سيطر اتفاق الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” والروسي، “فلاديمير بوتين”، حول مدينة إدلب، على تعليقات العديد من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة ما يتعلق بتسيير الدوريات الروسية – التركية في إدلب، اعتباراً من يوم 15 آذار القادم.
أولى التعليقات، تناولت مسألة تسيير الدوريات، من ناحية التاريخ، يوم 15 آذار، والذي يستعد السوريين في معظم أنحاء العالم، لإحياء ذكرى إنطلاق الثورة السورية في ذات اليوم، معتبرين أن الحكومة التركية قررت أن تحيي تلك الذكرى، بتسليم روسيا آخر المناطق، التي لا تزال خارج سيطرة النظام، بعد ان لعبت دوراً كبيراً في تسليم الكثير من المناطق الأخرى، لا سيما في مدينة حلب وريفها، ومناطق من ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي.
كما اعتبر المعلقون على مواقع التواصل الاجتماعي؛ أن توجه تركيا لتسيير الدوريات المشتركة، ليس إلا منح روسيا المزيد من الأراضي السورية، بشكلٍ غير مباشر، بعد أن كانت تطلق التهديدات وتمنح المهل للنظام للانسحاب من مناطق خفض التصعيد، حيث كتب أحد المعلقين: “من 9 سنين تعودنا، كل ما شد التركي على حاله وبلش يهدد ويتوعد، يعني انه عم يمهد لقطع أراضي جديدة للروسي وللنظام وللإيراني”.
بالإضافة إلى ذلك، ندد المعلقون بالسياسات الأخيرة لتركيا، والتي لم تنحصر فقط بما وصفوه “غدر الثورة السورية يوم ميلادها”، وإنما شمل أيضاً التنسيق الأمني مع النظام، والذي تمثل بما تناقلته وسائل إعلامية دولية عن اجتماعات عقدها ضباط مخابرات أتراك مع قيادات أمنية من النظام، برعاية روسية، لافتين إلى أن التعامل مع داعمي النظام وتقوية العلاقات معهم، لا يختلف عن التعامل مع النظام ذاته، مضيفين: “لا فرق بين من السوري الذي يقتل بقصف النظام ومن يقتل بالقصف الروسي، كليهما أعداء للشعب السوري”.
وكتب حساب باسم “محمد السوري”: “من الأول دخلوا الأتراك على خط الثورة لتحقيق مصالحهم الخاصة، وعملياً ما تقدم النظام كل هالتقدم إلا بعد ما تطور التدخل التركي، لكن الفكرة يلي ما عم نستوعبها، إنه العالم كله بيعرف إنه دخول الروس على منطقة يعني دخول النظام عليها، لأنه اليوم جيش النظام هو جزء تابع الجيش الروسي، فكيف لأردوغان يلي عم يدعي نصرة الثورة إنه يتفق مع الروس، ويدخلهم على مناطق الثورة، وبنفس الوقت يقول إنه ضد الأسد، هي الشيزوفرينيا السياسية الأردوغانية”.
كما كتب حساب آخر على تويتر باسم، “ابن الحولة”: “بكل الاتفاقات يلي عملتها تركيا وروسيا، ما تحقق أي شيء، لا وقف إطلاق نار، ولا معابر إنسانية ولا دخول إغاثات، الشي الوحيد يلي دائما يتنفذ هو دخول الجيش الروسي لمناطق الثوار، تشعر إنه الاتفاق عم تعقد فقط لهالغرض، وكله تحت مسمى التسوية السياسية”.
وكان “بوتين” و”أردوغان” قد اتفقا على إقامة ممر أمني على بعد ستة كيلومترات شمال وستة كيلومترات جنوب الطريق الدولي السريع الرئيسي في إدلب “أم 4″، وهو الطريق الذي يربط المدن التي تسيطر عليها الحكومة السورية في حلب واللاذقية، بالإضافة إلى نشر دوريات روسية – تركية مشتركة على طول طريق “أم 4” ابتداءً من 15 آذار الحالي.