يبدو أن أزمة الفيروس الصيني المستجد، باتت عبئًا فعليًّا على الوسط السياسي الإيراني، الذي سبق وتعاطى مع المرض بمنطق أهوج متعمدًا إنكار تفشي المرض حتى بات دون إمكانية السيطرة عليه.
ومات اليوم الخميس،سفير إيران في الفاتيكان والرئيس السابق لمكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر، هادي خسرو شاهي، والذي كان محسوبًا على الأوساط الدينية البارزة في طهران، وجاءت الوفاة إثر إصابته بفيروس كورونا.
وقالت مسؤولة العلاقات الإعلامية لنائب الرئيس الإيراني، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا نقلته CNN، إنه بعد ظهور أعراض المرض على السيدة معصومة ابتكار ، نائبة الرئيس روحاني لشؤون المرأة، أثبتت الاختبارات المعملية إصابتها بالمرض، مشيرة إلى أن ابتكار تتلقى العلاج في منزلها، اليوم الخميس.
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده لا تخطط لفرض حجر صحي كامل على أي مدن وبلدات رغم تفشي فيروس كورونا الجديد (Covid-19) في جميع أنحاء البلاد.
وترجى المسؤولون في طهران، المواطنين عدم الذهاب إلى مدينة قم المقدسة شيعيًّا، حيث أنها مركز تفشي الفيروس، ومع هذا لم تغلق السلطات ضريح المعصومة، الذي يزوره ملايين الزوار الشيعة.
وحتى اليوم أعلنت السلطات الرسمية عن 139 إصابة بالفيروس كورونا و19 حالة وفاة به في الأسبوع الماضي.
كما وكانت إيران مصدر عدة إصابات بالفيروس في دول مجاورة، بعد انتقال المرض إلى هناك من أفراد زاوا الأراضي الإيرانية، كبلدان أفغانستان والبحرين والعراق والكويت وسلطنة عمان وباكستان.
وأعلنت سلطات إيران فرض قيود على تنقلات الأشخاص الذين يعانون من حالات مؤكدة أو مشتبه بها بفيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكبر عدد من الأشخاص خارج الصين حيث منشأ الفيروس.
وإلى جانب إغلاق المدارس، ألغت السلطات الإيرانية النشاطات الرياضية ونشرت فرقا من عمال النظافة لتطهير الحافلات والقطارات والأماكن العامة.
و أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني “مجتبى ذو النور”، الأنباء التي تحدثت عن إصابته بفيروس كورونا المستجد، لافتاً إلى أن نتائج الفحص الطبي كانت إيجابية، وأنه حالياً في الحجر الصحي.
كما أشار “ذو النور” في تسجيل فيديو نشره على صفحته على إنستغرام، إلى أن إيران ستتمكن من التغلب على الفيروس، وهو ما جاء بالتزامن مع انتشار المرض في العديد من المدن الإيرانية، بشكلٍ كبير جداً، ما أدى إلى انتقاله إلى الدول المجاورة.
ويعتبر “ذو النور” المسؤول الإيراني الثالث الذي يصاب بالفيروس، بعد الإعلان عن إصابة نائب وزير الصحة الإيراني، “إيراج حريرجي” وعضو البرلمان الإيراني، “محمود صادقي”، حيث تحولت إيران إلى ثاني أكبر بؤرة تفش للفيروس بعد الصين، وأكبر مصدر للفيروس في المنطقة.
وكانت مواقع إيرانية معارضة قد نقلت عن أحد الأطباء بعد إخفاء اسمه لضرورات أمنية، تأكيده بأن الإحصائيات الحكومية لا تمت للواقع بصلة، وأن عدد الإصابات أعلى بكثير من أرقام الحكومة.
وأشار الطبيب الإيراني، إلى أنه في تواصلت الأمور على ما هي عليه، فإن كافة المعطيات تشير إلى كارثة صحية وشيكة ستخل بالبلاد، واصفاً تستر النظام على الإحصائيات الحقيقية بـ “الجريمة” تامة الأركان، ويشكل خطراً ليس على إيران وحسب بل في دول أخرى أيضًا.
إلى جانب ذلك، كشف الطبيب أن عشرات الآلاف في العاصمة طهران فقط، سيكونوا عرضةً لإصابة بالفيروس التاجي، مضيفاً: “إذا لم نتمكن من التوصل إلى إطار للتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فإن وضعنا سيصبح أسوأ عدة مرات مما في الصين”.