بينما العالم يعيش مخاطر متصاعدة بُعيد تفشي فيروس كورونا في أرجاء الأرض، جاءت دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ لشن “حرب عالمية شاملة” ضد الوباء خلال قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية الأخيرة حول فيروس كورونا.. كدعوة للبشر جميعًا لمواجهة هذه الأزمة الصحية.
صحيفة تشاينا ديلي الصينية ذكرت عن مراقبين قولهم إن رسائل التضامن والتعاون المشترك التي بعث بها، جينبينغ، في المؤتمر الذي أقيم عبر الفيديو يوم الخميس الماضي هي السبيل الوحيد للعالم للتغلب على العدوى وإنقاذ الاقتصاد العالمي من الركود.
هذا وتعتبر هذه القمة الافتراضية الأولى من نوعها في تاريخ مجموعة العشرين، وهي أول قمة متعددة الأطراف يشارك فيها شي منذ بداية تفشي المرض.
وقال الرئيس الصيني في القمة: “في مثل هذه اللحظة، يتحتم على المجتمع الدولي تعزيز الثقة والعمل بشكل موحد وجماعي. يجب أن نعزز التعاون الدولي والتكاتف حتى تتمكن البشرية من النصر في المعركة ضد مثل هذا المرض”.
الموقف الصيني
تكررت دعوات الصين إلى التعاون الدولي في مكافحة الوباء. وقد سعت لتنسيق السياسات وتبادل المعلومات والخبرات مع البلدان والمنظمات الدولية الأخرى.
كما وعرضت مساعدة 89 دولة وأربع منظمات دولية لاحتواء الوباء، بما في ذلك التبرع بالكمامات أو غيرها من المعدات الطبية وكذلك 20 مليون دولار لمنظمة الصحة العالمية.
وأرسلت الصين فرقا من الخبراء الطبيين إلى إيران والعراق وإيطاليا وصربيا وكمبوديا وباكستان، بالإضافة إلى قوة عمل مشتركة إلى المملكة المتحدة لمساعدة تلك الدول في مكافحة الوباء. ومن المتوقع إرسال المزيد من الفرق الطبية إلى البلدان المتضررة.
كما وعقدت الصين مؤتمرات عبر الفيديو مع خبراء الصحة من العديد من المنظمات والدول الدولية. كما شاركت الوثائق التقنية، بما في ذلك تدابير الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، وكذلك خطط التشخيص والعلاج، مع أكثر من 100 دولة حول العالم وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية.
آراء تتقاطع
من جهتها، علقت رنا ميتر، أستاذة تاريخ وسياسة الصين الحديثة بجامعة أكسفورد، أن دعوة جينبينغ، تؤكد أن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد الممكن للتغلب على خطر الفيروس.
وأشارت “ميتر” إلى أن المملكة المتحدة خطت خطوة مهمة نحو هذا الهدف من خلال التعهد بتقديم 210 ملايين جنيه إسترليني (262 مليون دولار) لتطوير لقاح، وأن هناك أهمية بالغة لانضمام جميع الدول إلى هذا الهدف.
بدوره، قال دجومارت أوتورباييف، رئيس وزراء قيرغيزستان السابق والأستاذ بجامعة الحزام والطريق ببكين، إن التعاون متعدد الأطراف هو وحده القادر على هزيمة الفيروس.
وكان الرئيس الصيني قد شدد في كلمته أمام قمة العشرين التي تترأسها المملكة العربية السعودية، الخميس الماضي، على حاجة أعضاء مجموعة العشرين إلى الاستفادة من سياساتهم الكلية وتنسيقها لمواجهة التأثير السلبي ومنع الاقتصاد العالمي من الوقوع في الركود، ودعا جميع أعضاء مجموعة العشرين إلى اتخاذ إجراءات جماعية من خلال خفض التعريفات الجمركية وإزالة الحواجز وتسهيل التدفق غير المقيد للتجارة.
وقال زاو مينجهاو، الباحث في الدراسات الدولية في معهد تشارهار الصيني، إنه ليس من المبالغة القول إن البشرية تواجه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية. وأضاف أن هذه الأزمة تتفاقم لأنها تشكل تحديات كبيرة للغاية للبشرية في مجالات متعددة، بما في ذلك الصحة العامة والاقتصاد والمجتمع.
وأشار إلى أن انتشار الفيروس يسلط الضوء على التهديد الكبير للبشرية، وأن وقت وموارد الدول لن تهدر فيما يسمى المنافسة الاستراتيجية للدول الكبرى.