هيئة التحرير
علم مركز أبحاث ودراسات “مينا” أن جائحة فيروس كورونا المستجد بدأت تنتشر بشكل متسارع في العاصمة السورية “دمشق” خلال الأيام الماضية، اذ طالت مسؤولين أمنيين وضباطاً سابقين في نظام الأسد.
المصادر المطلعة أكدت لـ”مركز مينا” أن “النظام أصدر تعليمات بالتشديد على التكتم الرسمي عن حجم الإصابات، لعدم خلق حالة رعب بين المواطنين الذين يعانون من أزمة اقتصادية خانقة”.
و نعت قناة “الإخبارية السورية” الرسمية صباح “الاثنين”، رئيس تحريرها، “خليل محمود”، إذ أشارت مصادر في وزارة الاعلام إلى أن وفاته نتيجة اصابته بفيروس كورونا، بينما توفي الفنان اللبناني “مروان محفوظ” بسبب الوباء في “مستشفى الأسد الجامعي” بدمشق.
وأوضحت المصادر أنه ” خلال الساعت الاربع والعشرين الماضية تم تسجيل أكثر من ١٠٠ حالة وفاة”. مؤكداً أن من “ضحايا الفيروس يتم دفنهم في مقبرة قرب مدينة نجها جنوب دمشق – هي المكان الذي يوجد فيه محرقة لبقايا ومخلفات المستشفيات الطبية».
الدفن أم الحرق..
ونقلت وسائل اعلام تابعة للنظام عن مدير مكتب دفن الموتى، “فراس إبراهيم”: أن “المتوفين نتيجة الإصابة بالفيروس أو أعراض مطابقة يدفنون في مقبرة نجها بريف دمشق حصراً، منعاً لانتشار الفيروس في الأماكن السكنية، اذ لا يمكن دفن أي ميت دون تقرير طبي من طبيب مختص مع تصديق التقرير من نقابة الأطباء”. مشيراً إلى أن “عملية الدفن تتم من قبل فريق متخصص”.
كما قال الدكتور حسين نوفل الأستاذ في كلية الطب بجامعة دمشق في تصريح لوكالة “سبوتنيك”: إن “أفضل طريقة للتعامل مع الجثث المصابة بكورونا هي حرق الجثث للقضاء على الفيروس لأننا لانعرف سلوك الفيروس في الجثث ولا نعرف الآلية المرضية خصوصاً أن الموت السريري لا يعني الموت الخلوي وطالما يوجد خلايا لم تمت بعد فاحتمال تكاثر الفيروس يبقى قائماً في الجثث”.
وأكد “نوفل”: أن “عاداتنا وتقاليدنا في مجتمعنا لا تسمح بذلك، مما يجعلنا نلجأ إلى الخيار الثاني وهو دفن الجثث المصابة بكورونا دون تغسيل بحيث تكفن الجثة بطبقتين طبقة مبللة بالكلور وهي الملاصقة للجثة تغلف بطبقة بلاستيكية خاصة، ثم تدفن من قبل فريق حكومي مدرب بعمق أكثر من 1.5 متر وفي أماكن منفصلة عن المدافن العادية حتى إذا حصل أي تفشي نستطيع حصره”.
خدمات غائبة..
مصادر طبية أكدت لـ”مرصد مينا” أن المستشفيات التخصصية، كمشفى الباسل المتخصص بأمراض القلب ومشفى البيروني المتخصص بمعالجة امراض السرطان في العاصمة، تحولت إلى مراكز لحجر المصابين بفيروس كورونا، وامتنعت عن استقبال المرضى العاديين.
وقال المصدر المطلع: إن “المستشفيات تحولت إلى مراكز حجر، وباتت ترفض استقبال الحالات الاسعافية، والخدمات الصحية التي تقدم للمصابين بفيروس كورونا بدائية إلى حد كبير”. مشيراً إلى أن “أغلب المستشفيات لا تملك عدداً كافياً من اختبارات فيروس كورونا، لذلك نعتمد في تشخيص سريري للمرض، وتقتصر على المصابين المحتاجين الذين يعانون من قصور في الجهاز التنفسي، ويُطلب من باقي المصابين الحجر في منزلهم لمدة أسبوعين”.
الا أن وزارة الصحة في سوريا، أعلنت أنه يمكن للراغبين بالسفر إلى الخارج دفع قيمة فحص كورونا “بي سي آر” في فروع المصرف التجاري السوري كافة، وتعادل قيمته 100 دولار أمريكي للأجانب و100 دولار أو ما يعادلها بالليرات السورية وفق تسعيرة مصرف سوريا المركزي، للمواطنين السوريين ومن في حكمهم.
