تحدث رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري، “بشار الأسد”، عن علامات ظهور المهدي المنتظر أو المسيح أو كليهما معا، داعياً السوريين للوقوف ”وقفة رجل واحد”، في 15 من الشهر الحالي، لان ما أسماه “الأزمة السورية” بحاجة إلى “معجزة”.
“مخلوف، الذي ظهر كواعظ و”رجل دين” في تسجيل مصور عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك” أمس الخميس، قال: إن ”علامات الساعة ظهرت هذا العام، كالزلازل المدمرة والبراكين المحرقة والنيازك النارية وكوارث طبيعية أخرى، والوفيات بأعداد كبيرة متفرقة”. متوقعاً أن يشهد العام الجاري ظهور ”المهدي المنتظر“ أو ”السيد المسيح عليه السلام“ أو ”كلاهما“ بعد ظهور ”العلامات الصغرى“ العام الماضي.
وكانت مصادر مقربة من النظام السوري كشفت أن الخلافات بين رجل الأعمال السوري، “رامي مخلوف” وابن عمته “بشار الأسد” أكبر من حاجة الأخير للمال أو قضايا ضرائب واقتصاد، لافتة إلى أن” الخلاف الجوهري يعود لقناعة مخلوف بسقوط حتمي للنظام”.
معجزة رامي..
المصادر أوضحت أن “مخلوف” خلال الفترة، التي سبقت ظهور الخلاف مع “الأسد” إلى العلن، كان يتصرف بطريقة أن نظام ابن عمته زائل وخلال السنوات القليلة القادمة سيتنازل عن الحكم، ما شكل لديه قناعة بضرورة القفز من المركب قبل أن تغرق، من خلال تلك الخلافات، مستبعدةً في الوقت ذاته، أن يقدم “الأسد” على اعتقال “مخلوف” على خلفية الأزمة بينهما.
وحث “مخلوف” السوريين أن يتوجهوا إلى الله في وقت واحد حتى يثبتوا للعالم أنهم قادرون على صنع “المعجزة”، مشيراً إلى “أن هذه فرصتهم الأخيرة، للخروج من النفق المظلم والأزمة الحالية، بحاجة إلى معجزة، وإلى وقفة مختلفة والنظر بمنظار مختلف بعد 10 سنوات من الحرب خرج الجميع منها خاسرًا”.
ابن خال الاسد “مخلوف” دعا إلى “وقفة واحدة بوقت واحد، في 15 من كانون الثاني الحالي، والدعاء تضرعاً لله في وقت واحد في كل ليلة الساعة 5 عصرًا لمدة 40 يومًا”. مشدداً على أنه “سيكون للسوريين معجزة، والكل سينبهر ويتفاجأ وينبهر، اذ استمرار الدعاء لمدة 40 يومًا، أو “ما تيسر منها” لغير القادرين على الاستمرار المدة كاملة.
الاستعداد للانتخابات ..
دعوات” مخلوف” تزامنت مع استعداد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لترشيح نفسه هذا العام، للانتخابات الرئاسية، ممهّدا لذلك بخطوات عديدة، كأخبار مكافحة الفساد، والمنح المالية المتواصلة لأنصاره، وتعزيز نفوذ وسائل إعلامه، وإجراء تعيينات عسكرية مختلفة، فاجأه مخلوف بالقول: إن الجميع خاسر، من هذه الحرب السورية.
يذكر أن الخلاف نشب بين مخلوف وبين ابن عمته بشار الأسد، منذ نهاية العام 2019، عندما أراد الأسد الاستيلاء على جزء من الأموال التي كسبها من خلال شركاته المنتشرة في كل أنحاء سوريا، لكن مخلوف بحسب فيديوهاته التي بدأ الظهور بها، منذ شهر نيسان أبريل الماضي، رفض منح الأسد بعضًا من تلك الأموال.
وردّ الأسد على عدم دفع مخلوف للأسد بمجموعة واسعة من القرارات العقابية ضده، بدعوى وجوب دفعه أموالًا طائلة لهيئته الناظمة للاتصالات، في البدايات الأولى لإعلان الخلاف.
إلى جانب ذلك، طالب “مخلوف”، في كلمته الجديدة بأن يدعو الله أن يعينه على بلائه ويلطف به ويحسّن أوضاعه ويحفظ كرامته ويرفع الظلم عنه ويعيد الحقوق له ويزرع الحب في قلوب أفراده تجاه بعضهم.
