من بين 80 دولة شاركوا في التقييم الدوري العالمي، أتى الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة الدول التي تمارس “العنصرية” فيه داخل المدارس، بين الطلاب الإسرائيليين والطلاب العرب.
فقد كشف تقرير أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ، بيّنت فيه المنظمة الأممية أن الفجوة بين قدرات الطلاب الناطقين باللغة العبرية وأقرانهم الناطقين باللغة العربية في المدارس الإسرائيلية هي الأكبر بين المجموعات الاجتماعية والاقتصادية في 79 دولة شاركت في تقييم دوري.
حيث أظهرت تلك النتائج التي تمخض عنها برنامج اختبارات تقييم الطلاب الدولية لعام 2018، والمعروفة باسم PISA، وجود فجوة كبيرة بين التلاميذة الناطقين باللغة العبرية ونظرائهم الناطقين بالعربية في المهارات التعليمية الثلاث التي تم تقييمها – القراءة والرياضيات والعلوم – وكشفت أن هذه الفجوة أكبر من تلك التي أظهرها آخر اختبار من هذا القبيل والذي أجري قبل أربعة أعوام في 2015.
من جهتها أقرت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بأن أداء إسرائيل الإجمالي كان أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
فيما لم يبد وزير التربية والتعليم الإسرائيلي “رافي بيرتس” استغرابه من النتائج، علّق عليها قائلاً: “النتائج، التي تظهر اتساع الفجوات بين الطلاب من ذوي الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية العليا والدنيا، غير مقبولة”.
وأضاف “بيرتس”، أن المعايير الموجودة في المجتمع العربي ” تتطلب منا إجراء فحص شامل . . . إن مجموعة العمل ستصوغ خطة شاملة لتعزيز نظام التعليم في المجتمع العربي مع التركيز على الدراسات اللغوية والرياضيات والعلوم”.
في اختبارات PISA، سجل الناطقون باللغة العبرية 506 نقطة في مهارات القراءة، وهي نفس نتيجة التقييم السابق، في حين سجل الناطقون باللغة العربية 362 نقطة فقط، بانخفاض قدره 29 نقطة عن التقييم السابق.
وبالرغم من التصريحات السياسية التي يطلقها الساسة الإسرائيليون، إلا أن تميزاً عنصرياً تم الكشف عنه من قبل مؤسسة دولية، استخدمت معايير دولية وعالمية، والواقع يكشف حقيقة التقرير الدولي.
حيث إن الجنود الإسرائيليون يعتقلون أطفال المدارس، فيما يجبرون الإقامة الجبرية على آخرين، كما أنهم يفرضون رقابة على الأطفال المعتقلين داخل المدرسة ما يجعل الطفل يعيش في دوامة من الخوف والترقب، تؤثر سلباً على العملية التعليمية وتحصيله الدراسي.
واجتاح مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، فيديو لجنود إسرائيليون يقتادون طفلاً دون العاشرة من عمره، قد أغلقوا عينيه ووضعوا البندقية في رأسه، في مشهد ربما هو الأصدق من حيث العنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال ككل ضد الأطفال والطلبة الفلسطينيين أصحاب الأرض.
الباحث في الشؤون الإسرائيلية صالح لطفي، قال قبل سنوات، وفق موقع “نون بوست”: إن يهودية التوجه التربوي منذ قيام إسرائيل تعتمد على قانون التعليم للدولة العبرية في عام 1953، والذي تنص المادة الثانية منه على “أن التعليم في دولة إسرائيل يجب أن يرتكز على قيم الثقافة اليهودية والولاء لدولة إسرائيل والشعب اليهودي.
والعمل على تحقيق مبادئ الريادة في العمل الطلائعي الإسرائيلي”، وأضاف لطفي أن الإسرائيلية تبدأ باستحضار تاريخ اليهود المليء بالمآسي بدءًا من السبي البابلي ودمار الهيكل الأول، مرورًا بالمواجهات مع اليونان، وانتهاءً بخراب الهيكل الثاني والسبي الروماني وحتى الهولوكست، لافتًا إلى الشعار الأساسي عند الأدباء اليهود “لا ننسى .. ولن نغفر”، لكي تبقى الأحقاد متوالية جيلاً بعد جيل.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.