الأحزاب السياسية التي انتميت إليها في ما بعد؟ هل عملت في السياسة حقاً؟
-د. تيزيني: عملت على مدى السنين التي استغرقتها في تعلُّمي حتى ما بعد الثانوية، كنت نشيطاً جداً.
في الحزب الوطني؟
-د. تيزيني: في حزب الشعب والحزب الوطني ومن حزب الإخوان المسلمين تعرفت إلى رئيسه الشيخ مصطفى السباعي، وكنت أتمنى أن أسمعه دائماً في الجامع الكبير في حمص، تعرفت إليه وكان شخصية فذة، كان مستنيراً وشجاعاً، أخذت كثيراً منه، تعرفت إليه شخصياً، والتقيته مراراً، وعن طريقه تعرفت إلى الآخرين من الأحزاب الأخرى، الأحزاب كلها التي كانت موجودة في حمص.
الحزب الشيوعي السوري؟
-د. تيزيني: الحزب الشيوعي السوري وحزب الشعب والحزب الوطني وحزب الإخوان المسلمين.
هل انتميت إلى الحزب الشيوعي السوري؟
-د.تيزيني: نعم. انتميت إلى هذا الحزب، اقتنعت به لشعاره الأساسي: “ياعمال العالم اتحدوا” فقد كنت أحب الناس وما أزال أملك هذا الحب الذي يمنحني كثيراً من الحياة.
على الصعيد الشخصي، ماالذي نقلك في السياسة، من الاتجاه الديني إلى الاتجاه الماركسي- المادي الجدلي؟
-د. تيزيني: كنت أعيش في حالة يقظة دائمة، أتأثر بكل شيء أعيشه مجدداً، كان هذا القِنَاق الذي أسسه والدي قد احتوى مجموعة من الناس البسطاء المتدينين الخيّرين وأيضاً المُتَحزِّبين، فأخذت موقفي من هذا القِناق الذي جمع من الأطياف كلها، وأذكر أن الشيخ طاهر الرئيس، علَّمني أن الدين الإسلامي منفتح وعليك أن تتعلَّم من الجميع كما تعلَّم هو، كان يُعلمني أنه تعلَّم من الكل كما كان الرسول صلى الله عليه وسلَّم، فأخذت هذه الأفكار البسيطة الأولى وتمثَّلتها، فدخلت الحزب الشيوعي لأنه كان يرفع شعار الكادحين: “ياعمال العالم اتحدوا” وكنت أرى نماذج لهؤلاء العمال البسطاء فقراء في الشوارع في حيي، أحياناً لا يملكون ثمن خبزهم فتأثرت بهم كثيراً وأصبحت صديقاً لمعظمهم، صديقاً شخصياً، وهذا ولَّد عندي حالة منفتحة على الجميع، على كل من أراه، أتمنى أن أتعرَّف إليه، وما إن أتعرَّف إليه وأصارحه، أقول له: أريد أن أعرفك أنا فلان، من أنت؟ حدثني كيف تعيش؟ كيف تفكّر؟… إلى آخره، هذه الحالة ما أزال أعيشها لكني الآن أعيشها بصيغة مأسوية، في كل حال هذا المشوار مفتوح وفتحَ لي ما فتح، وبهذه المناسبة أقول: تعلَّمت القرآن الكريم وحفظت قسماً كبيراً منه، هناك مثلاً سورة النصر
إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
سورة بديعة تعلمتها مع الناس، وتعلمت من الناس واكتشفتهم واكتشفوني… إلى آخره. يعني أخذت من الجميع، خصوصاً من كان يأتي إلى قِناق آخر كان قد فتحه أخي عبد الودود، عبد الودود يكبرني سناً، كان شاباً رائعاً مليحاً.
أخوك شقيقك؟
-د. تيزيني: نعم شقيقي، كان نشيطاً يعمل في الصحافة، ففتح قناقاً ثانياً فأخذت شيئاً جديداً لم أسمع به سابقاً إلا بصيغ بسيطة أولية، كان هناك من الناس من تعلمت على أيديهم، منهم: نصوح الفاخوري هذا الإنسان البديع الذي علَّمني كثيراً، وهناك محي الدين الدرويش و.. وأنا مصاب بالنسيان الآن، لكن كان هناك في حينها أسماء بديعة، الأستاذ درويش.. الذي…
تقصد الأستاذ محي الدين الدرويش الذي عمل على إعراب القرآن الكريم؟–
-د. تيزيني: نعم، كان أستاذاً في اللغة العربية والأدب العربي، وهناك نصوح فاخوري وأخوه…
أخوه رفيق فاخوري.
في ذلك القناق تعرفت إليه .. قُتل في تركيا–
-د. تيزيني: نعم، رفيق فاخوري هذا الإنسان الكبير الذي توفي.
توفي في تركيا؟
-د. تيزيني: نعم قُتل في تركيا في حادث سيارة، يعني نخبة حمص المبدعين الرائعين الطيبين تعرفت إليهم في هذا القناق الثاني والقناق الأول، وما زلت أفكر فيهم، وأتذكر أسماءهم، أحياناً أتعب في التذكر، لكني طامح إلى أن أستعيد الذكريات كلها معهم.
