على الرغم من المعاناة التي يعيشها الصومال بفعل الإرهاب الضارب في البلاد منذ زمن، إلا أنه لا توجد أي بوادر نهاية تلوح في الأفق الصومالي، فسكب الدم مستمر وأعمال العنف في ازدياد، والخاسر الأكبر هو المواطن الصومالي، الذي أريق ويراق دمه كل يوم بفعل آلة الإرهاب.
وآخر هجمات الإرهابين في الصومال، هو تفجير دام حصل يوم السبت الماضي، كان قد أسفر عن مقتل نحو 100 شخص بينهم طلاب مدارس، ليذكرنا بمشاهد دامية حدثت في السابق على يد حركة الشباب، التي تعد امتدادا لتنظيم القاعدة في الصومال.
حيث تقوم هذه الحركة التي يعتقد أن دعمها قطري، بتنفيذ أعمالها الإرهابية منذ ما يقارب الـ 10 سنوات، بالرغم من جميع الجهود المبذولة محليا ودوليا لوضع حد لإرهاب هذا التنظيم، بيد أن جميع المحاولات بائت بالفشل.
الانفجار الأخير، وقع في منطقة مكتظة تشهد ازدحاما مروريا في العادة، بسبب وجود نقطة تفتيش ومكتب لتحصيل الضرائب، بدوره قال مدير خدمة “آمن” للإسعاف “عبد القادر عبد الرحمن حجي”: “إن عدد الضحايا الذي تم التأكد منه بلغ حوالي 100 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً”.
من جانبه، وصف الضابط في الشرطة إبراهيم محمد الانفجار بأنه كان “مدمراً للغاية”.
حركة الشباب وإرهابها المستمر
تبنت حركة الشباب، الهجوم على ضباط في الجيش الصومالي، في الـ22 من شهر ديسمبر الحالي، حيث أعلنت مسؤوليتها الكاملة عن العملية.
بدورها أكدت حينها قوات الأمن الصومالية، قتلها لخمسة مسلحين من «حركة الشباب» كانوا قد قتلوا ثلاثة مدنيين وجنديين خلال هجوم على فندق بالقرب من القصر الرئاسي في مقديشو، مطلع الشهر الجاري.
كما أكدت الحركة حينها، مسؤوليتها الكاملة بالهجوم على فندق «سيل» الذي عادة ما يتردد عليه مسؤولون ونواب من البرلمان، بالإضافة إلى تعرض نقطة أمنية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو لهجوم مسلح من الحركة الجهادية ذاتها، مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول 2019.
جهود دولية لمحاربة الإرهاب
بالإشارة إلى الجهود الدولية في محاربة هذه الحركة، فقد شن الجيش الأميركي عدة غارات جوية، يوم الأحد، استهدفت معقلا لحركة الشباب في الصومال، مما أسفر عن مقتل 4 “إرهابيين”، وذلك بحسب ما أعلنته القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا (أفريكوم).
إلى ذلك صرحت القيادة في بيان لها جاء فيه: “بالتنسيق مع الحكومة الفدرالية الصومالية، نفذت القيادة الأميركية في إفريقيا 3 غارات جوية، يوم الأحد الـ 29 من شهر ديسمبر 2019 في موقعين، مستهدفة ميليشيات حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.
أياد خارجية عابثة … والدلائل تقول قطر
ومع التعقيد الكبير الطارئ على المشهد الصومالي، من حيث التدخلات الخارجية والمصالح الدولية، لا يسعنا إلا أن نذكر التورط القطري الواضح والمقرون بأدلة جاءت على لسان مسؤوليها.
شهر يوليو الماضي، كان كاشفا للخبث القطري، حيث أفادت صحيفة ” نيويورك تايمز” الأمريكية، بأن مكالمة هاتفية جرت بين السفير القطري في الصومال، ورجل أعمال قطري.
وحملت المكالمة تأكيدا بتورط قطر في التفجيرات التي ضربت ميناء “بوصاصو” الصومالي في شهر مايو/ أيار من العام 2019، وتتوافق هذه الأدلة مع الاتهامات التي توجهها أطراف إقليمية ودولية عدة لدولة قطر، متهمة إياها بدعم تنظيمات إرهابية في عدة دول حول العالم، لاسيما في سورية والصومال وليبية.
الجدير بالذكر أن قطر تحاول التغطية على هذا العبث بتسويقها على أنها تدعم الاقتصاد والاستقرار في الصومال وغيره عن طريق محاولة إقامة مشاريع اقتصادية هناك.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.