توالت ردود الأفعال على خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام في الأراضي المحتلة محليًّا واقليميًّا ودوليًّا، لكن الأهم والأبرز الذي يواجه الخطة التي وضعها – ضمنيّاً – صهر الرئيس ومستشاره ” جاريد كوشنر ” هو الرفض الفلسطيني الرسمي والشعبي للخطة.
وانبرى كوشنر في الدفاع عن خطته “صفقة القرن” وتوضيح أسبابها والتلميح بمحفزاتها وعوائدها ومنافعها للفلسطينيين – من وجهة نظره – مع التعريض باتهامات مبطنة للقيادات الفلسطينية في السلطة التي رفضت الصفقة وأوقفت التنسيق الأمني مع أمريكا وإسرائيل.
واعتبر جاريد كوشنر، “صفقة ترامب”، التي أشرف على وضعها للتسوية في المنطقة خطة واقعية للحل، وقال إن واشنطن تنتظر من الفلسطينيين ردا إيجابيا عليها.
تصريحات كوشنر جاءت في مقابلة تلفزيونية مع محطة “إم بي سي مصر” حيث وعد كوشنر في المقابلة، بأنه إذا وافق الفلسطينيون على التفاوض فستكون هناك استثمارات وفرص عمل، وكذلك العديد من المشروعات.
وأشار صهر ترامب، إلى أن المجتمع الدولي تعهد بتقديم الأموال لمساعدة الفلسطينيين، لكن يجب أن يتأكدوا أولا أنه لن يكون هناك “إرهابيون”، مشددا على أنه إذا أراد الفلسطينيون أن يشكلوا دولة فعليهم أن يلتزموا بالشروط التي تلتزم بها كل الدول، ويمكن بعد ذلك التفاوض.
وهاجم كوشنر، المسؤولين الفلسطينيين بعد رفضهم الخطة متهمًا إياهم بالثراء الفاحش الذي جعلهم ينعزلون عن واقع شعبهم. فقال كوشنر: “صائب عريقات كبير مفاوضات منذ 25 عامًا، لم يصل لأى اتفاق.. هذا الرجل لديه رقم قياسي من الفشل في عقد صفقات السلام.. يقول أن خريطة ترامب لا تقدم أي جديد.
وأن هناك خرائط أخرى صادرة من قبل، أعتقد أنه رسمها على منديل ورقي وتخلص منه بعد ذلك.. لا يوجد خريطة رسمت حظيت بموافقة إسرائيل، إلا خريطة ترامب.. إنها تحمل 181 صفحة مليئة بالتفاصيل.. عليهم دراسة الخطة والتشاور مع الأصدقاء والجيران من الدول ثم يأتي إلى الطاولة ويجلس مع الإسرائيليين. وكثيرون يقولون أن السلطة الفلسطينية لم تعقد أي صفقات منذ مدة طويلة..
وثروات كبيرة وأثرياء فلماذا يعقدون صفقات.. الرئيس المهتم بشعبه سيركض نحول طاولة المفاوضات ويجلس عليها ويقول الأشياء التي يرغب فيها ويحرك الأمور للأمام.. ونحن سنكون عادلين وموضوعيين.. وترامب وضع خطة تفصيلية للأعمال التجارية وكيفية بناء اقتصادهم.. ترامب هو الرئيس الذى جعل هذا العرض ممكنا وهو الذى يستطيع إنهاء هذه الصفقة”.
الموقف العربي
على الصعيد العربي، فيبدوا أن الموقف الشامل للجامعة العربية هو رفض صفقة القرن وما جاء فيها، حيث رفضت الجامعة العربية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، قائلة إن الخطة لن تؤدي إلى اتفاق سلام عادل.
وقال الأمين العام للجامعة “أحمد أبو الغيط”: إن “الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعلياً تحت احتلال. وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته”، جاء ذلك خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أعلن خلاله أن السلطة الفلسطينية قررت قطع كل علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك العلاقات الأمنية.
وأكد عباس خلال الجلسة، التي انعقدت لمدة يوم واحد بطلب فلسطيني، “أبلغنا الإسرائيليين والأمريكيين بأنه لن يكون هناك أي علاقة معكم ومع الولايات المتحدة الأمريكية، بما ذلك العلاقات الأمنية، في ضوء تنكركم من الاتفاقات الموقعة والشرعية الدولية”.