تستمر الجزائر في مقارعة آثار الوافد الثقيل على البلاد بعد حزمة الإجراءات القاسية التي سبق وأعلن الرئيس الجزائري عنها، فقد سجلت البلاد، مساء أمس السبت، ارتفاعًا جديدًا في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا فيها بعد ريد 5 حالات جديدة معظمها لمغتربين عادوا مؤخرًا من إسبانيا وفرنسا.
فقد أعلنت وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات الجزائرية ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في الجزائر إلى 139 حالة مؤكدة وعدد الوفيات إلى 15 وفاة.
كما وسجلت الجزائر أيضًا شفاء 22 حالة بفيروس (كوفيد – 19)، في حين يعالج 34 شخصًا في مختلف مستشفيات البلاد من الفيروس، حيث أوضحت السلطات أن معدل أعمار الإصابات يبلغ 64 عامًا.
وكشفت “الصحة الجزائرية” أن غالبية الحالات الجديدة المصابة بكورونا من العائدين مؤخرًا من إسبانيا وإيطاليا، في حين أن بقية الحالات انتقل إليها الفيروس من حالات عائلية أصيبت بالمرض.
في سياق متصل بالاجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات الجزائرية، فقد اقتحمت الشرطة حفل عرس في الجزائر ضمن إجراءات عقد قران عروسين، كانا يهمان بتبادل الخواتم، حيث جاءت المداهمة الأمنية على خلفية انتهاك إجراءات مكافحة فيروس كورونا قبل وضع العروسين في الحجر الصحي.
جرت هذه الحادثة في مدينة عنابة (600 كيلومتر شرق الجزائر العاصمة) حيث دخلت قوات الأمن قاعة للحفلات بعدما تلقت بلاغًا من السكان، وفق لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وكان يُفترض أن تكون هذه القاعة مغلقة منذ الإثنين الماضي، تطبيقًا للتدابير الوقائية التي أقرتها السلطات الجزائرية في الأيام الأخيرة لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد.
وذكرت وسائل الإعلام أن جميع الأشخاص الذين كانوا في حفل الزفاف أودعوا في الحجر الصحي، وتظهر مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عناصر من الشرطة يضعون كمامات أمام قاعة للحفلات، في الوقت الذي أجلت عربات تابعة لجهاز الحماية المدنية المدعوين.
يذكر أن الجزائر، أعلنت الخميس، أنها اتخذت تدابير جديدة لتطويق انتشار الوباء، شملت إغلاق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى ابتداءً من الأحد.
وكانت السلطات قد أغلقت في الأيام الأخيرة أماكن التجمعات بينها قاعات الحفلات، كما منعت أي مظاهرات وعلقت حركة الملاحة الجوية والبحرية الدولية عبر مختلف المنافذ الحدودية.
هذا وفي أحدث المستجدات، شهدت العاصمة الجزائرية ومختلف مدن ومحافظات البلاد، ليلة السبت، حظرًا للتجول هو الأول من نوعه منذ بدء تفشي فيروس كورونا في البلاد.
فتنقلت سيارات الشرطة والدفاع المدني والإسعاف مختلف الشوارع والمدن، دعت الناس إلى التزام بيوتهم، مستخدمة مكبرات الصوت وهي تنادي “أيها المواطنون التزموا بيوتكم لسلامتكم”.
كما وأجبرت الشرطة الجزائرية جميع المحلات على غلقها، وفرضت حواجز أمنية لإجبار السائقين والراجلين على العودة إلى بيوتهم.
وكانت مصادر سياسية رجحت في بيانها لصحيفة “العين الإخبارية” إعلان مجلس الوزراء الذي سيجتمع، اليوم الأحد، توسيع إجراءات حظر التجول، لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد، حيث قد تصل إلى حد فرض غرامات مالية على المخالفين.
كما أصدرت الرئاسة الجزائرية، أمس السبت، بيانًا رسميًا تناقلته وكالات الأنباء، أعلنت فيه أن “رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون يعقد الأحد اجتماعاً لمجلس الوزراء”.
حيث يتضمن جدول أعمال الإجتماع، عرضًا من وزير الصحة حول تقييم التدابير المتخذة، للحد من تطور وانتشار فيروس كورونا في البلاد.
بالإضافة -كما ورد في البيان- إلى المصادقة على عروض تتناول بصفة خاصة وضعية وآفاق السوق البترولية الدولية والتدابير المقترحة لمعالجتها، وخطة العمل لرقمنة الإدارة.