لم يترك فيروس كورونا الصيني المستجد، كوفيد – 19 منطقة في العالم إلا وغزاها، الأمر الذي فاقم من صعوبة احتوائه وجعل تطويقه عبر الحجر الصحي أمرًا متذبذب الفعالية.
وشهدت دول المغرب العربي خلال الساعات الماضية، وصول الفيروس أراضيها، بعد أن عشعش في كثير من الدول العربية والأوروبية، ما جعل مسألة وصوله لشمال القارة الأفريقية مسألة وقت. فخلال الإثنين الماضي شهدت دول في المغرب العربي أولى حالات إصابة بفيروس كورونا بعد عودة مواطنين أغلبهم رجع من إيطاليا، التي انتشر فيها المرض لأعلى مستوى بين بقية الدول الأوروبية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة المغربية، أمس الإثنين 2 مارس/ آذار 2020، تسجيلها أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، عند مواطن مغربي كان في إيطاليا، وأشارت الوزارة أن حالته مستقرة.
إعلان السلطات المغربية جاء بعد ساعاتٍ قليلة من إعلان الجارتين، الجزائر وتونس، عن اكتشاف حالات أخرى لمواطنين رجعوا من إيطاليا وفرنسا، ما حدا بالدول المغاربية الثلاث، تشديد إجراءاتها الاحترازية لعزل المرضى وفحص من خالطوهم، في إطار محاولات السيطرة المبكرة على الفيروس. يضاف لها احتمال تعليق الفعاليات الرياضية والثقافية، ومراقبة السفر من وإلى الدول المتأثرة بانتشار الفيروس.
تزامنًا، صرّح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الصحة المغربي، مساء أمس الإثنين، قُبيل إعلان تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب، أن قرار إلغاء الأنشطة والتظاهرات الثقافية والرياضية ” لا يعني إلغاء جميع التظاهرات التي ستنظم في المملكة، بل سيتم تطبيق إجراء الإلغاء حسب السياق، أي في حال دعت الضرورة إلى ذلك، خاصة التظاهرات التي يشارك فيها أجانب، من الدول التي ينتشر فيها الفيروس”، داعيًّا المغاربة إلى التحلي ” بالهدوء وتجنب مشاعر الخوف والهلع والارتباك، وأن يستمروا في العمل الاعتيادي، وتنقلاتهم الاعتيادية دون تغيير، ما لم تصدر أوامر غير ذلك من السلطات المختصة”.
في خطوة مشابهة وضمن تدابير احترازية، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وجمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب في بيان مشترك ” إلغاء الدورة 15 للمعرض للدولي للفلاحة بالمغرب التي كان من المرتقب تنظيمها في 14 نيسان /إبريل المقبل بمدينة مكناس”.
كما ومددت الخطوط الملكية المغربية للطيران حظر رحلاتها إلى الصين مركز انطلا الفيروس وبؤرته. إلا أنها لم تعلق رحلاتها إلى إيطاليا التي تشهدت أعلى نسبة انتشار للمرض في أوروبا.. وبينما استبعد رئيس الوزراء، العثماني، إلغاء الرحلات الجوية ” طالما لا يوجد ما يدعو إلى إيقافها”، إلا أنه قال إن هناك رفع أعلى درجات اليقظة والحذر بالنسبة للرحلات القادمة من المناطق التي ينتشر فيها الفيروس.
شرقًا عن الرباط، أعلن وزير الصحة التونسي، عبداللطيف المكي، عصر أمس الإثنين، عن أول إصابة بفيروس “كورونا” بالبلاد لتونسي عمره 40 عاماً، مقيم في إيطاليا، عاد إلى البلاد الأربعاء الماضي، دون أن تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس، لكن المريض ظهرت عليه الأعراض، السبت الماضي، فخضع للتحليل، ليكتشف إصابته بالفيروس. وسبقت وزارة الصحة الجزائرية بقية الدول المغاربية باكتشاف حالتي إصابة لامرأة وابنتها تبلغان من العمر 53 و24 عاماً صباح الإثنين، مؤكدةً أنها وضعت الحالتين في العزل بولاية البليدة جنوبي العاصمة الجزائر.
كما وأوضح بيان الصحة أن المرأة وابنتها استضافتا في فبراير / شباط 2020 رجلاً (83 عاماً) وابنته يقيمان في فرنسا، مشيراً إلى أنه ثبتت إصابتهما بالفيروس عقب عودتهما إلى البلد الأوروبي، ليرتفع بذلك عدد الإصابات الموثقة بالفيروس في الجزائر إلى 3 حالات.
وانتشر الفيروس الصيني المستجد، في 13 دولة عربية، مع تسجيل ما يقارب 180 حالة إصابة موزعة في الكويت، والبحرين، والإمارات، والعراق، وعمان، ولبنان، وقطر، والسعودية والأردن، ومصر، ساهمت فيها السياحة ومواطنين عاد أغلبهم من إيران التي تعيش أسوأ أزمة صحية، طالت كبار مسؤولي الدولة والبرلمان، وتسببت بوفاة وإصابة العشرات، ليصل بذلك إجمالي دول العالم التي انتشر فيها الفيروس 67 دولة وفق بيانات مختلفة للمؤسسات الطبية العالمية.