يشار إلى أن رجل الاعمال “محلوف وجه كلمة إلى “الأسد”، منتصف الشهر الماضي، طالبه فيها بفتح صفحة جديدة مع الجميع وإعادة رجال الأعمال المعارضين إلى بلدهم لإنقاذ الاقتصاد السوري.
ترويع الضعفاء..
وأثارت دعوة رجال الأعمال وابن خال رئيس النظام السوري، رامي مخلوف، الدعاء لمدة 40 يوما الكثير من الجدل والاستغراب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي تعليقاتهم على منشور في فيسبوك لرجل الأعمال، رامي مخلوف، الذي يتحدث فيه عن “الصبر”.
كما لاقى أحدث ظهور لمخلوف في “الفيسبوك” الكثير من السخرية والجدل لدى السوريين من المعارضين أو المؤيدين لنظام الأسد، بينما طالبه مغردون بتسليم نفسه إلى محكمة الجنايات الدولية مع المليارات التي نهبها مع الشعب السوري.
واعتبر ناشطون أن ابن خال الأسد يروج لـ”الفرضية الكارثية” التي تتنبأ بنهاية العالم لترويع الضعفاء، ولإحباط الرغبة المتزايدة لدى لناس في التغيير، و يريد اظهار نفسه بأنه “أبله” لإسقاط إمكانية محاكمته بسب ما اقترف من جرائم بحق السوريين”.
تجدر الإشارة إلى رامي مخلوف كان يتمتع بنفوذ اقتصادي كبير في سوريا، قبل أن ينشب خلاف بينه وبين أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري أدت إلى الاستيلاء على معظم شركاته والأموال داخل البلاد بحسب تقارير إعلامية.
واعتاد مخلوف بين الفترة والأخرى الظهور عبر تسجيلات مصورة ليطالب بـ”إنصافه” وإعادة ما صودر منه من أملاك دون أن يلقى أي استجابه، ولكن ظهوره الأخيريحاول أن “يحشد” على الأسد للتشويش على ترتيبات ترشحه للرئاسة.
أما على صعيد واسع في سوريا، يعتقد بأن أسماء الأخرس، زوجة الأسد وضعت يدها على مجمل “العمل الخيري” وغير الخيري الذي كان يقوده ابن خال الأسد، إثر الخلاف الناشب بينهما، منذ شهور، اذ استولى رئيس النظام، على مقار جمعية “البستان” المملوكة لابن خاله وأبدلها بواحدة تابعة له تدعى العرين، كأحد الإجراءات الكثيرة التي اتخذها الأسد بحق قريبه، والتي تراوحت ما بين الحجز الاحتياطي على أمواله المنقولة وغير المنقولة، والمنع من مغادرة البلاد، وفسخ عقود سابقة كان أبرمها مع مؤسسات النظام، وتعيين حارس قضائي على أكبر شركاته، وإجراءات أخرى عديدة.
وفي سابقة بتاريخ عائلة الأسد ارتفعت مؤخرا صورة ضخمة لأسماء الأسد، في الاجتماع السنوي الأول لجمعية «العرين» الذي أقيم بملعب حي باب عمرو في مدينة حمص، والذي شهد اعنف المعارك بين المعارضة والنظام في العام 2012. الاجتماع جاء إليه نحو 15 ألف شخص من مصابين وجرحى وذوي قتلى من قوات النظام، إلا أن أسماء الأسد اكتفت بصورتها التي أخذت واجهة أحد الأبنية المطلة على ساحة الملعب، بينما ارتفعت على مبنى مجاور صورة لبشار الأسد، الأمر الذي أثار غضب الموالين للنظام، ودفع إدارة الجمعية للاعتذار رسميا.
الشهور الأخيرة سجلت حضورا غير مسبوق لأسماء الأسد في المشهد السوري، الأمر الذي دفع الكاتب البريطاني “جيرمي هودج” منتصف العام الجاري إلى كتابة تقرير في موقع “ديلي بيست” تحت عنوان “سيرسي لانيستر السورية عادت وتريد انتقاما حقيقيا فهي الديكتاتور الحقيقي”، وذلك في تشبيه لشخصية أسماء، بسيرسي، بمسلسل لعبة العروش، والتي شريرة.