يصادف، اليوم الخميس، الذكرى الأولى من الإنتفاضة الشعبية السودانية، والتي بدأت شرارتها في 19 ديسمبر/ تشرين الثاني من العام 2018، حيث أسفرت حينها عن عزل الرئيس السابق “عمر البشير”، بعد 30 عاماً قضاها في حكم البلاد والعباد، وبذلك انتهت حقبة من الظلم، عاشها السودان في ظل حكم الإخوان.
الشرارة الأولى للمظاهرات الشعبية اشتعلت في عطبره إضافة إلى بورتسودان، الميناء الرئيسي الذي يقع على بعد ألف كيلومتر شرق العاصمة على البحر الأحمر، وفي النهود غرب الخرطوم، بسبب الغلاء، وارتفاع أسعار السلع في البلاد، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود، وتدني قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار، لترتفع مطالب الشعب المنتفض بعدها لتصل إلى رأس الهرم، وإسقاط رئيس البلاد “عمر البشير” ونظامه.
ومن المتوقع أن يتدفق اليوم الخميس المئات من الشباب السوداني إلى مهد الثورة بلدة عطبره، من كافة أنحاء البلاد، للمشاركة في احتفالات ذكرى إندلاع الإحتجاجات ضد النظام السابق، في البلدة التي ثارت على رفع أسعار الخبز.
حيث تنظم الحكومة الإنتقالية بالمشاركة مع “تحالف الحرية والتغيير” الإحتفالات هناك لتخليد ذكرى المظاهرات التي انطلقت فيها من عطبرة إلى العاصمة، ومن المقرر أن ينتظر المحتفلون في منطقة تقاطع السكة الحديدية مع شارع حي المطار قطاراً قادماً من الخرطوم، أطلق عليه السودانيون “قطار رد الجميل”، وفيها شباب قادمون من العاصمة للإحتفال بالذكرى.
وسيمكث ركاب قطار الخميس في عطبرة حتى 25 من الشهر الجاري ليعودوا إلى الخرطوم بعد أسبوع من الإحتفالات.
وفي العاصمة السودانية ستنظم إحتفالات في عدد من المناطق من بينها “الساحة الخضراء” التي أعيد تسميتها بـ”ساحة الحرية”، التي ستشهد الإحتفالات الرئيسية.
محاكمة البشير:
إلى ذلك أصدر القضاء السوداني السبت الماضي حكماً بالتحفظ على الرئيس السوداني السابق عمر البشير لمدة عامين في الإصلاح الإداري ومصادرة الأموال المضبوطة، حيث عقدت جلسة الحكم عليه في الخرطوم في معهد التدريب القضائي بعد اتهامه بقضايا تتعلق بالفساد المالي.
وخلال الجلسة تحدث القاضي الناظر في القضية عن أسباب توقيف البشير مشيرا إلى الإتهامات الموجهة إليه، وخاصة أنهم عثروا على مبلغ ستة مليون يورو وغير ذلك في منزل البشير بعد مداهمته.
كما كان النائب العام في الخرطوم “تاج السر الحبر”، قد أعلن في وقت سابق، أن الرئيس المعزول عمر البشير تنتظره قضايا تصل عقوبة كل منها في حال الإدانة إلى الإعدام ، الحبر قال وفق بيان رسمي: إن القضايا تحت المادة 130 (القتل العمد)، والجرائم ضد الإنسانية وجرائم تقويض النظام الدستوري، تصل عقوبة كل منها في حال الإدانة إلى عقوبة الإعدام .
ومن أهم الجرائم التي تلاحق البشير، هي “الجرائم ضد الإنسانية في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، وجرائم الإغتصاب، وجرائم التعذيب، وجرائم الاختفاء القسري، وجرائم الفساد الأخرى التي تصل المبالغ الواردة فيها إلى مليارات الدولارات”.
سجن زوجة البشير
وكانت المحكمة السودانية أصدرت الأسبوع الفائت، حكماً بالسجن على زوجة البشير الثانية “وداد بابكر”، بتهمة الثراء غير الشرعي والفساد، تتضمن الإستحواذ على أراضٍ بضاحية كافوري بالخرطوم بحري .
ووفق المصدر القضائي في السودان، فإن النيابة العامة باشرت التحقيق في الجرائم التي ارتكبها البشير ورموز نظامه السابق منذ العام 1989 وحتى تاريخ سقوط نظامه في (11) أبريل (نيسان) 2019، بينها جرائم قتل المتظاهرين، وانتهاكات حقوق الإنسان .
محاولات هروب فاشلة
وكانت السلطات الأمنية السودانية قد اعتقلت يوم أمس الأربعاء زوجة شقيق الرئيس السوداني المخلوع؛ “عبد البشير”، بعد اتهامها بمحاولة تسميم عدد من ضباط وعناصر شرطة سجن كوبر السوداني، بهدف تهريب زوجها الموقوف هناك، على ذمة قضايا تتعلق بالفساد والثراء الحرام.
ووجهت السلطات القضائية السودانية لـ”نور الهدى محمد الشفيع”، تهمة الشروع بالقتل، مشيرةً إلى أن توقيفها مستمر لحين الوقوف على الحالة الطبية لعدد من ضباط السجن الذين أخضعوا لعملية غسيل معدة.
وبينت التحريات، أن الضباط والعناصر أصيبوا بحالة تسمم جراء تناولهم وجبة بعثت بها الأولى، وأثبتت المعامل الجنائية لاحقاً عدم صلاحيتها.
حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي.