في أول ظهور علني له افتخر كارلوس غصن كونه لبنانياً، معبراً عن امتنانه لبلده الأم “لبنان” على وقوفه بجانبه، في المحنة التي يتعرض لها.
فقد عقد رجل الأعمال اللبناني الشهير “كارلوس غصن” أول مؤتمر صحفي له منذ وصوله إلى بيروت قادماً من اليابان هرباً مما قاله أنه “ظلم واضطهاد”، بطريقة درامية، وقال غصن أمام عدسات الكميرات التي تجمهرت حوله في مقر نقابة الصحفيين البنانيين اليوم الأربعاء؛ “أنا فخور بكوني لبنانيا، وإذا كان هناك بلد وقف معي فهو لبنان . . . إنه اليوم الأول الذي أستطيع فيه أن أعبر عن رأيي بحرية، فعندما كنت مسجونا، كان من السهل قول أي شيء عن “لساني”.. أما اليوم فسأكشف الحقيقة كاملة”.
وفي المؤتمر الصحفي قال قطب السيارات اللبناني الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية، والبرازيلية، إلى جانب اللبنانية: “لم أهرب من اليابان، بل هربت من الاضطهاد الذي كنت أواجهه، وهذا كان القرار الأكثر صعوبة في حياتي . . . تعرضت لضغوط خلال التحقيقات في اليابان، وتم تهديدي بمضايقة عائلتي ولا يجوز أن يعتمد النظام القضائي على فكرة الانتقام”.
وأضاف “غصن” الذي يتابع العالم قضيته: “تم تجريدي من حقوقي خلال توقيفي في اليابان، وكنت في سجن انفرادي يتعارض مع القوانين الدولية والعدالة المصانة وفق مبادئ حقوق الإنسان”.
كشف غصن أن 3 أسماء من الجنسية اليابانية تورطوا في اعتقاله: تويودا، هيروتو سايكاو، وأولوما… إلى جانب أسماء من الحكومة اليابانية ولكنه لم يتطرق إلى ذكر أسماء المتورطين في الحكومة اليابانية لعدم تأثير ذلك على أي مسار أو مساعٍ للتحقيق يجريها لبنان.
وقال: “توقيفي خلال الأشهر الأخيرة جاء نتيجة خطة وضعها المديرون في شركة “نيسان”، وأشدد على أنني لست فوق القانون ولم أهرب من وجه العدالة بل من اللاعدالة ومن الاضطهاد السياسي”.
وخشي غصن أن يموت داخل السجون اليابانية كما قال في المؤتمر الصحفي، حيث قال إن المحامين أخبروه أن الأمر سيطول لنحو خمس سنوات قائلا: “أمضيت 130 يوماً في غرفة انفرادية، لا يوجد فيها نوافذ، لم أكن أعلم نهاري من ليلي، أخرج فقط 30 دقيقة في اليوم”.
وأوضح غصن الذي طالبت السفارة اليابانية في لبنان بتسليمه لها دون أن تلقى تجاوباً من قبل الحكومة اللبنانية: “كان يسمح لي بالاستحمام يومين بالأسبوع فقط، لم أحصل على الأدوية التي أحتاجها، ومنعت من التواصل مع عائلتي، كنت أخضغ للاستجواب 8 ساعات يوميا بدون محامٍ، وقيل لي إن المحاكمة ستستغرق 5 سنوات على الأقل في اليابان، فلم يكن لدي خيارات إما الموت في اليابان أو الهروب منها”.
وأضاف “كارلوس غصن”: “تم توقيفي بسبب تعويض لم يسدد لي بعد، وتم إصدار مذكرة توقيف بحق زوجتي بسبب إعلان وضعته قبل 9 أشهر”، كاشفاً عن لائحة التهم التي يمتلكها ضد الإدعاء الياباني على حد قوله: ” لدينا لائحة بكل التهم والتصرفات غير اللائقة التي قام بها الادعاء، وأحد محامي الدفاع عني في اليابان قال لي لا تظن أنه سيتم إلغاء هذه القضية لأن ذلك لم يحصل أبدا في تاريخ القضاء الياباني”.
واختتم رجل الأعمال العالمي كلامه قائلاً بحسرة: “كنت رهينة دولة خدمتها لمدة 17 عاماً وأعدت إحياء شركة، لم يكن من الممكن إعادة أحيائها”.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.