دكتور طيب، انتقلتَ من الدين الذي كان يمثل لك مفهوماً ما عن المحبة والعدالة الإلهية، إلى الماركسية التي تعني العدالة الاجتماعية. ذهبتَ إلى الماركسية عبر الحزب الشيوعي السوري، لنقف قليلاً عند الماركسية؛ الماركسية هي النظرية الصحيحة كلية القدرة لكونها قدمت مقولات، أما اللينينية فهي التطبيق الخلَّاق للماركسية في روسيا حصراً حيث قدّمت موضوعات. السؤال ذو شقين:
هل تظن أن لينين لوى عنق حقيقة المادية التاريخية، حيث نجحت ثورة البروليتاريا في بلد لاتشكل فيها البروليتاريا أغلبية طبقية كما في أوروبا البرجوازية؟
هل تظن أن الموضوعات اللينينية أضرَّت ببرامج الأحزاب الشيوعية في مناطق عدة من العالم وخصوصاً في منطقتنا العربية؟
ويتفرع عن هذا السؤال استفسار بسيط: هل تظن أن ملاحظات السوفيات حول تصويب أعمال الأحزاب الشيوعية قد أضرَّت بها، أي بهذه الأحزاب (مثلاً ملاحظات السوفيات في حل قضايا الخلاف في الحزب الشيوعي السوري) ثم إن بعض الرؤى وأساليب النضال المفروضة على هذه الأحزاب جعلتها فاشلة لا تنتمي إلى واقع بلدانها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي (مثلاً موضوعة طريق التطور اللارأسمالي)؟.
-د. تيزيني: أولاً المسألة لدى لينين تبدأ في أنه سار في طريق معقد، روسيا كانت عامرة بالحركات السياسية وبالاضطرابات.
صحيح أحداث وثورات في عامي 1905 و 1907
-د. تيزيني: نعم، وظهر كما لو أن هناك حركة عمالية ناضجة قيد الواقع، ومن ثم جاء لينين ليحصد الثمار، أظن أن البدء في أن لينين نفسه وقع في شبهة بسيطة هي ظنه أن بروليتاريا روسيا أصبحت في موقع الثورة.
أي إنها أصبحت ناضجة ومتميزة طبقياً وقادرة على قيادة الدولة والمجتمع؟
-د. تيزيني: نعم، هذا في ظني، أنا لا أؤكد ذلك تماماً لكن أطرح موضوعات، أن البروليتاريا الروسية لم تكن قد دخلت مرحلة نضج ثوري كان هناك بروليتاريا لكنها كانت في مراحلها الأولى وكانت بحاجة أكثر إلى مزيد من التطور والتقدم والتحرك سياسياً، فعقد الرهان عليها كان مبكراً ربما.
ربما لأن لينين لديه صفات القائد التاريخي، وهنا نتذكر دور الفرد في التاريخ، وهذا ماتحدث عنه بليخانوف في أحد كتبه.
-د. تيزيني: نعم، يمكن للفرد أن يلعب دوراً كبيراً، لكن هذا الدور مرهون بحالة تتقبله وتستجيب له وتتحول باتجاه الأعلى والأعلى، أظن أن هذا الأمر لم يصل إلى حالة النضج، النضج البروليتاري الذي سمعنا عنه لاحقاً في أوروبا، أوروبا الثورات العمالية وحتى الآن في البلدان الرأسمالية، كان هو البدء اللينيني في روسيا الذي كنا نظن أن لينين بشخصيته الفذة في حينه سوف يعوضها بطريقة ما، هذا محتمل أحياناً في حالة أو أخرى، لكن اتضح أن الأمر لا يمكن أن يتجاوز عقر الباب، يعني لا يخرج من هذا الباب إن لم يكن قد نضج بالحد الملائم.
نجحت الثورة في روسيا، لكني أظن أن تعميم نموذج نجاح الثورة في روسيا على الأحزاب الشيوعية لعب دوراً سيئاً خصوصاً في البلدان النامية
يعني أُخِذَت تجربة لينين، بوصفها التطبيق الخلَّاق للماركسية في روسيا، وعُمِّمت ونسيت قيادة موسكو أن كلّ أرض، كل دولة لها خصوصيتها الاقتصادية والاجتماعية والطبقية والثقافية، ومن ثم هي تحتاج إلى تطبيقها الخاص للماركسية، لا إلى استنساخ التجربة السوفياتية، ألا توافقني الرأي دكتور؟
-د. تيزيني: يعني، أوافقك إلى حد ما، الثورة الروسية قامت فعلاً بمعنى ما أولي، على البروليتاريا، لكن هذه البروليتاريا، أولاً لم تحقق تاريخاً، تاريخاً كافياً بالمعنى الزماني الذي يحقق تطورات على صعيد البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فكان البدء بهذه الثورة مبكراً، لذلك كان هنالك من لم يرغب في الانخراط بهذه الثورة، كان بعضهم يأخذون على لينين..
بليخانوف مثلاً
د. تيزيني: بليخانوف كان من هؤلاء، كان يرى أن الوقت لم يحن، وهناك فرصة أخرى يجب أن تمر بها هذه البلاد فلم يمشِ لا بالطاقة الخاصة بلينين ولا بالمستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في روسيا، يعني التاريخ لا يغفر لأحد إن تجاوز حدَّاً ما، درجة ما من درجة التطور، هذا يظهر حالياً أو لاحقاً..
في الحلقة القادمة .. الاتحاد السوفييتي والحزاب الشيوعية
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي.