يبدو أن الفيروس الصيني ” كورونا المستجد ” يتجه، ليصبح رعبًا عالميّا حقيقيًّا مع استعصاء اللقاحات وتغير العلاجات التي تعتمد فقط على المناعة الذاتية بأجسام المرضى، وكحال أي فيروس، يكمن الخطر الفعلي في مدة الحضانة التي يبديها الجسم للمرض قبل ظهور الأعراض.. حيث يبدو المصاب طبيعيًّا طيلة فترة الحضانة مما لا يسمح للناس بتجنبه والابتعاد عنه، فينقل العدوى لهم قاصدًا أو من غير عمد.
إدارة محلية في الصين، أعلنت اليوم السبت، أن فترة حضانة فيروس كورونا قد تصل إلى 27 يوما، بعد أن كانت في وقت سابق – مدة الحضانة المفترضة للفيروس – هي 14 يومًا وفق إعلان المختصين إبان انتشار الفيروس.
وقالت حكومة محلية في الصين، أن رجلا يبلغ من العمر 70 عاما في إقليم “هوبي” أصيب بفيروس كورونا، لكن لم تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد 27 يوما، مما يعني أن فترة حضانة الفيروس قد تكون أطول بكثير من فترة الأربعة عشر يوما المفترضة.
خطورة كامنة
يؤدي تطويل مدة الحضانة، بعد حالة الرجل الصيني المكتشفة أخيرًا، إلى نسف خطط الإحتواء ودراسة تقاطعات تحرك الفيروس مبدأيًا.. بالإضافة إلى مشاكل صحية خاصة تعرقل وتزيد من فترات الحجز المؤقت للمصابين المحتملين ومن يشتبه بتعرضهم للفيروس، مع عدم إهمال احتمال ظهور الإصابة لدى من وصفوا بعد الحجر الصحي بأنهم سليمون، فباتوا كقنابل موقوتة في بلدان غير الصين.
وقد تعرقل فترة الحضانة الأطول جهود احتواء انتشار التفشي الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من ألفي شخص وانتشر خارج الصين، وذكر الموقع الإلكتروني لحكومة هوبي، مركز تفشي الفيروس، أن الرجل المصاب قاد سيارته في 24 يناير للعودة إلى منطقة “شنونغجيا” في شمال غربي هوبي قادما من مدينة إيتشو حيث التقى بشقيقته التي كانت مصابة بالمرض.
وذكر بيان الحكومة وفقًا لرويترز، أنه أصيب بحمى في 20 فبراير / شباط وتأكدت إصابته بالفيروس في اليوم التالي.
إحصائيات مخيفة
سجلت دول العالم حتى اليوم السبت ألفين و362 حالة وفاة و77 ألفا و916 مصابا، معظمها في الصين، بسبب فيروس كورونا المستجد، وذلك بحسب محصلة جمعتها وكالة أسوشييتد برس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي ظهر لأول مرة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في مدينة ووهان الصينية، وانتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
صرحت السلطات الصينية، اليوم السبت، عن ارتفاع حصيلة عدد ضحايا فيروس “كورونا” المستجد في البلاد بنهاية يوم الجمعة إلى 2345 حالة وفاة، والمصابين إلى 76288 شخصا.
وسجل إقليم “هوبي” وسط البلاد، بؤرة تفشي الفيروس، 109 حالات وفاة جديدة، من بينهم 90 شخصا في مدينة “ووخان” عاصمة الإقليم، وقالت لجنة الصحة الوطنية بالصين في بيان: ” تلقت لجنة شؤون الصحة بيانات من 31 مقاطعة، تؤكد إصابة 76 ألف و288 شخصا، وفي الوقت الحالي لدينا 53 ألفا 284 مريضا ، من بينهم (11 ألفا و477 في حالة صحية حرجة)، وفارق الحياة 2345 شخصا جراء العدوى، وغادر المستشفيات 20 ألفا و659 شخصا بعد شفائهم “.
محاولات يائسة
يبدو أن العمل على إيجاد علاج فعال للمرض الجديد، دفع العلماء لإيجاد لقاح للفيروس يضمن عدم تفشيه في مختلف أرجاء العالم، وتسعى دول عدّة لتطوير تلك اللقاحات بأسرع وقت ممكن لوضع حد للنتائج الكارثية التي يهدد بها انتشار الفيروس.
وأفادت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الماضي، بأنها تنتظر الحصول على نتائج من تجربتين للقاحين ضد الطفرة الجديدة من فيروس كورونا خلال 3 أسابيع، وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس أن إحدى هاتين التجربتين يتم من خلالها اختبار مزيج من عقارين مضادين لفيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”، وهما “اللوبينافير” و”ريتونافير”، والثانية يجري من خلالها اختبار عقار “ريميديفير” المضاد للفيروسات.
من جهته، أعلن شو نانبينغ، نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني، خلال مؤتمر صحفي أن التجارب السريرية على لقاح مضاد لفيروس كورونا الجديد في الصين لن تنطلق قبل نهاية أبريل المقبل.