تسبب فيروس كورونا الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة بإغلاق الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي في ظاهرة كانت تعتبر قبل انتشار الوباء الصيني المنشأ، تجاوزاً للاتفاقات الدولية.
فمن صباح غد الثلاثاء ستغلق السلطات الألمانية الحدود مع كل من فرنسا والنمسا وسويسرا، جوياً وبالرغم من انخفاض الأسعار يشهد قطاع الطيران خمولاً وذلك إثر إعلان دول عديدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق حدودها الجوية أمام المسافرين القادمين من أوروبا التي باتت بؤرة انتشار الوباء الجديد.
قررت السلطات الألمانية أن تغلق اعتباراً من الاثنين حدودها مع فرنسا وسويسرا والنمسا لمحاولة وقف تفشي وباء كورونا المستجد.
ويسري الإغلاق اعتباراً من الساعة 08,00 بالتوقيت المحلي (07,00 ت غ) لكنه لن يؤثر على نقل السلع ويستثني العمال العابرين للحدود.
من جهتها قالت الرئاسة الفرنسية اليوم الأحد، إن الإجراءات التي اتُخذت على الحدود بين فرنسا وألمانيا بسبب تفشي وباء كورونا لا تتضمن إغلاق الحدود لكنها ستشمل تشديد الرقابة.
ولا يشمل هذا الإجراء دولاً أخرى على الحدود مع ألمانيا، إذ إنها تُعتبر في هذه المرحلة أقلّ خطورة لناحية تفشي الفيروس، وبين هذه الدول، بولندا وتشيكيا والدنمارك التي سبق أن أغلقت حدودها أمام جيرانها وفرضت قيوداً صارمة.
وكانت الحكومة الألمانية حتى هذه المرحلة رافضةً لفكرة اللجوء إلى إغلاق الحدود لئلا يؤثر ذلك في ما تبقى من منطقة شينغن لحرية التنقل، التي تواجه أزمة الهجرة وتداعيات الاعتداءات الإرهابية.
تواجه حركة السفر جواً على مستوى العالم إغلاقاً واسع النطاق، في إطار المساعي الدولية لاحتواء وباء كورونا، بعد أن أعلنت شركات الطيران تقليص وتخفيض أسعار رحلاتها الجوية، وحظرت العديد من البلدان السفر وأوصت بالعزل.
وتعرضت شركات الطيران لجرعات متعددة من الأخبار السيئة يومي السبت والأحد رغم انخفاض الأسعار، وذلك بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستوسع نطاق القيود المفروضة على سفر الأوروبيين إليها لتشمل المسافرين القادمين من بريطانيا وإيرلندا اعتباراً من مساء الاثنين.
وفرض عدد من دول أمريكا الجنوبية قيوداً على الطيران، وانضمت أستراليا إلى نيوزيلندا في مطالبة جميع الأجانب القادمين إلى البلاد بالالتزام بالعزل الذاتي لمدة 14 يوماً.
وقالت شركة “أميركان إيرلاينز”، ثاني أكبر شركة في العالم، السبت، إنها تعتزم تقليص الرحلات الدولية بنسبة 75 بالمئة حتى السادس من أيار، وأوقفت تشغيل كل أسطولها من الطائرات عريضة البدن تقريباً.
ولم يتوقف الضرر على الرحلات الجوية فحسب، فقد أعلنت وزارة الصحة البريطانية، أن صناعة الرحلات البحرية عانت أيضاً انتكاسة أخرى عندما وضعت سفينتان في الحجر الصحي في تشيلي، بعد أن أثبتت الفحوص إصابة رجل بريطاني مسن على متن أحدهما بفيروس كورونا.
وقالت الحكومة الأمريكية، إنها ستبدأ “على الفور” في العمل على طرق لمساعدة صناعات الطيران والرحلات البحرية المتضررة من فيروس كورونا في الوقت الذي تحاول فيه وقف الخسائر وحماية الوظائف.
وذكر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، أن شركات الطيران قد تخسر 63 إلى 113 مليار دولار من إيرادات نقل المسافرين عالمياً في 2020، بناء على مدى انتشار فيروس كورونا.