ألقت الحكومة الفرنسية القبض على أحد من تظن أنه ضابط كان يتبع لفصيل “جيش الإسلام” الذي سيطر على غوطة دمشق في المدة ما بين عامي 2013 وحتى 2018 تقريباً، والمسؤول عن اختفاء الناشطة الحقوقية “رزان زيتونة” ورفاقها، فيما يقول آخرون من داخل الغوطة بأنها زيتونة قتلت مع رفاقها داخل الغوطة، بعد اختطافها مباشرةً.
حيث أعلن المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، والذي يتخذ من العاصمة الفرنسية “باريس” مقراً له، مساء اليوم الجمعة، عن إلقاء القبض على “مجدي نعمة” والذي كان يدعى سابقاً “إسلام علوش”، ويشغل منصب الناطق الرسمي السابق لجيش الإسلام، وذلك في يوم الاربعاء 29-1-2020 .
وقال المركز المعني بحرية التعبير داخل سوريا، أنه السلطات الفرنسية اتهمت “نعمة أو علوش” وبالتحدث- وحدة جرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس-، بإرتكاب جرائم حرب وجرائم التعذيب والإخفاء القسري، وبذلك تم فتح أول تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الجماعة المسلحة والتي كانت تنشط بشكل رئيسي في الغوطة الشرقية، في ضواحي دمشق.
كما تم اتهام جيش الإسلام بارتكاب جرائم دولية ممنهجة ضد المدنيين الذين يعيشون تحت حكمها من عام 2013 حتى عام 2018، يشتبه في أن المجموعة قد اختطفت واحتجزت وعذبت المحامية المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، رزان زيتونة ووائل حمادة، أحد مؤسسي لجان التنسيق المحلية (LCC) واثنين آخرين من زملائهم، الناشطة السياسية سميرة الخليل ومحامي حقوق الإنسان ناظم الحمادي، والذين يعرف اسمهم بـ (دوما 4) وقد تم اختطافهم من المكتب المشترك لمركز توثيق الانتهاكات (VDC) ومكتب التنمية المحلية ودعم المشروعات الصغيرة في دوما.
وقال المركز السوري لحرية الإعلام والتعبير، إنه وفي 26 حزيران من العام 2019، قدمت منظماتنا شكوى ضد جيش الإسلام على الجرائم التي ارتكبتها المجموعة في الأعوام ما بين 2013 و 2018. ومنذ ذلك الحين، رافقنا حوالي 20 ضحية وعائلاتهم، من بينهم شخصيات من عائلات (دوما 4)، في بحثهم عن الحقيقة والعدالة القضائية.
أعقب هذه الشكوى اعتقال إسلام علوش في 29 كانون الثاني عام 2020 في مرسيليا الفرنسية وتلاها رفع لائحة الاتهامات، مما مهد الطريق للتحقيق الأول في جرائم الجماعة المسلحة المتمردة. كان مجدي مصطفى نعمة، المعروف باسم إسلام علوش، المتحدث الرسمي وأحد كبار المسؤولين في جيش الإسلام، بلغ عدد أفراد المجموعة أكثر من 20 ألف مقاتل وقادوا عهداً من الرعب في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بشكل أساسي في الغوطة الشرقية والتي سيطر عليها جيش الإسلام من عام 2013 حتى عام 2018، إلى أن فقدوا السيطرة عليها في نيسان من العام 2018.
وفي اتصال لمرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي، مع شقيق زوج “رزان زيتونة” الصحفي “باسل الحمادي” المقيم في فرنسا، أكد الحمادي تفائله في هذا الإجراء من قبل السلطات الفرنسية، وقال: “أتابع الموضوع، وأنظر إلى الأمر من زاوية الأمل الذي ينتظره المظلومين، لن يرجع وائل ولا رزان ولا رفاقهما، لكني متأكد أن هذا الخبر يمثل لحظة مؤلمة ومخيفة لكل ظالم”.
وتابع باسل شقيق المحامي “ناظم الحمادي” زوج رزان، أتمنى أن يزور الأمل الحقيقي أولئك المختفين قسراً في سجون الأسد لكنهم ما زالوا أحياء، أتمنى لهم العودة للحياة بشكل فعلي، فهذا كان مطلب ناظم ورزان ورفاقهما.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.