تستمر حالة القلق الأمني وعدم الاستقرار في محافظة درعا (مهد الثورة السورية ومنطلقها) مع ما تشهده المحافظة من أعمال عنف أو استهداف لقوات الأسد – التي تسيطر على المدينة – بين فترة وأخرى، واليوم الثلاثاء وفي الذكرى الـ 73 لتأسيس حزب البعث الحاكم في سورية، قام مجهولون باستهداف أمين شعبة حزب البعث في مدينة نوى بريف درعا المدعو “سلوان الجندي” بالرصاص الحي، أسعف على إثرها إلى مشفى المدينة وفارق الحياة على الفور.
حيث أكد ناشطون أن مسلحين يركبون دراجة نارية؛ اطلقوا النار على الجندي وأردوه قتيلًا، وذلك أمام مبنى شعبة الحزب في مدينة نوى، وصرّح مصدر أمني في مدينة درعا مؤكدًا: “قُتل أمين شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي في مدينة نوى، سلوان الجندي، أمام مبنى شعبة الحزب خلال نزوله من سيارته، فقام رجلان يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار من مسدس حربي وتم نقله الى مستشفى درعا الوطني ولكن توفي لدى وصوله إلى المشفى”.
كما تعمل الجهات الأمنية في المدينة تعمل على ملاحقة المنفذين من خلال جمع شهادات الأشخاص المتواجدين في المكان، حيث تشير الاتهامات إلى عناصر من فصائل المعارضة الذين رفضوا مغادرة محافظة درعا ودخلوا في التسوية ولكنهم شكلوا خلايا نائمة، وفقًا لذات المصدر.
وتعمد القيادي الحزبي قبل فترة إغضاب الأهالي – وفقًا لشبكة درعا 24 – حيث أصر على نشر صورة له، أثناء تويزع السكر والرز، على الأهالي بطريقة وصفت بـ المُهينة، والتي اعتبرت حينها أنه يتعمد إهانة الشعب بكافة الطرق والوسائل، غير عابئ بالأوضاع المعيشية التي يُعانيها الأهالي في ظل حكم نظام أسد.
هذا ما أكده ناشطون محليون، عقبوا وقتها على الصورة بقول أحدهم، إن “العصابة الحاكمة في سوريا تتعمد إذلال أهالي درعا، ويتجلى ذلك من خلال صورة المدعو سلوان في أحقر معاني الإذلال المتعمد من رجال حزب البعث للأهالي”.
ليعلّق آخر، أن “نظام البعث يتفاخر بإذلال السوريين وخاصة من أبناء عمومته وأقاربه كي يرضي بشار الأسد عبر صورة خلدها الدهر في صفحات العار”، يذكر أن المقتول، عمل في لجنة المصالحة مع القوات الروسية لإخراج مسلحي مدينة نوى منتصف عام 2018، حيث ذهب عدة مرات إلى المدينة للقاء المسلحين والتفاوض معهم لإخراجهم، ونجا من محاولة أغتيال منتصف العام الماضي.
ولم تعلن أي جهة تبنيها مقتله بعد، لكن تعليقات العديد من السوريين (حتى من المؤيدين للنظام) طالبت العديد منها بعزله من منصبه وتقديمه للمحاكمة، بعدما أثارته صوره من سخط في جميع أوساط السوريين.
إلى ذلك، شهدت مدينة الصنمين بداية شهر آذار / مارس الماضي اشتباكًا بين عناصر جيش النظام والقوات الأمنية، ومسلحين من جماعة المصالحات، وتعيش محافظة درعا الخاضعة لنظام المصالحة والتي تم توقيعها مع فصائل المعارضة و روسيا في 2018، حياة غير مستقرة وغير آمنة، حيث لا يكاد يمر يوم بدون أي عمليات إغتيال وخطف وسرقة، حيث تتركز عمليات الإغتيال في صفوف عناصر سابقين في الجيش الحر ما يبعث بشكل مباشر على اتهام سلطات نظام الأسد.