ونقل المكتب الإعلامي لوزارة الصحة أن “الوزارة خصصت أربعة مراكز صحية جديدة لإجراء المسحات الخاصة بتشخيص فيروس كورونا للراغبين بالسفر خارج سوريا عن طريق لبنان وبإمكان دفع قيمة هذه الخدمة بأي فرع للمصرف التجاري السوري”.
أرقام كاذبة..
وسائل إعلام النظام لم تعمل لتوعية المواطنين حول انتشار الفيروس بشكل جدي، ولا تعترف بالأرقام الحقيقية، وتكتفي بنشر رقم ثابت يومي عن الإصابات، يتراوح ما بين 10 إلى 19 إصابة يومياً، في حين يبلغ عدد الوفيات التي أعلنت عنها ٣٨ حالة فقط.
ورغم الانتشار لا يعمل النظام على فرض أي تدابير وقائية، فأعاد افتتاح المساجد والمحلات التجارية وجميع الأنشطة الاجتماعية بشكل كامل، من دون أي حرص على تطبيق قواعد الأمان ومسافات التباعد الاجتماعي الأمر الذي يساهم في انتشار أكبر للفيروس، دون أي قدرة على مواجهته.
وحذر وزير الصحة نزار يازجي في تصريحات صحافية من زيادة ارتفاع الحصيلة المحلية لفيروس كورونا، وقال: “توسع انتشارها أفقياً وعمودياً قد ينذر بتفشٍّ أوسع في حال عدم الالتزام، والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية”، لافتاً إلى أنه “ليس لديه ارقام دقيقة عن أعداد الوفيات ويعزو السبب إلى يمكن أن تكون لعدم الإبلاغ عن حالات مرضية تعالج منزلياً والتأخر بطلب الاستشارة”.
وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد أعلنت الثلاثاء، تسجيل 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الإصابات المسجلة في سوريا إلى 694، بينما بلغ عدد الإصابات التي تماثلت للشفاء من الفيروس إلى 220.
بينما توفي 38 شخصاً، حسب الإحصاءات الرسمية، إذ توزعت الإصابات كالتالي: 368 إصابة في دمشق، و141 في ريف دمشق. وفي القنيطرة 36، وحلب 30، واللاذقية 29، والسويداء 16، وحماة 10، وحمص 10، ودرعا 9، وطرطوس إصابة واحدة.
كما قررت الحكومة السورية منع صلاة عيد الأضحى في دمشق وريفها وإغلاق جميع صالات المناسبات، وكلفت جميع الوزارات باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.
مناطق الشمال السوري..
أما في مناطق المعارضة الواقعة خارج سيطرة النظام، عزلت حكومة الإنقاذ مدينة سرمين التابعة لريف إدلب بعد تسجيل أول حالة إصابة ومخالطتها مع آخرين قادمة من دمشق، وشهدت الأيام الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين وسجلت الطواقم الطبية 26 حالة توزعت معظمها على مدينتي “سرمدا” بريف إدلب و”أعزاز” في ريف حلب الشمالي.
وأعلنت وحدة تنسيق الدعم السورية، الثلاثاء، عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد إلى 30 إصابة في شمال غرب سوريا، وذلك عقب تسجيل إصابة جديدة في مدينة الباب شرقي حلب.
وحدة تنسيق الدعم لفتت إلى أنه تم إجراء 57 فحصاً خلال يوم الثلاثاء، ليرتفع عدد الفحوصات إلى 3518 فحصاً، فيما وصلت الحالات المتعافية إلى 13 حالة.
وقد توزعت حالات الإصابة بفيروس كورونا وفق التالي: 13 إصابة في حارم بريف إدلب و6 في مدينة إدلب، 8 إصابات في مدينة الباب و 3 إصابات في مدينة اعزاز شرق وشمال حلب.
أما في المناطق التابع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” فسجلت مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة إصابة 4 حالات، وفرضت “منظمة الهلال الأحمر الكردي” الطبية الحجر الصحي على 88 حالة اشتباه، اد فرضت “الإدارة الذاتية” لشمال وشرق سوريا فرض حظر عام لمدة عشر أيام بعد تسجيل حالات إصابة جديدة بالفيروس، وأغلقت جميع المعابر والمنافذ الحدودية وفرضت الحجر الصحي على كل مسافر مدة 14 يوماً، وأوعزت إلى المؤسسات المختصة في المعابر الحدودية اتخاذ الإجراءات الصحية المشددة على البضائع والسائقين.