سادت تطورات انتشار مرض كورونا المستجد على أخبار الاتحاد الأوروبي، وقرارات الحكومات فيه، لا سيما في إيطاليا، التي باتت تعتبر واحدة من الدول المنكوبة، بالإضافة إلى ألمانيا التي طرق الفيروس باب مستشارتها وحاكمتها القوية، “أنجيلا ميركل”، وفرنسا، التي لا تزال تحاول البحث عن فسحة أمل تخرجها من حالة الحجر والإغلاق التام المفروض فيها منذ ما يزيد على أسبوع.
البداية من إيطاليا، التي أظهرت مجموعة من الصور المتداولة على مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي تحولها إلى مدينة أشباح، خاصة مع حالة الرعب السائدة جراء تزايد حالات الوفاة فيها والتي وصلت إلى 5476 حالة، 3095 منها في منطقة لومبارديا، ما دفع الجيش الإيطالي إلى التدخل ونقل الجثث إلى المحارق، في حين تكدست عشرات الجثث في المستشفيات والكنائيس، بانتظار دفنها أو حرقها، في مشهد كشف عن حجم المأساة الحقيقية، التي تمر بها البلاد.
كارثة إيطاليا ونكبتها، لم تقتصر على مشهد الجثث فحسب، وإنما امتدت إلى اتخاذ واحدٍ من أصعب القرارات، التي يمكن لحكومة أو كادر طبي اتخاذه، وهو تطبيق قواعد طب الحروب، والذي يمنح للطبيب صلاحية انقاذ حالة مقابل ترك حالة أخرى، وهو ما أفرزه ارتفاع معدلات الإصابة بشكل هائل يفوق الإمكانات الطبية للبلاد.
من جهتهم عبّر مجموعة من الأطباء الإيطاليين، العاملين ضمن كوارد مكافحة انتشار الفيروس، في إحدى مستشفيات منطقة لومبارديا، عن مأساوية الأوضاع في بلدهم من خلال تأكيدهم أن الكثير من الناس يعانون من المضاعفات الناجمة عن إصابتهم بالفيروس، في حين أن وحدة العناية المركزة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المصابين، لافتين إلى أن الأسرّة تمتلئ في غضون يوم واحد.
في ألمانيا، لم تكن الأمور مبشرة حتى وإن لم تكن بفظاعة ما تواجهه إيطاليا، فقد أعلن معهد روبرت كوخ الألماني للصحة العامة، أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في ألمانيا قفز إلى 22672 حتى صباح اليوم – الاثنين، ما دفع الحكومة الاتحادية الألمانية لاتخاذ سلسلة قرارات مساء أمس – الأحد، قيدت خلالها العلاقات الاجتماعية وحظرت التجمعات العامة بين أكثر من شخصين، بالإضافة إلى إلزام محال الحلاقة والمطاعم والمقاهي على إغلاق أبوابها تماماً، في حين أبقت فقط على العمل في المنشآت الحيوية الضرورية للحياة اليومية، كمتاجر الأغذية.
ولم تقتصر مؤشرات انتشار المرض في ألمانيا على الإجراءات المتخذة وحسب، وإنما تجسد بشكل فعلي من خلال إعلان المتحدث باسم المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، دخول الأخيرة في الحجر الصحي، مساء أمس – الأحد، عقب اجتماع الحكومة، بعد اشتباه بإصابتها بالفيروس بسبب مخالطتها لطبيب تبين أن يعاني من المرض، ما أجبرها على متابعة عملها ومهامها كمستشارة للبلاد من الحجر الصحي في منزلها لمدة اسبوعين على الأقل.
بالانتقال إلى غرب القارة العجوز، وفي فرنسا، فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن تسجيل 112 حالة وفاة جديدة يوم أمس – الأحد، ليصل عدد الوفيات هناك إلى 674، وذلك تزامناً مع تصريحات وزير الصحة الفرنسي، “أوليفييه فيران” التي أشار فيها إلى أن الاختبارات الجارية على دواء محتمل لعلاج فيروس كورونا، قد تنتهي خلال الأسبوعين المقبلين.
ونقلت وسائل إعلامية محلية عن “فيران” تأكيده أن الأبحاث جارية حول فاعلية دواء الكلوروكين، المستخدم في علاج الملاريا، في علاج مصابي فيروس كورونا، والنتائج ستظهر في غضون 15 يوماً، مضيفاً: “في حالة كانت النتائج إيجابية، سيتم استخدام الدواء لعلاج المصابين بفيروس كورونا في فرنسا”، كاشفاً أن الحكومة الفرنسية منعت تصدير الدواء المذكور إلى الخارج.
من جهة أخرى، رجح الوزير الفرنسي تمديد القيود على حركة التنقل في البلاد إذا اقتضت الضرورة، مشيراً إلى إجراء 5 آلاف فحص للكشف عن كورونا يومياً في عموم البلاد.