بعد أن استجلبت مختلف أنواع التدخل في البلاد، وزيادة ضراوة وتأثير تقدم قوات الجيش الليبي بقيادة الجنرال “خليفة حفتر “، تعمل حكومة السراج الليبية المحسوبة على الإخوان المسلمين، على محاولة كسب الولايات المتحدة إلى جانبها، عبر تقديم مغريات جديدة والتنبيه من التغلغل الروسي لاستثارة واشنطن.
ودعا وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق، الولايات المتحدة إلى إقامة قاعدة في دول شمال إفريقيا لمواجهة نفوذ روسيا المتزايد هناك.
وفي حديث لوكالة “بلومبرغ”، يوم الجمعة المنصرم، قال “فتحي باشاغا” وزير حكومة السراج، إن حكومة الوفاق اقترحت استضافة قاعدة، بعد أن وضع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير، خططًا لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في القارة وإعادة تركيز عمليات النشر عالميًا على مواجهة روسيا والصين
وتابع باشاغا: “إعادة الانتشار ليست واضحة بالنسبة لنا، لكننا نأمل أن تشمل إعادة الانتشار ليبيا، حتى لا تترك مساحة يمكن أن تستغلها روسيا.”
ولزيادة التخويف الموجه للأمريكان، تابع “باشاغا” محذرًا: “دعم روسيا لحفتر، كان جزءاً من مسعى أوسع للتأثير”
واستطرد وزير الوفاق قائلا: “الروس ليسوا في ليبيا فقط من أجل حفتر”. “لديهم استراتيجية كبيرة في ليبيا وأفريقيا”.
وعلل “باشاغا” استراتيجية موسكو قائلا: “ليبيا مهمة في البحر المتوسط: فهي تمتلك ثروة نفطية وساحلًا يبلغ طوله 1900 كيلومتر وموانئ تتيح لروسيا أن تنظر إليها كبوابة لأفريقيا”.
وأكمل: “إذا طلبت الولايات المتحدة قاعدة ، كحكومة ليبية ، فلن نمانع – لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وإبقاء الدول الأجنبية التي تتدخل عن بُعد. القاعدة الأمريكية ستؤدي إلى الاستقرار “.
من جهتها، أشارت وكالة بلومبرغ، إلى أنه في أواخر شهر يناير / كانون الثاني، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن الولايات المتحدة لن تسحب جميع قواتها من إفريقيا ، لكنه أقر بأن المراجعة جارية لمراعاة الاستراتيجية الجديدة التي تجعل مواجهة روسيا والصين هي الأولوية.
ولدى الولايات المتحدة ما يقارب 6000 جندي في إفريقيا ، بمن فيهم أولئك الذين يحرسون المنشآت الدبلوماسية، وفقًا لمسؤول دفاعي أمريكي.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ الرابع من أبريل/ نيسان من العام الماضي، معارك متواصلة بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات تابعة لحكومة الوفاق، شهدت تقدمًا كبيرًا لقوات الجيش الوطني واقترابها من مختلف مداخل العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها حكومة السراج المحسوبة على الإخوان والمدعومة تركيًّا.
وفي ذات السياق، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية استمرار الجمود في الأزمة الليبية، رغم التدخل الدبلوماسي.
ونوّه ممثل القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” الجنرال ستيفن ج. تاونسيند، خلال اختتام قمة القوات البرية الأفريقية، الجمعة، في العاصمة الإثيوبية، بمشاركة 42 دولة؛ إلى استمرار الجمود في الأزمة الليبية، رغم التدخل الدبلوماسي؛ حيث لم تشهد الأزمة تغييراً على أرض الواقع، مؤكداً أن بلاده تأمل في عودة الاستقرار لربوع القارة وازدهارها وفق ما نقلته، صحيفة العين الإخبارية.
وأكد الجنرال ” تاونسيند ” التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع أفريقيا، قائلاً: “أمريكا ما زالت نشطة في القارة الأفريقية وتلعب دورها البناء”.
وعبر ممثل القيادة الأمريكية في ” أفريكوم ” عن أمله أن تكون أفريقيا آمنة ومستقرة ومزدهرة من خلال القيادة الأفريقية والجيوش الأفريقية التي توفر الأمن الإقليمي.