أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية اليوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2020، بيانا أعلنت فيه انها تمكّنت من رصد وتتبّع وتدمير عدد من البؤر الإرهابيّة، الّتي تتّخذها العناصر التكفيريّة ملجأً لها ومرتكزًا لتنفيذ عمليّاتها الإرهابيّة وترويع المواطنين الآمنين، وقد أسفرت الجهود خلال المدّة الممتدّة من الأوّل من سبتمبر وحتّى الثامن من ديسمبر الحالي، عن تحقيق النجاحات الآتية:
على الاتجاه الإستراتيجي الشمالي الشرقي (في سيناء) نجحت القوات الجويّة في استهداف وتدمير 437 وكرًا وملجأً ومخزنًا للمواد المتفجّرة، تستخدمها العناصر التكفيريّة كملاجئ لها ولتكديس الأسلحة والذخائر، نتج عنها مقتل 25 فردًا تكفيريًّا شديد الخطورة. كما تم استهداف وتدمير 6 عربات دفع رباعي مفخّخة تستخدمها العناصر التكفيريّة في تنفيذ عمليّاتها الإرهابيّة. ونفذت القوات المسلحة المصرية عددا من العمليّات النوعيّة، أسفرت عن مقتل 15 فردًا تكفيريًّا شديد الخطورة.
وتم ضبط 3 بندقيّات آليّة، بندقيّة قناصة، 7 خزنات، نظارة ميدان، جهاز لاسلكى تستخدمة العناصر الإرهابيّة، عدد من الهواتف المحمولة وعدد من جوازات السفر. ووقع اكتشاف وتدمير 159عبوة ناسفة على المحاور والطرق الرئيسية، فضلًا عن اكتشاف وتدمير 32 درّاجة بخاريّة تستخدمها العناصر التكفيريّة. والقت القوات القبض على 12 فردًا تكفيريًّا، تمّ اتخاذ الإجراءات القانونيّة حيالهم.
إرهاب في زمن الكورونا
وأشارت القوات المصرية إلى أنّ نتيجة للأعمال القتاليّة الباسلة للقوات المسلّحة في مناطق العمليّات، استشهد ضابطان و4 ضبّاط صف وجندي، أثناء الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابيّة.
وكانت العمليات الإرهابية، قد شهدت قفزة كبيرة بعد إطاحة جماعة “الإخوان المسلمين” من السلطة في العام 2013 على إثر تظاهرات شعبية واسعة، وشنت في أعقاب ذلك جماعات جهادية تربطها صلات بـ”الإخوان” المئات من العمليات الإرهابية ضد أهداف عسكرية ومدنية، إضافة إلى كنائس ومساجد في أنحاء متفرقة من الجمهورية.
وجاء التراجع على نحو ملحوظ إثر انطلاق العملية العسكرية “سيناء 2018” التي قادها الجيش المصري بالتعاون مع الشرطة وأجهزة الاستخبارات، ما ساهم في مقتل واعتقال معظم قيادات تلك التنظيمات، ومثول عدد منهم للمحاكمة.
الفوضى تفتح الباب للارهابيين
ورغم تراجعهم، الا ان عدد من المتابعين والخبراء، كانوا قد نبهو من احتمال تزايد نشاط الجماعات الجهادية على وقع الضغوط التي فرضها انتشار فيروس كورونا في مصر والعالم، لتصبح أكثر عنفاً وشراسة، بعدما خفت نشاطها في الأشهر الماضية. وحذر هؤلاء قائلين إن أغلب العمليات التي قد نشهدها في مصر والعالم، ستكون مرتبطة بجائحة كورونا، فانتشار الفيروس أصاب المجتمع بنوع من الخلل، وخلخل المنظومات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، خاصة أن الفيروس ينتشر بوتيرة متسارعة وبالتالي، فإن هذا أصاب تلك المجتمعات بخلل، وقدرٍ من الفوضى، وهذه الفوضى تفتح الباب واسعاً أمام التنظيمات الإرهابية، وإذا كان العام 2020 هو عام العزل، فربما يكون العام 2021 هو عام الفوضى. واعتبر المحللون ان الفوضى ستكون موجودة خلال وبعد جائحة كورونا، لأن الجماعات الإرهابية حين تمارس العنف، فإنها تهدف بالأساس لإحداث الفوضى، وحالة الفوضى بدأت تتشكل فعلياً، دون أن تعمل تلك الجماعات، ولكن الفيروس هو من يحدثها، وطالما توافر هذا المناخ الفوضوي، فإن هذه الفيروسات البشرية أي الإرهابيين، سوف يعززون الفوضى، كي يحققوا مصالحهم الخاصة”.
ويؤكد خبراء أمنيون أن الجماعات الإرهابية توقعت أن الدولة في مصر منشغلة بمكافحة الفيروس. وبدأت الشرطة في مصر تنفيذ قرار الحكومة بحظر التجول بداية من الساعة 8 مساء وحتى 6 صباحاً، فيما تساهم قوات من الجيش المصري في عمليات تعقيم وتطهير تشمل مباني ومنشآت وقرى في شتى ربوع مصر.
ورصدت الدولة قرابة 100 مليار جنيه لمواجهة الجائحة، وتركزت معظم الجهود المعلنة للحكومة على مكافحة الوباء وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
ورغم تمكن الوحدات الأمنية من احباط مخططات الجماعات الجهادية في مصر ، إلا أنه من المؤكد أن تلك الجماعات لن تترك الفيروس يعمل منفرداً على تهديد حياة البشر وحضارتهم.
دار الإفتاء تحذر
وكانت دار الإفتاء المصرية، قد حذرت في وقت سابق من الجماعات الإرهابية التي دأبت منذ بداية أزمة فيروس كورونا، على إطلاق دعوات تهدف إلى إثارة البلبلة وخرق الإجراءات الوقائية التي وضعتها الدولة للحد من انتشار الوباء. وأضافت الدار أن هؤلاء سعوا بأكثر من طريقة إلى تحريض الناس على مخالفة قرارات حظر التجول ومنع التجمعات التي قد تتسبب في نقل العدوى، فنادوا بالخروج في مسيرات على خلاف الشرع، مثلما حدث في الإسكندرية وبعض المدن بدعوى التكبير والابتهال إلى الله لرفع البلاء. وأشارت دار الإفتاء إلى أن “هذه الدعوات لم تتوقف عند هذا الحد، بل دعت الناس إلى صلاة الجمعة في الشوارع وعلى أبواب المساجد بعد صدور قرار وزارة الأوقاف بتعليق صلاة الجمعة والجماعات في المساجد حفاظا على أرواح الناس، وكذلك الدعوة إلى تشغيل تلاوة القرآن الكريم بشكل مستمر في مكبرات الصوت بالمساجد ليلا نهارا. وأضافت أن “هذه الجماعات تشن هجوما عبر لجانها الإلكترونية على كل من يقوم بتحذير الناس من دعواتهم المشبوهة. وحذرت دار الإفتاء المصرية من الانسياق وراء المتاجرين باسم الدين، ومن الصدام مع المجتمع وتبنى الآراء المتشددة ومخالفة القواعد العامة التي تضعها السلطات المختصة.